ويصادف عرض "السيمفونية الخيالية" مرور مائة وخمسين سنة على وفاة هيكتور بيرليوز (1803 - 1869)، الذي عرف بأعماله بقوة الحس الدراماتيكي وثراء النص الأوركسترالي. ومن أبرز أعماله "لعنة فاوست الأبدية" المقتبسة عن قصة للكاتب الألماني غوته، و "السيمفونية الخيالية"، و "قُداس الموتى الكبير"، و "روميو وجولييت و "طفولة المسيح"، و "الطراوديون" و"هارولد في إيطاليا"، عن عمل للشاعر البريطاني لورد بايرون.
وكتب برليوز سيمفونيته الخيالية وهو في السابعة والعشرين من عمره، واستوحاها من عالم بتهوفن وأثّر بدوره على عشرات المؤلفين الذين جاؤوا بعده، وعرفت السمفونية بداياتها في معهد الموسيقى في باريس عام 1830، وأحدثت ضجة كبيرة للغاية.
ويقول بيان لأوركسترا قطر إن "السيمفونية الخيالية" ملحمة لأوركسترا كبيرة. من خلال حركاتها، تروي هذه السمفونية قصة فنان وشغفه المدمّر بامرأة جميلة. تصف السيمفونية هوسه وأحلامه، ونوبات الغضب ولحظات الرقة، وأفكار الانتحار والقتل، والنشوة واليأس.
العنوان الحقيقي للعمل كان "فصل من حياة فنان"، وكانت "السيمفونية الخيالية" العنوان الثانوي – ولقد ولّد الرابط الصريح بين موسيقى الآلات والقصة المروية في العمل نوعاً جديداً. ودعماً لهذا الشكل التصويري، أدخل بيرليوز السيمفونية إلى حدود جديدة في البنية. فللمرة الأولى، قدّم خمس حركات، وابتكر وحدة موضوعية باستخدام فكرة ثابتة نلاحظها في العمل بأكمله، مع إدخال آلات جديدة مثل البوق الصمامي والأوفكليد (البوق الأفعوني)، ومضاعفة آلات القيثار والتمباني.
أما فرانتس جوزيف هايدن، فهو مؤلف موسيقي نمساوي من القرن الثامن عشر، ويعد أحد أبرز الملحنين في الحقبة الكلاسيكية وأكثرهم براعة. يُشار إلى هايدن في أحيان كثيرة بلقب "أبو السيمفونية" و"أبو الرباعية الوترية"، إذ يُنسب إليه، في ما يُعتقد، ابتكار أشكال وأساليب التأليف الموسيقي للرباعية الوترية.
وبلغ مجموع مؤلفاته 108 سيمفونيات، و68 رباعية وترية، و29 ثلاثية للبيانو والكمان والتشيلو، إلى جانب عدد لا يحصى من النوتات الموسيقية لأعمال أخرى.
وسيمفونيته الثامنة والثمانون ضاربة بجذورها في عمق التراث الكلاسيكي؛ تبدأ الحركة الأولى بمقدمة بسيطة ولكنها حيوية ومعبرة، تنساب نغماتها وصولاً إلى الحركة الثانية التي يستهلها التشيلو والأوبو، بيد أنه سرعان ما يغشاها الحضور اللافت للطبول والأبواق.
ويتسم عزف هذه الآلات بالإيقاع البطيء من الناحية السيمفونية على نحو يعد الأول من نوعه، وهذا التغيير الدراماتيكي في سرعة العزف يضفي على المقطوعة عنصر المفاجأة. أما الحركة الثالثة فتشيع موسيقاها أجواءً مسلية ومبهجة، في حين تحاكي حركة الخاتمة اللحن الرئيسي للحركة الأولى.
يقود الأوركسترا الألماني ديفيد نيمان الذي سبق أن قاد العديد من حفلات أوركسترا قطر، وهو أحد قادة الأوركسترا الواعدين من أبناء جيله من الشباب. فاز بالجائزة الثانية في مسابقة مالكو للقيادة الأوركستراليّة للعام 2005، وعين في 2015 مساعد قائد أوركسترا أوبرا مونبلييه الوطنية.