لم تغادر قصيدة الشاعر اللبناني أنور سلمان (1938 – 2016) الغنائيةَ، وهي تتّسم ببساطة في الشكل والمضامين التي ركزّت معظمها على عذابات العشق والوطن وفتنتهما. ويبدو أنه ظلّ أسير بداياته؛ حين نال "جائزة مارون عبوّد" للشعر عام 1956، وهو لا يزال طالباً في الثانوية العامّة.
أصدر سلمان، الذي رحل أمس، إثر حادث سير تعرّض إليه قرب منزله في بيروت، مجموعته الشعرية الأولى بعنوان "إليها" (1959)، ثم انقطع عن كتابة الشعر لثلاثة عقود، ليصدر ديواناً شعرياً في تسجيل صوتي بعنوان "سمَّيته الملك الآتي" (1986)، و"بطاقات ملوَّنة لزمن بلا أعياد" (1995)، و"أبحث في عينيك عن وطن" (2004)، و"حبك ليس طريقي إلى السماء" (تسجيل صوتي 2004)، و"القصيدة امرأة مستحيلة" (2008).
تحوّلت بعض قصائده إلى أغانٍ، وأكثرها انتشاراً قصيدة "عيناك ليالٍ صيفية"، التي أدّتها ماجدة الرومي عام 1996. نال عن قصائده المغنّاة جوائز عدّة؛ من بينها: "جائزة أجمل أغنية عربيّة" في "مهرجان قرطاج" (1994)، و"جائزة أجمل أغنية عربية" في "مهرجان القاهرة الدولي للأغنية" (1997).
كتب الشاعر جوزيف حرب عنه: "أنور سلمان يغني. وفي غنائية الشعر العربي مدرسة اسمها المدرسة الشامية من أعلامها البحتري، وديك الجن، ونزار قباني. في هذه المدرسة أنور سلمان، صاحب كرسي".
يقول سلمان في إحدى قصائده:
"ذوَّبْتَ ورد الشِّعر في أكوابي،
وحملتهُ عطراً إلى الأَحبْابِ.
كم غيَّرتْ كُتبٌ مَفاهيمَ الهوى،
وأنا كتابُ الحُبِّ ظلِّ كتابي".