منذ الحقبة السوفييتية، تعرف مدينة أوليانوفسك الواقعة على نهر فولغا نحو 900 كيلومتر جنوب شرق موسكو، بدورها الرائد في صناعة الطائرات المدنية، بما فيها أشهر أطرزتها مثل "أنطونوف" و"توبوليف" و"إيليوشين".
وإلى جانب مصنع "أفياستار"، الذي يعتبر واحداً من أكبر مصانع الطائرات في روسيا، تضم أوليانوفسك متحفاً لتاريخ الطيران المدني يرصد تحت السماء المكشوفة، أبرز محطات تطور صناعة الطائرات بمختلف الفئات والأطرزة.
ومن بين القطع المعروضة بالمتحف، الذي زاره "العربي الجديد"، طائرات بدائية مثل "أن-2"، وأخرى مروحية توربينية، ونفاثة، وصولاً إلى طائرة "تو-144" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتقارب 2500 كيلومتر في الساعة.
وعلى الرغم من أن هذه الطائرة التي نفذت أول تحليق في نهاية عام 1968، بدت وكأنها اختراق في مجال استخدام الطيران فائق الصوت لأغراض مدنية، إلا أنها لم تعد تستخدم حالياً، شأنها في ذلك شأن طائرات "كونكورد" البريطانية - الفرنسية التي توقفت رحلاتها بالكامل عام 2003.
ولم يتم إنتاج سوى 16 طائرة من طراز "تو-144"، واستمرت شركة الطيران "أيروفلوت" السوفييتية آنذاك في تنفيذ رحلات منتظمة على متنها بين موسكو وألما آتا عاصمة جمهورية كازاخستان في ذلك الوقت، في عامي 1977 - 1978، إلى أن تحولت لقطع متحفية.
ويمكن لزوار المتحف الاطلاع على الطائرة من الداخل، والجلوس والتقاط صور تذكارية في مقعد الطيار بقمرة القيادة. أما أضخم طائرة معروضة في المتحف، فهي طائرة "إيل-86" التي تعتبر أول طائرة سوفييتية عريضة البدن، وتم إنتاج 106 قطع منها حتى عام 1997.
وبعد مرور أكثر من نصف قرن على بدء استخدام الطائرات النفاثة لأغراض مدنية، أصبح السفر جواً جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، محولاً العالم إلى قرية صغيرة يمكن التنقل فيها من بلد إلى آخر في ظرف ساعات، كما أنه بات في متناول شرائح عريضة من السكان.