وفي السياق قال أمجد حج علي، من أبناء مدينة سراقب، لـ"العربي الجديد": "أجمع أغراضي وما أستطيع حمله معي، وأعتقد أن هذا حال الجميع هنا، من لديه وسيلة نقل يستقلها، والفقراء والمعدمون ينتظرون أن ينقلهم الدفاع المدني ومنظمة بنفسج للإغاثة والتنمية".
وتابع "أعتقد أنّ المدينة قد تكون خالية خلال الـ48 ساعة المقبلة، ما زالت بعض المواد الغذائية متوفرة اليوم، لكنها غدا ربما تنعدم بسبب نزوح أصحاب المحلات".
من جانبه، قال مدير مركز الدفاع المدني في سراقب ليث العبد الله لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في سراقب الآن متوتر جدا، فالأجواء مزدحمة بالطيران والطرقات تغصّ بالنازحين، ولا توجد سيارات أو وسائل نقل كافية لنقل الجميع".
وأضاف: "قبل حوالي شهر نزح نحو 50 بالمائة من المدنيين، واليوم هناك موجة نزوح جماعية لنحو 20 ألف شخص، والناس ترغب بإخراج ما تستطيع من أغراضها وأرزاقها، وفي الوقت نفسه تخشى أن يشتد القصف فتخرج بالثياب التي عليها فقط".
ولفت إلى أن "الأمور الخدمية متوقفة، والسوق أغلقت غالبية محالها، وما بقي بطور الإغلاق، وهذا يجعل المواد الغذائية ومياه الشرب متوفرة بشكل محدود جدا، في حين توجد نقطة طبية واحدة للطوارئ فقط، وكل الحالات الباقية يتم تحويلها إلى منشآت طبية على مسافات بعيدة من سراقب، أقلها 20 كم".
وبين أن "الطيران الحربي يقوم اليوم باستهداف الطرقات، ما يجعل التنقل متقطع، وكثير من الناس اليوم لا يدرون إلى أين سيتوجهون، وهذا أمر مأساوي، فالشخص يخرج بعائلته إلى المجهول من دون أن يعرف ماذا ينتظره أو هل سيجد مكانا يأوي إليه".
وبين أن "الدفاع المدني ومنظمة البنفسج وبعض السيارات المدنية وصهاريج المجلس المحلي تعمل على إخراج الناس، لكن الأعداد كبيرة جدا مقارنة بما يتوافر لدينا من إمكانيات".
من جهته، قال محمد الخالدي، من سراقب لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع سيئ جدا، ليس فقط لعدم وجود وسائل نقل، بل لعدم وجود أماكن مخصصة لاستقبال النازحين، إذ لا توجد منازل للإيجار أو مراكز إيواء، حتى من سبقوهم بالنزوح يعيشون متكدسين في منازل أو خيم، ما يجعل إمكانية استقبال عائلات إضافية أمرا صعبا، إضافة إلى أن الحركة تعتبر مخاطرة كبيرة، فالطيران لا يغادر الأجواء".
وأضاف "الحياة في سراقب تفقد مقوماتها، كل المشافي أغلقت أبوابها، وغالبية الصيدليات كذلك وهناك أنواع من الأدوية غير متوفرة، وحتى المواد الغذائية قليلة جدا".
بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في سراقب، محمود جروت، لـ"العربي الجديد"، "تم التواصل مع منظمة بنفسج من أجل إخلاء السكان، بالتعاون مع المجلس والدفاع المدني، الذين يبلغون أكثر من 50 بالمائة من سكان سراقب قبل العملية العسكرية الأخيرة".
وأضاف "نعمل على إخلاء المدنيين وتأمين مراكز إيواء في إدلب والريف الشمالي".
يشار إلى أن سراقب تتعرض منذ أيام لقصف مكثف عبر الطيران الحربي والمروحي والمدفعي، في حين تم قطع الطريق بينها وبين معرة النعمان، في ظل مخاوف الأهالي من تقدم القوات النظامية والسيطرة على المدينة.