يميز السائر في شوارع عفرين، وجوها جديدة تحمل السمت الدمشقي، فيعرف من فوره أنهم النازحون من الغوطة الشرقية إلى المنطقة المعروفة باسم بلد الزيتون، والتي عرفت تاريخا من تآخي العرب والأكراد.
شهدت أسواق عفرين رواجا، وظهرت فيها مأكولات جديدة، وباتت شوارعها التي كانت تكسوها رايات صفراء شاحبة يتزاحم فيها المارة من كل الفئات. ويؤكد النازح من الغوطة، محمود حسن، لـ"العربي الجديد"، المودة والمعاملة الطيبة من أهالي عفرين له ولغيره من المهجرين.
يقول: "استقبلونا كأخوة، وفتحوا لنا المنازل، وتقاسمنا معهم أشياءهم، وتقاسموا معنا أحزاننا الممزوجة بتعب عمره سبع سنوات، هي فترة حصار الغوطة، وفروا لنا المحال التجارية لنأكل من تعب أيدينا. معظم أهالي المنطقة بسيطون، وهم حريصون على الحفاظ على كرامتنا، رغم أنهم في البداية كانوا متأثرين بالشائعات التي تصورنا كإرهابيين، لكن تغيرت الصورة بعد التعامل وبناء جسور الثقة والمحبة".
وتابع حسين: "زاد النشاط التجاري، وتنوعت مصادر الرزق مما أدى إلى تحسين الوضع المعيشي للأهالي من السكان والوافدين. الأمان القائم والاستقرار النفسي بات ينعكس على طبيعة الحياة في المنطقة".
ويقول أحد وجهاء عفرين، عزت إسماعيل، لـ"العربي الجديد": "بدخول أهالي الغوطة انتعشت عفرين بفتحهم للمحال التجارية، خصوصا محال الخضروات واللحوم والمواد الغذائية، وبدأت تسود المحبة والأخوة".
ويصف أبو مصطفى، لـ"العربي الجديد"، ما عرفه عن أهل الغوطة قائلا: "بدل أن نواسيهم بادرونا بالحديث عن محبتهم للحياة والعمل من أجل كرامتهم وكرامتنا وكرامة الشعب السوري". معربا عن فرحه بحبهم للعمل وعدم انتظار المنظمات الإغاثية لتدبير أمور معيشتهم.
وأضاف "عندما دخل مهجرو الغوطة إلى عفرين كانت ردة فعل كثير من الأهالي سلبية، وسادت أفكار مغلوطة عن النازحين من الغوطة انتهت بالعشرة والمعاملة".