أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، الجمعة، بأن أنماط سلوك القيادة والحكومة في إسرائيل تدلّ على أنها باتت دولة فاشية.
وفي مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، قال أولمرت إن "براعم" شجرة الفاشية في إسرائيل "لم تتجاوز فقط مرحلة الحضانة، ولم تكتف بدفع جذورها في أعماق المجتمع، بل إن أغصانها تنتشر بسرعة"، على حدّ تعبيره، مشيراً إلى أن الفاشية الإسرائيلية دلّلت على حالها في البداية بمظاهر بسيطة، وأنها باتت قوية وحاضرة في الكثير من ممارسات القيادة والحكومة.
وحذر من أن الفاشية يمكن أن تقود إلى احتدام الاستقطاب في المجتمع إلى حدّ اندلاع مواجهات بين مركبات المجتمع الإسرائيلي، تقود إلى سفك الدماء، مشدداً على أن مظاهر الفاشية تحظى بدعم قطاعات جماهيرية في إسرائيل، مما يعزز من فرص تكريسها.
واعتبر رئيس حكومة الاحتلال السابق، أن منح جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" دوراً في تعقب الجمهور بهدف محاولة مواجهة انتشار وباء كورونا، يندرج في إطار هذه المظاهر.
تحدث أولمرت عن أنّ نتنياهو وعائلته يتصرفان كعائلة ملكية
وبحسب أولمرت، فإن تدخل "الشاباك" لن يسهم في تقليص معدلات الإصابة بفيروس كورونا، لكنه في المقابل سيمنح الحكومة الفرصة لفرض رقابة على الناس، محذراً من أن تولي أمير أوحانا، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منصب وزير الأمن الداخلي، سيؤثر سلباً على قدرة الشرطة على إجراء تحقيقات في شبهات الفساد التي تدور حول نتنياهو وعائلته.
وأشار إلى أن نتنياهو، بواسطة أوحانا، بات يوظف الشرطة لإخراس الأصوات المعارضة له، لافتاً إلى حملة الاعتقالات التي شنتها الشرطة في صفوف الأشخاص الذين شاركوا في مظاهرة احتجاجية أمام المنزل الرسمي لرئيس الحكومة الأسبوع الماضي. وحذر من أن الشرطة في إسرائيل ستتحول إلى مجرد جهاز لتوفير الحماية للقيادة ومنع محاسبتها في حال تجاوزت القانون.
وأشار إلى أن الفاشية الإسرائيلية باتت تتجسد أيضاً في حرص القيادة على الاستحواذ على مكاسب اقتصادية خاصة، لافتاً إلى محاولة نتنياهو تمرير تشريع لمنحه إعفاءات ضريبية بشكل انتقائي، في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل أزمة اقتصادية بسبب انتشار وباء كورونا.
وأوضح أن نتنياهو وعائلته يتصرفان كعائلة ملكية، من خلال تبذير أموال الدولة على شؤونهم الخاصة، مؤكداً أن نتنياهو وزوجته يتعمدان شراء الطعام غالي الثمن على حساب دافعي الضرائب.
وأشار إلى أن زوجة نتنياهو لم تترك فرصة دون محاولة استغلال المال العام، لدرجة وصلت إلى حدّ بيعها زجاجات المياه الفارغة التي تحصل عليها من الدولة، لكي تحصل على عدة آلاف من الشواكل.