قضى أبو أجود لطيف (67 عاما)، المقيم في مدينة السويداء جنوب سورية، ليلة أمس، يرقب وصول المياه عبر الشبكة إلى منزله، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إنه ما أن تبدأ ليلة الاثنين-الثلاثاء "حتى يستنفر الجميع لترقّب وصول المياه، فهذه الليلة دور شارعنا في الماء من كل أسبوع".
وأضاف "لا ساعة محددة لوصول المياه، لذلك علينا أن نكون مترقبين لوصولها، منذ الساعة الثامنة مساء، لكن في الأمس انتظرناها للساعة الرابعة فجرا، كما أنه علينا التأكد من عمل المضخة ووصول المياه إلى الخزان، فغالبا ما تأتي المياه ضعيفة، حتى المضخة لا تستطيع أن تدفع بها إلى الخزان، بالرغم من أن البناء الذي أسكن فيه مكون من أربعة طوابق فقط".
بدورها، تقول أم غالب المصري (36 عاما)، مقيمة في مدينة السويداء، لـ"العربي الجديد"، "أصبحنا نراقب بعضنا البعض في المنزل، فإن استغرق أحدنا وقتا أطول من اللازم وهو يغسل يديه، تجد أن بقية أفراد الأسرة ينبهونه من الإسراف في استهلاك المياه، فالكمية التي تصلنا عبر الشبكة غير كافية، ما يضطرنا إلى شراء صهاريج خاصة".
وتتابع "حتى نباتات الزينة في المنزل أصبحت تحصل على نصف كمية المياه التي كانت تأخذها فيما سبق، بالرغم من أن زوجي طلب مني عدم سقايتها لتوفير بعض الماء، كما اختصرنا غسل أرض المنزل واكتفينا بمسح الغبار بقطعة قماش مبللة بالماء، حتى أن شح المياه غيّر من طريقة غسيل الأواني، فأصبحت أضع وعاء بداخله ماء وصابون ووعاء آخر بداخله ماء لإزالة الصابون عنها".
وأضافت أن "أزمة المياه أتت في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات أعلى من المعدل الطبيعي، يرافقها برنامج تقنين للتيار الكهربائي، إضافة إلى انقطاعات متكررة، ما يجعل الماء الطريقة الوحيدة للتخفيف من شدة الحر، فتجدنا عندما تنقطع الكهرباء نسكب الماء على رؤوسنا".
وتبدو أزمة المياه في ريف السويداء أشد من المدينة، بحسب أبو صالح صادق (44 عاما)، يقيم في ريف السويداء، قائلاً إن "كانت المياه تأتي كل أسبوع لسكان مدينة السويداء، ففي غالبية مناطق الريف تأتي كل شهر، وهناك من ينتظر وقتا أطول، وعندما تأتي المياه غالبا ما تكون قليلة ومدة جريانها قصيرة، ما يجعل العائلة لا تحصل على نصف كمية المياه المقدرة لها".
ولفت إلى أن "العائلة تحتاج كل شهر لشراء الماء عبر الصهاريج الخاصة سعة 20 برميلا، ثمن النقلة الواحدة اليوم ما بين 5 إلى 6 آلاف ليرة، وهذه تكلفة إضافية تتحملها العائلة، في ظل وضع مادي سيئ جدا بالنسبة لغالبية الأهالي".
وأفادت مصادر في مؤسسة المياه بالسويداء، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، بأن شح المياه يعود إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آبار المياه، إضافة إلى أعمال الصيانة للآبار التي تتضرر جراء تلك الانقطاعات المتكررة وضعف التيار الكهربائي بشكل عام.
يشار إلى أن تقارير رسمية أكدت أن الاحتياج المائي لمدينة السويداء هو 220 ألف متر مكعب أسبوعياً، والمتاح هو 145 ألف متر مكعب، بنسبة عجز 38 بالمائة. أما احتياج ريف السويداء فيبلغ 575 ألف متر مكعب أسبوعياً، والمتاح هو 462 ألف متر مكعب، بنسبة عجز 24 بالمائة.