أوروبا تريد اللقب الـ11 وأميركا الجنوبية تبحث عن "العاشر"

سيشهد ملعب "ماراكانا" اليوم نهائي كأس العالم 2014، بين ألمانيا والأرجنتين في لقاء ناري على أرض الملعب، لكن المنافسة ليست على اللقب فقط، إذ أن هناك صراعاً من نوع آخر سيحتدم اليوم من أجل تربّع قارة على قارة أخرى عالمياً، حيثُ أن فوز ألمانيا بكأس العالم سيمنح أوروبا تفوقاً بـ 11 لقباً على قارة أميركا الجنوبية التي تملك تسعة ألقاب تاريخية.

أوروبا ملكة كؤوس العالم
تتفوق أوروبا كروياً على العالم بأسره، من خلال بطولاتها التي تجذب الملايين من المشاهدين حول العالم، خصوصاً الدوري الإنجليزي والإيطالي والإسباني، وبرهنت القارة العجوز على أنها تملك مقومات التربع على قارات العالم الخمس في عالم كرة القدم، حيثُ حصدت حتى الآن عشرة ألقاب عالمية من أصل 20 ممكنة، منذ بداية المونديال في العام 1930.

وفي التفاصيل التاريخية للمنتخبات الأوروبية التي ظفرت بكأس العالم، فإن إيطاليا ما زالت أكثر منتخب أوروبي حقق اللقب العالمي، وهو الوحيد الذي يحمل أربعة نجوم على قميصه، وكانت إيطاليا حققت البطولة في العام 1934 عندما فازت على تشيكوسلوفاكيا (2 – 1)، لترفع لقبها الأول تاريخياً.

وعادت إيطاليا ونالت البطولة في النسخة التالية في العام 1938، بعد أن فازت على المجر
(4 – 2)، في حين أن الفوز بالمونديال في نسختين متتاليتين لم يحققه سوى منتخبين في تاريخ كأس العالم، هما المنتخب الإيطالي والبرازيلي، وسلمت إيطاليا الراية منذ ذلك التاريخ للمنتخب الألماني الذي حقق أول بطولة له في العام 1954 بتغلبه على المجر (3 – 2)، لتصبح ألقاب أوروبا حتى ذلك العام ثلاثة بالتساوي مع أميركا الجنوبية.

ودخلت إنجلترا على خط كؤوس العالم بإحرازها لقبها الوحيد في العام 1966، في البطولة التي حضنتها الأراضي الإنجليزية، بعدما فازت على ألمانيا (4 – 2)، ثم عادت ألمانيا وحققت لقبها الثاني بعد 20 عاماً في العام 1974 على أرضها، بعد فوزها على هولندا
(2 – 1)، ليعود المنتخب الإيطالي ويحصد اللقب الثالث له والخامس لأوروبا، بفوزه بكأس العالم 1982 في إسبانيا عقب تفوقه على المنتخب الألماني (3 – 1).

في المقابل وفي العام 1990 عاد المنتخب الألماني إلى منصات التتويج بعد غياب دام 16 عاماً ليحقق لقبه الثالث والأخير، بعدما فاز على الأرجنتين بهدفٍ نظيف، ثم قررت فرنسا الدخول على خط النجوم الذهبية، وظفرت بكأس العالم 1998، بعد فوزها على البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة، لينتظر العالم تربع إيطاليا على القارة الأوروبية في العام 2006، بتحقيقها اللقب الرابع تاريخياً بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح (5 – 3).

وأخيراً وقبل انطلاق بطولة كأس العالم 2014، ظهرت إسبانيا إلى العلن وأعلنت نفسها منتخباً أوروبياً قوياً، وعلقت النجمة الأولى لها بعد نيلها لقب كأس العالم 2010، بتفوقها على هولندا في النهائي بهدف إينييستا الشهير في الدقيقة 118، لتتربع أوروبا حينها على قارات العالم بعشرة ألقاب تاريخية.

أميركا الجنوبية تبحث عن اللقب العاشر
في المقابل فإن قارة أميركا الجنوبية حصدت تسع بطولات كأس عالم عبر التاريخ الكروي وخمس منها كانت لمصلحة ملك القارة المنتخب البرازيلي، في حين أن الأربع بطولات الأخرى تقاسمها المنتخب الأرجنتيني والأوروجوياني.

وفي التفاصيل الفنية للبطولات التسع، فإن البرازيل تتربع على عرش العالم بشكل عام، بفوزها باللقب في خمس مناسبات سابقة، وجاء أول لقب لأميركا الجنوبية عن طريق الأوروجواي في أول بطولة كأس عالم في العام 1930، بتغلبها على الأرجنتين (4 – 2)، ثم أحرزت البرازيل لقبها الأول في العام 1958 بفوز على المنتخب السويدي في النهائي (5 – 2).

قبل أن تخطف الأورجواي لقبها الثاني من فم البرازيل في العام 1950، خلال النهائي الذي حضنه ملعب "ماراكانا" وتفوقت الأوروجواي على البرازيل (2 – 1)، لكن المنتخب البرازيلي عاد إلى منصات التتويج في العام 1962، بفوزه على تشيكوسلوفاكيا (3 – 1)، وفي العام 1970 باكتساحه المنتخب الإيطالي (4 – 1) في النهائي.

في وقت دخلت الأرجنتين على خط التتويج العالمي ببطولتي كأس عالم، الأولى في العام 1978 على أرضها، حين فازت على هولندا (3 – 1)، والثانية عام 1986 في المكسيك على حساب ألمانيا (3 – 2)، ليعود المنتخب البرازيلي ويختم ألقاب قارة أميركا الجنوبية، بلقبين أحدهما في العام 1994 على حساب إيطاليا بركلات الترجيح، والآخر العام 2002 بتفوقه على ألمانيا بهدفين نظيفين، ليحصد لقبه الخامس تاريخياً والتاسع للقارة الأميركية الجنوبية.