وبحسب وكالة الأنباء النرويجية، فإن نحو 660 شخصا شاركوا بجمع هذا المبلغ من خلال موقع نرويجي لجمع التبرعات. وأعلن جامعو هذا المبلغ أن الهدف من جمع التبرعات لرفيق وإقبال هو "لتمكينهما من أداء الحج".
وبحسب النرويجية المبادرة لجمع التبرعات، إلزابيت نورهاينم، فإن مبادرتها تأتي "لإظهار التضامن والعرفان لهذين الشخصين اللذين سيطرا على الإرهابي ومنعاه من إزهاق المزيد من الأرواح بعد قتل أخته بالتبني يوهانا هانسن". وكان الشاب النرويجي البالغ من العمر 21 سنة، فيليب مانشاوس، قد هاجم المسجد بسلاحين متعمدا ارتكاب مذبحة على غرار مذبحة نيوزيلندا، وأبدى تعاطفا مع النيوزلندي الإرهابي برنتون تارانت وإرهابي آل باسو في تكساس.
وكشفت الشرطة والاستخبارات النرويجية عن ميول متطرفة وكراهية للمسلمين والمهاجرين لدى الشاب المعتقل. ورفض المتهم الاعتراف بجرائمه، معتبرا نفسه غير مذنب ولم يشأ أن يجيب عن أسئلة المحققين، محاولا تقليد مرتكب مذبحة أوتويا، أندرس بريفيك، الذي قتل 77 شخصا جلهم من الشبان من يسار الوسط.
Twitter Post
|
وأدت المحاولة إلى انتشار التعاطف مع مسلمي النرويج بعدما أصيب المجتمع وطبقته السياسية بصدمة دفعت مختلف الفرقاء إلى إبداء رفضهم لشيوع خطاب الكراهية ضد المسلمين، وهو ما ذهبت إليه أيضا رئيسة الوزراء إيرنا سولبيرغ في معرض تعليقها على الجريمة، وقد بدا عليها التأثر والخوف من ذلك الخطاب الذي تقوده شخصيات يمينية متطرفة، وبعضهم نخب وكتّاب على علاقة بالمستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف بانون، الذي زار النرويج خلال الفترة القريبة الماضية والتقى بنشطاء هذا اليمين المتطرف من الدول الاسكندنافية.
Twitter Post
|
وترى صاحبة مبادرة جمع التبرعات لإرسال هذين المسلمين إلى الحج أنهما "يستحقان كل الخير". وتحول المسن رفيق، (65 سنة)، إلى ما يشبه "البطل الوطني" في الصحافة والشارع النرويجي. وذهبت بعض الصحف إلى إطلاق تسمية "الجد رفيق هو البطل"، على ما ذكرت صحيفة "في غي". ويبدو أن سرعة تصرف "الجد" رفيق وسيطرته وضربه للمهاجم ساهمت بشل حركته والسيطرة عليه وعلى سلاحه بحيث لم يقتل لا هو ولا بقية الموجودين على قلتهم في المسجد.
وكان التلفزيون النرويجي قد احتفى برفيق وزميله محمد إقبال الذي ساهم أيضا بثبيت المهاجم أرضا لأكثر من 20 دقيقة ريثما وصلت الشرطة التي تأخرت لأنها لم تأخذ الاتصال الأول بالطوارئ على محمل الجد.
واليوم، الأربعاء، قال المتحدث باسم المسجد، سيد محمد أشرف، إنه سعيد بهذه المبادرة بجمع المال لإقبال ورفيق، معتبرا ذلك "تعبيرا عن التضامن والشكر ودعم رجلين تصرفا ببطولة أمام رجل يحمل سلاحين وإلا لفقدت السيطرة على الموقف"، وكان الهجوم يمكن أن يؤدي إلى مذبحة "لو أنه حصل قبل 15 دقيقة، إذ كان يوجد أكثر من 15 شخصا في الصلاة"، وفقا لصحيفة أفتون بوستن النرويجية.