وقال رئيس الجمعية التونسية لأحباء البيئة، ضاوي بدري لـ"العربي الجديد" إنّه نظراً لأهمية التجربة، فإن الجمعية تنوي توسيعها لتشمل مناطق أخرى، وقد اختيرت حالياً منطقة مرناق لتكون ثانية المناطق التي تطبَّق فيها هذه التجربة.
وأضاف أن اختيار مرناق يأتي لكونها مدينة شبه ريفية، ويوجد فيها عدد كبير من الحيوانات السائبة، مضيفاً أنّ فكرة الأنابيب بسيطة، فقنوات المياه البلاستيكية التي تباع عند أغلب المحلات يعمل شباب ناشطون في الجمعية على تزويقها وتثبيتها في الجدران.
وقد بدأت هذه الفكرة - وفقاً للمتحدث - من شباب الجمعية في فرع منزل جميل الذين تمكنوا من صناعة نماذج سهلة وجميلة، والأهم أنها تشمل مكاناً للطعام وآخر للمياه لفائدة القطط.
وأوضح ضاوي أن الفكرة جاءت لأن العديد من القطط السائبة لا تجد الماء في الشوارع، خاصة في فصل الصيف، وبعضها يجوع ولا يجد طعاماً، وهذا الأمر يدفعها إلى النبش في الفضلات والحاويات بحثاً عن الطعام، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يشوّه جمالية الشوارع بمنظر الفضلات المبعثر في الأرض، ويساهم في انتشار الأمراض.
وأشار المتحدث إلى أنّ هذه البادرة ما كانت لتنجح لولا وعي السكان، إذ إن تركيز هذه الأنابيب يكون في جدران بعض المنازل، وبالتالي لا بد من توعية الناس وإقناعهم بالفكرة ليقبلوا وجود تلك الأنابيب بجدران منازلهم.
ولاحظ ضاوي حماسة السكان ورغبتهم في تركيز هذه الأنابيب، مؤكداً أنّ المهم في هذه التجربة، أنّ السكان هم من يعملون على وضع الطعام والماء وتفقد تلك الأنابيب وتنظيفها.
وبيّن أنّ هذه البادرة موجودة في عديد البلدان الأوروبية، آملاً تعميمها في شوارع تونس، خاصة أن الهدف منها حماية الحيوانات السائبة، وتوفير الطعام لها، وفي ذات الوقت حماية الشوارع وبقائها نظيفة.
ومضى يقول إنه يمكن حماية البيئة بأفكار سهلة وبواسطة آليات بسيطة ودون تكلفة باهظة، وفي ذات الوقت تكون ذات جمالية وفائدة للمجتمع وتحمي الحيوانات من الجوع والعطش.
وتابع ضاوي، قائلاً إنهم يشجعون على إعادة تدوير جميع أصناف النفايات المنزلية في البيوت التونسية، ويدعون إلى عدم إلقاء العضوية منها مع النفايات المنزلية الأخرى، بل استثمارها في مجالات عديدة.