وأكّد خلال خطاب تلاه في الجامعة الأميركية في واشنطن أنّ "القدرة على محاسبة إيران متاحة، إذا مارست الخداع في الملف النووي"، لافتاً إلى أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة المعارضة للاتفاق النووي مع إيران".
وبحسب مراسل "العربي الجديد" فإن الجامعة هذه هي ذاتها التي أطلق الرئيس الأميركي الديمقراطي الراحل جون كندي من إحدى قاعاتها قبل 52 عاماً نداء للسلام في خطاب تاريخي دعا فيه الاتحاد السوفييتي إلى محادثات من أجل وقف التسلّح النووي ومنع انتشاره.
وأظهر الرئيس أوباما خلال كلمته التي ألقاها الأربعاء أنه يعتبر الاتفاق النووي مع إيران أقوى اتفاق على مدى التاريخ حتى الآن يتعلق بمنع دولة مستقلة من التسلح النووي. ويعتبر أوباما ما حققه منجزاً تاريخياً يخشى عليه من أن يتعرض للقتل في الكونغرس، بإصدار تشريع قد يفرغه من مضمونه أو يبطله في مهده من جانب الولايات المتحدة على الأقل. وتجسد قلق أوباما في العبارات الناقدة بقوة لمعارضي الاتفاق، وتسخيره جلّ الخطاب للدفاع عن الاتفاق النووي وتفنيد آراء المعارضين لبنوده. وقال أوباما إن أشد الفئات معارضة للاتفاق النووي هم المتشددون في إيران الذين يهتفون "الموت لأميركا"، ولهم مصلحة في بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه. وتابع: إن "معارضة هؤلاء للاتفاق أوجدت لهم قضية ذات قواسم مشتركة مع قيادات الحزب الجمهوري".
وأشار أوباما إلى أن الإيرانيين ليسوا كلهم متشددين ولا يهتف جميعهم "الموت لأميركا"، بل إن غالبية الإيرانيين تجنح للسلم ولهذا يجدر بالولايات المتحدة أن "تمنح الإيرانيين الفرصة للإيفاء بمتطلبات الاتفاق". وأشار أوباما إلى أن كلاً من كندي وريغان وقعا مع الاتحاد السوفييتي معاهدات أكثر خطورة تنازلت فيها الولايات المتحدة بقبول تخفيض حجم ترسانتها النووية بصورة كبيرة.
ولم يفوت أوباما فرصة الإشارة إلى جرأة كندي في الجهر بمبدأ السلام بل تطرق إلى ذلك في مطلع كلمته لافتاً إلى أن كندي أطلق نداء السلام في خطاب الجامعة الأميركية في وقت كانت فيه الحرب الباردة في أوجها، بعد فترة وجيزة من بناء حائط برلين الذي أصبح لاحقاً من أبرز معالم صراع المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي.
واعتبر أوباما أن الرئيس الأميركي الجمهوري رونالد ريغان أنجز لاحقاً ما كان يطمح إليه الرئيس كندي من اتفاقات مع الاتحاد السوفييتي، في محاولة من أوباما، على ما يبدو، لكسب ود الجمهوريين المعتدلين الذين يعتبرون ريغان أعظم رؤساء أميركا في النصف الثاني من القرن العشرين، في حين أن الديمقراطيين ينظرون إلى جون كندي بأنه أكثر رؤساء القرن العشرين شعبية على الإطلاق.
وفي هذا السياق، كانت مصادر خاصة قد أكدت لـ"العربي الجديد" أنّ وزير الخارجية الأميركية جون كيري أعاد التأكيد خلال لقاءاته في الدوحة أمس، أنّ الولايات المتحدة "نجحت أخيراً، في تطوير نظام صاروخي، وسلاح يمكنها من ضرب مفاعل آراك الإيراني تحت الأرض، في حال استدعت الضرورة ذلك، وبما يضمن ردعاً حقيقياً لأي تفكير أو محاولة إيرانية لاستخدام السلاح النووي".
اقرأ أيضاً: معارك "كونية" في الكونغرس الأميركي لحسم مصير الاتفاق النووي