نظمت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، اليوم الجمعة، مسيرة حاشدةً في محافظة عمران شمالي صنعاء، طالبت بإسقاط الحكومة وتغيير قيادة السلطة المحلية وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد اتفاق مع لجنة رئاسية على مسار التظاهرة، مما نزع فتيل التوتر في المنطقة.
وكانت تحذيرات قد أطلقت الخميس من أن المسيرة قد تؤدي إلى أعمال عنف ومواجهة مع القوات الحكومية التي لا تزال تمسك بعاصمة المحافظة والقبائل المناوئة، في حين أصبح الحوثيون يسيطرون على أجزاء من المحافظة، إلا أن المسيرة مرت بسلام.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن مسلحين شاركوا المسيرة كـ"حماية أمنية" وسط انتشار لقوات الأمن والجيش في المحافظة.
من جهة ثانية، عبر سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، عن بالغ قلقهم للعنف الدائر في المناطق الشمالية للعاصمة صنعاء. وقالوا إنه يهدد "باستدراج البلد نحو العنف بشكل أكبر، ولا سيما مع اقتراب الجماعات المسلحة من العاصمة صنعاء".
ودعت مجموعة السفراء "جميع الأطراف ممن لها علاقة بأعمال العنف المستمرة في انحاء البلد كافة أن تعمل سوياً وجنباً الى جنب مع الرئيس (عبد ربه منصور هادي) للتأسيس لحوار سياسي هادف من أجل تسوية خلافاتهم".
وقال البيان إن سفراء مجموعة الدول العشر "في غاية القلق وبشكل خاص من العنف الدائر في المناطق الشمالية"، مضيفين أنه "لن يتم التساهل إزاء الجماعات المسلحة التي تعمل بشكل غير قانوني للترويع باستخدام العنف ضاربة بعرض الحائط مصالح الشعب".
وكانت بلدة همدان شمال العاصمة صنعاء قد شهدت طوال الأسبوع الماضي مواجهات مسلحة بين جماعة أنصار الله ورجال قبائل محسوبين على التجمع اليمني للاصلاح، راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى.
واعتبرت مصادر عسكرية أن توسع الجماعة في همدان التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن العاصمة أصبح يمثل تهديداً مباشراً للعاصمة صنعاء.
إلى ذلك، اتهم القيادي في الحراك الجنوبي، ناصر الطويل، الذي شارك في مؤتمر الحوار، مسلحين يتبعون نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض، بالاعتداء عليه في عدن خلال توجهه لأداء صلاة الجمعة.
ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن الطويل قوله إن مجموعة مسلحة اعترضته في شارع المعلا بعدن ومنعته من أداء الصلاة. وأضاف أن تلك العناصر خاطبته قائلة: "الجنوب لنا وأنتم يا من ذهبتم إلى صنعاء للمشاركة في الحوار لن نقبلكم في الجنوب.. فإذا بأكثر من 20 منهم يحاولون مهاجمتي لولا تدخل المواطنين الذين حالوا بيني وبينهم، فآثرت مبدأ السلامة وانتقلت إلى مكان آخر للصلاة".
وهاجم الطويل ما وصفه بـ"الحراك المسلح" واعتبر أنه يشكل خطراً شديداً على الجنوب وعلى اليمن بشكل عام، داعياً أجهزة الأمن إلى توفير الحماية له ولأسرته.
يشار إلى أن أبرز فصائل الحراك الجنوبي رفضت المشاركة في مؤتمر الحوار الذي انعقد في صنعاء. وشاركت مجموعات محسوبة على الحراك، لا تملك تأثيراً في الشارع، في الحوار من بينهم الطويل.