أورسولا لي غوين.. رحيل عن "كوكب المنفى"

ولدت صاحبة "مقبرة أتوان" (1971) في مدينة بيركلي في ولاية كاليفورنيا لأبوين من أبرز الأكاديميين في مجال الأنثروبولوجيا؛ ألفريد لويس كروبر وثيودورا كراكو التي كتبت بعضاً من القصص الخيالية ووثّقت حياة زوجها في كتاب.

درست لي غوين الأدب الفرنسي والإيطالي في "جامعة كولومبيا"، ثم سافرت إلى فرنسا لدراسة الدكتوراه، ولكنها لم تكمل أطروحتها حيث تزوّجت بالمؤرّخ الأميركي تشارلز لي غوين، وقرّرت أن تتفرّغ للكتابة الأدبية حيث ألّفت خمس روايات رفضها الناشرون، حتى استطاعت ان تنشر بعض قصصها في مجلات متخصّصة في الخيال العلمي خلال ستينيات القرن الماضي.

في عام 1964 نشرت قصة قصيرة "كلمة غير ملزمة"، وكانت هذه أول قصص سلسلة الخيال التي ابتكرت فيها شخصية إيرثسا، لتصدرها لاحقاً في ستّة كتب، وكانت لي غوين غزيرة الإنتاج حيث أصدرت أكثر من خمسين كتاباً، من بينها مجموعات قصصية قصيرة وشعرية فضلاً عن كتب للأطفال، إلا أن أعمالها التي تندرج في إطار أدب الخيال العلمي، هي التي حققت لها شهرة وبيعت بملايين النسخ.

استفادت لي غوين في كتاباتها من اختصاصات عدّة، من أبرزها الأنثربولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع في محاولة منها لفهم تعقيدات الهوية وتمثّلاتها المركبة في التاريخ الإنساني، لذلك وصفها بعض النقّاد بانها تكتب خيالاً علمياً "ناعماً" بالإشارة إلى عدم تركيزها على التطوّر التكنولوجي كثيمة أساسية.

اهتمّت صاحبة "مخرطة السماء" (1971) كثيراً بمسألة تفاعل الإنسان مع البيئات المختلفة من حوله، حيث كانت تنتقد عوالم الرجل الأبيض وتصوّراته المسبقة حول الشعوب والثقافات الأخرى، وأن النظامين الاجتماعي والسياسي المهيمنين حالياً يشكّلان خطراً على العالم والروابط الإنسانية.

وجهات نظرها الراديكالية ضد استغلال البشر كان منطلقها تبنيها "الأناركية" في فهم المتغيّرات من حولها ومعارضتها الشديدة لعنف السلطة، إلى جانب تأثرها بفلسفات شرقية مثل الطاوية والتي تنشد الاتحاد مع الطبيعة، وكلّها معتقدات تركت أثرها في كتاباتها.

من بين مؤلّفات لي غوين؛ "كوكب المنفى" (1966)، و"مدينة الأوهام" (1967)، و"يد الظلام اليسرى" (1969)، و"الشاطئ الأبعد" (1972)، "كلمة العالم هي الغابة" (1976)، و"مكان البدء" (1980)، و"زهرة دوّارة" (1982)، و"أربع طرق للتسامح" (1995)، و"الريح الأخرى" (2001).