بعد يومين من إعلان حركة "طالبان أفغانستان" وفاة زعيمها الملا عمر مجاهد، تداولت وسائل إعلام باكستانية، مساء اليوم الجمعة، نقلاً عن مصادر في "طالبان"، أن زعيم شبكة حقاني الموالية لـ"طالبان" جلال الدين حقاني قد توفي قبل عام.
وذكرت المصادر أن حقاني، القائد الجهادي الشهير وأحد وزراء حكومة "طالبان" المقالة، قد توفي في إقليم خوست، مسقط رأسه، قبل عام بسبب مرض أصابه، ودفن في مكان مجهول هناك.
كذلك لفتت المصادر إلى أن شبكة حقاني يديرها منذ ذلك الحين نجله سراج الدين حقاني، الذي تم تعيينه بحسب تسريبات صحافية لأحد نائبي زعيم "طالبان" الجديد الملا أختر محمد منصور.
ولم تعلق "طالبان" ولا "شبكة حقاني" لغاية الساعة على نبأ وفاة زعيم الشبكة، ولكن يتوقع أن تعلن الحركة رسمياً خلال ساعات مقبلة وفاة حقاني، إن صح الخبر، على غرار ما فعلت عندما تداولت وسائل الإعلام نبأ وفاة الملا عمر قبل ثلاثة أيام، ولم تعلق الحكومة الأفغانية على نبأ وفاة حقاني.
وكان جلال الدين حقاني أحد أبرز القيادات الجهادية أيام الغزو السوفييتي لأفغانستان، حيث كان يسيطر على ثلاثة أقاليم جنوبية هي بكتيا وخوست وبكتيكا بعد تولي المجاهدين زمام الحكم في عام 1992. ومع ظهور حركة "طالبان" في قندهار عام 1994 أعلن حقاني تأييدها، وسلّمها جميع الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت بحوزته. وفي وقت لاحق، شغل حقاني منصب وزير الحدود في ما يُعرف بحكومة "طالبان".
ومنذ الاحتلال الأميركي لأفغانستان وسقوط حكومة "طالبان" في عام 2001، اختفى الرجل، ثم أسس في وقت لاحق شبكة خاصة به تسمى "شبكة حقاني"، ولكنه كان يعترف بزعامة الملا عمر، وكان يعتبر نفسه جزءاً من الحركة، وكان كذلك أحد أهم المطلوبين للولايات المتحدة الأميركية والحكومة الأفغانية. وكانت الشبكة تنشط في جنوب البلاد، وتستهدف القوات الدولية والأفغانية في العاصمة كابول والمناطق الجنوبية.
وخلال الأعوام الماضية، قتل ثلاثة من أبناء حقاني إثر الغارات الجوية الأميركية في وزيرستان وخوست. ولكن كان اغتيال ابنه نصير الدين في وسط العاصمة الباكستانية إٍسلام أباد في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013 بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ومنذ ذلك الحين اضمحلت قوة الشبكة.
اقرأ أيضاً: الملا منصور زعيم "طالبان" الجديد: البراغماتية قبل الدين