أنباء عن اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب دمشق

عدنان علي

avata
عدنان علي
20 ابريل 2018
5B2EAAE1-5C7F-4140-880E-D9CB4DF75BB6
+ الخط -
ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، اليوم الجمعة، أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب دمشق، يقضي بخروج معظم مقاتلي الفصائل في المنطقة وتسوية أوضاع الباقين.


وذكر تلفزيون النظام أن الاتفاق جاء بعد "استسلام" تنظيم "داعش" الإرهابي في الحجر الأسود للشروط التي وضعها النظام، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية سوف تتواصل إلى حين التأكد من التزام ما سماه "الفصائل الإرهابية" بـ"الاتفاق".

وقال إن "بعض المجموعات الإرهابية قد تراوغ وتعرقل بعض البنود، ولذلك العملية العسكرية ستستمر إلى حين الانتهاء من تفاصيل بنود الاتفاق كاملا".

وأوردت وسائل إعلام مقربة من النظام أن "مجموعات ستغادر باتجاه البادية الشرقية، ومجموعات أخرى باتجاه إدلب"، في إشارة إلى ما تردد سابقا عن إمكانية خروج مقاتلي تنظيم "داعش" إلى البادية السورية، حيث يوجد جيب للتنظيم هناك، بينما يغادر مقاتلو "هيئة تحرير الشام" باتجاه محافظة إدلب في الشمال السوري.

وبالنسبة للفصائل الموجودة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، قالت مصادر النظام إن الاتفاق معها يتضمن بقاء من يوافق على تسوية أوضاعه وخروج من يرفض باتجاه الشمال السوري.

وكانت قوات النظام بدأت، منذ بعد ظهر أمس، عملية عسكرية واسعة في مناطق جنوبي العاصمة دمشق، تخللها شن نحو مائة غارة جوية، وإطلاق مئات القذائف والصواريخ على مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في الحجر الأسود ومخيم اليرموك.


وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ عمليات القصف التي شملت أيضاً حي الجورة في منطقة القدم جنوبي دمشق، أسفرت، حتى مساء أمس الخميس، عن مقتل 4 مدنيين وجرح أكثر من 50.

وفيما شنّت الطائرات الحربية التابعة للنظام عشرات الغارات الجوية، ألقت المروحيات عدداً من البراميل المتفجرة، فضلاً عن صواريخ أرض - أرض من نوع "الفيل" وقذائف الهاون، ما تسبب أيضاً في دمار واسع بالأحياء السكنية، ولا سيما حي المغاربة في مخيم اليرموك الذي جرت تسويته بالأرض.

وأوضحت المصادر أنّ الغارات استهدفت أيضاً الأحياء السكنية في جادة عين غزال، والمشروع ومنطقة الكتل باليرموك.

كما اندلعت، منذ فجر اليوم الجمعة، اشتباكات بين قوات النظام والتنظيم في نقاط عند كل من التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود، يرافقها قصف للنظام بقذائف الدبابات والهاون. 

وكانت قوات النظام السوري، وفق المصادر، قد قامت بتوزيع المهام على القوات التي ستتولى عملية اقتحام جنوب دمشق، حيث كلفت "جيش التحرير الفلسطيني" بالدخول إلى مخيم اليرموك، بينما ستتولى قوات النظام بالتعاون مع "الجبهة الشعبية – القيادة العامة"، والمليشيات المساندة الأخرى، الدخول من محور القدم – الحجر الأسود.

وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام، إنّ القصف المدفعي على المنطقة لم يتوقف، وتحدّثت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف "داعش" في مختلف مناطق وجودهم، ولا سيما على محاور الحجر الأسود ومخيم اليرموك والقدم، لكن من دون أن تحدّد عددهم.


أوضاع إنسانية سيئة

وتحشد قوات النظام، منذ أكثر من أسبوع، لشن هجوم على مناطق جنوب دمشق، حيث جلبت تعزيزات من مليشيات موالية لها من محيط مدينة دوما، مثل "الدفاع الوطني، الحرس القومي العربي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (قيادة عامة)، وحراس فلسطين".

وكانت قوات النظام السوري، قد منحت تنظيم "داعش"، مهلة 48 ساعة للخروج من أماكن سيطرته في مناطق جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد فشل المفاوضات بين الجانبين.

وطُرح في المفاوضات، خروج أكثر من 1200 من عناصر "داعش" باتجاه البادية السورية، بحسب وسائل إعلام النظام، فضلاً عن خروج عناصر "هيئة تحرير الشام" من مخيم اليرموك إلى محافظة إدلب شمالي سورية.

إلى ذلك، اعتصم العشرات من أهالي مخيم اليرموك، عند حاجز العروبة الفاصل بين بلدة يلدا والمخيم جنوبي دمشق، مطالبين بفتح الحاجز بشكل كامل، والسماح للمدنيين بالخروج إلى مناطق سيطرة الفصائل في يلدا وببيلا وبيت سحم، والذي كانت فصائل المنطقة أغلقته، قبل يومين، بطلب من قوات النظام التي هددت بقصفه في حال فتحه من جديد، بحجة أنّه يوفّر ملاذاً آمناً لمقاتلي "داعش".

ووسط أوضاع إنسانية سيئة، باتت مئات العائلات محاصرة داخل منازلها في مخيم اليرموك، نتيجة القصف المكثف من قبل قوات النظام، وإغلاق حاجز العروبة.



وكان قد جرى الاتفاق، قبل أسبوعين، بين الجانب الروسي و"جيش الأبابيل" في حي التضامن، على خروج عناصر الأخير مع عائلاتهم بالسلاح الخفيف، إلى مدينة جاسم في درعا جنوبي سورية، وقُدّر عددهم حينها بـ 1500 مقاتل، لكن تعثرت عملية الخروج.

وتعيش منطقة مخيم اليرموك والحجر الأسود، حصاراً محكماً منذ عام 2013، حيث يعيش بضعة آلاف من المدنيين في هاتين المنطقتين، من أصل ما يقرب من مليوني شخص كانوا فيهما قبل الثورة السورية عام 2011.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.