قبل البدء بالبحث عن نشاطات، على الأهل أولاً تقديم تفسيرات لأبنائهم عن فيروس كورونا، حسب ما تؤكد دنيا بولتوراك، الطبيبة النفسية المتخصصة بطب الأطفال في ولاية ميشيغن الأميركية، وتقول بولتوراك إن "الحديث مع الأطفال يتطلب عدة أمور، منها تحديد سن الطفل، والمعلومات التي يمتلكها أصلاً عن الفيروس. وعلى الأهل الانتباه إلى عدم نقل خوفهم للأطفال عند الحديث عن العدوى".
أما الكاتبة الأميركية جوديث ماتلوف، فقالت لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "التعامل مع الأطفال في فترة الحجر المنزلي يتطلب من الأهل ابتكار العديد من الأساليب لتمضية الوقت، واقترحت على الأهل شراء لعب جديدة وكتب ومستلزمات للرسم والموسيقى وغيرها".
وأورد موقع "ذا أتلانتيك" الأميركي عددا من النصائح في تقرير بعنوان "كيف يمكن للوالدين إبقاء الأطفال مشغولين في الحجر الصحي"، شملت: الاستماع إلى القصص، والتي تساعد في تنمية القدرات التعليمية للأطفال، وزيادة قدراتهم على التخيل، حسب ما تؤكد ميشيل مارتن، الأستاذة في كلية الإعلام بجامعة واشنطن.
ومن بين النصائح أيضا المشاركة في نشاطات غير مألوفة تساعد الأطفال على خلق ذكريات جميلة للحجر المنزلي، ومن النشاطات المقترحة، المشاركة في طهي الطعام، وابتكار أطعمة جديدة بنكهات مختلفة، أو المشاركة في تجارب علمية باستخدام مواد مصنعة منزلياً. وتساعد هذه الطرق على تفعيل الذاكرة البصرية للأطفال.
يعلم الجميع أن التمارين الرياضية تحسن الصحة البدنية، كما تساعد في تحسين الصحة العقلية للأطفال والكبار، ويمكن ممارسة الأنشطة الرياضية في البيت من خلال متابعة البرامج الرياضية على التلفاز أو شبكة الإنترنت.
يقول أستاذ علم نفس الأطفال السريري في جامعة ساسكس، كارترايت هاتون، لصحيفة الإندبندنت، إن الأطفال والشباب يحتاجون إلى ممارسة نوعين من النشاط البدني كل أسبوع من أجل الحفاظ على صحتهم، وهذا يشمل تمارين الهواء الطلق مثل الجري، وتمارين لتقوية عضلاتهم وعظامهم، وتلك يمكن ممارستها في البيت أو في حديقة المنزل في جو عائلي.
ويمكن أن تساعد أنشطة مثل حل الألغاز وبناء منشآت ليغو في إبقاء الأطفال مشغولين، بينما تساعدهم الفنون والحرف اليدوية على البقاء مبدعين.
ويستطيع الأهل تسلية أولادهم عن طريق تشجيعهم على السفر افتراضياً لزيارة الأماكن الأثرية حول العالم، وعدّد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" 12 مركزاً أثرياً يمكن زيارتها افتراضياً خلال فترة الحجر، ومن أهمها متحف اللوفر في فرنسا، ومتحف فان غوخ في هولندا، كما يمكن زيارة سور الصين العظيم، أو متحف سميثونيان الوطني للتاريخ الطبيعي في الولايات المتحدة.
كما يمكن استغلال الحجر المنزلي لتعلم مهارات جديدة، منها مثلاً العزف على آلة موسيقية جديدة، أو تعلم لغة أخرى، أو ممارسة أنواع مختلفة من الرقص، أو ممارسة حرف مختلفة تنمي القدرات الحسية، مثل الزراعة في المنزل أو الحديقة. وكلها نشاطات ترفيهية تساعد الأطفال على كسر الملل اليومي.