وأوضح الحسيني لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، صباح اليوم، أن هذه اللجان تتكون من موظفين في كل من المتحف الإسلامي ومركز المخطوطات ولجنة الإعمار والمكتبات والمحكمة الشرعية، بهدف إعطاء تقرير أولي عما حصل داخل المسجد الأقصى ومرافقه خلال فترة حصاره.
وأضاف أن المرحلة التالية بحاجة لخبراء متخصصين لمعرفة إن كانت قوات الاحتلال قد قامت بوضع كاميرات أو أجهزة تنصت في المسجد المبارك، معربا عن خشيته بهذا الخصوص.
وأكد وزير شؤون القدس أنه في حال أظهر التقرير النهائي قيام سلطات الاحتلال بأي تغيرات في المسجد أو سرقة أي من مقتنياته، فإنه سيتم استرجاع هذه المقتنيات أولا، ومن ثم العمل على معاقبة إسرائيل على هذه الجريمة في المؤسسات الدولية.
يأتي ذلك بعد أن نفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك "ما ورد على لسان رئيس مركز القدس الدولي بشأن سرقة وثائق أملاك الأوقاف". واعتبرت أنه "غير دقيق، ولا يستند إلى أي أساس أو تحقيق أو تدقيق رسمي".
وأشارت الدائرة عبر بيان صدر عنها صباح اليوم الإثنين، إلى أنه لا علم لها عن الهدف من إثارة ما صدر عنه، داعية جميع المواطنين إلى عدم تداول الخبر الذي تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وعدد من الصحف المحلية، ما لم يكن مصدر الخبر الرسمي دائرة الأوقاف.
وتزامنت هذه التطورات مع اقتحام أكثر من 130 مستوطنا باحات المسجد الأقصى تحت حماية من قوات الاحتلال، وسط توقعات بزيادة اقتحامات الأقصى خلال الساعات المقبلة.إلى ذلك، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين، حملة اعتقالات واسعة طاولت أكثر من 30 فلسطينيا، خلال دهم منازلهم في عدد من أحياء وبلدات وضواحي القدس، فيما بدأت مجموعات من المستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى منذ صباح اليوم.
وذكرت مراكز إعلامية مقدسية نقلا عن المحامي محمد محمود أن قوات الاحتلال اعتقلت من قرية الطور في القدس 18 مواطنا فلسطينيا، واعتقلت كذلك من حي واد الجوز بالمدينة المقدسة ثلاثة فلسطينيين، ومن بلدة سلوان جنوب القدس خمسة فلسطينيين، ومواطنا فلسطينيا آخر من قرية العيساوية شمال القدس، وثلاثة فلسطينيين من البلدة القديمة في مدينة القدس.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا من حي الثوري بمدينة القدس، وشابين آخرين من مخيم قلنديا شمال المدينة، علاوة على شاب آخر من بلدة أبو ديس شرقها، فيما منعت قوات الاحتلال حارس المسجد الأقصى عبد العزيز الحليسي من دخول المسجد.
وقالت مواقع إسرائيلية، إن من بين المعتقلين عددا كبيرا من الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما فقط، لكن الشرطة تدعي أنهم شاركوا فيما سمّته "أعمال الشغب"، في إشارة للمواجهات التي كانت تقع مع شرطة الاحتلال عندما كانت الأخيرة تقوم على مدار الأسبوعين الماضيين بتفريق حشود المصلين عند باب الأسباط وباب المجلس وباب العامود.
وتأتي جملة الاعتقالات هذه في سياق الخطوات العقابية التي يقوم بها الاحتلال للمقدسيين، وهي تنضم لإجراءات أخرى يتوقعها المقدسيون من الاحتلال بعد أن اهتزت صورته، نتيجة اضطراره إلى التراجع عن إجراءات نصب بوابات إلكترونية وكاميرات على بوابات المسجد الأقصى وفي محيطه.
في المقابل، ذكر موقع يديعوت أحرونوت أن النيابة العامة للاحتلال، قدمت صباح اليوم لوائح اتهام ضد خمسة شبان مقدسيين، بتهم التحريض على العنف والإرهاب، بحجة قيامهم بنشر منشورات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تأييدا لعملية الأقصى التي وقعت في 14 من الشهر الجاري، ونفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني.
وفي الضفة الغربية، ذكرت مصادر صحافية كذلك أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شابا من بلدة الدوحة، جنوب بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، وشابين آخرين من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، حيث تخلل اقتحام المخيم مواجهات مع قوات الاحتلال ولم يبلغ عن وقوع إصابات.كما اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا فلسطينيا من بلدة يعبد جنوب غرب جنين شمال الضفة، عقب دهم منزله والعبث بمحتوياته، كما اعتقلت قوات أخرى من جيش الاحتلال فلسطينيين اثنين من مدينة يطا جنوب الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية.
وتواصل قوات الاحتلال حصار قرية كوبر شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية لليوم العاشر على التوالي، بعد أن نفذ الشاب عمر العبد عملية طعن في مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي رام الله، قبل 11 يوما، أدت لمقتل ثلاثة مستوطنين واعتقال المنفذ جريحا، في حين تواصل قوات الاحتلال إغلاق طريق مخيم الجلزون رام الله وتغلق كذلك الطرق الفرعية الترابية المحاذية له، كما تغلق الطريق المحاذي لمستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي شمال رام الله منذ ثلاثة أيام.
من جانب آخر، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"العربي الجديد"، إن "المستوطنين وضعوا 10 بيوت متنقلة بمحاذاة مستوطنة (شفوت راحيل) المقامة على المنطقة الغربية من أراضي قرية جالود جنوب نابلس، ضمن مساع لإقامة تجمع استيطاني جديد".
ولفت دغلس إلى أن المستوطنين يواصلون أعمال التجريف في المكان منذ 20 يوما، وقاموا اليوم منذ الصباح الباكر بوضع تلك البيوت المتنقلة في المكان، علما بأن هذا المكان يبعد نحو كيلومترين عن مستوطنة "عمخاي" التي أعلن عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مؤخرا كبديل عن مستوطنة عمونا التي تم إخلاؤها مطلع العام الجاري.