أعربت الأمم المتحدة اليوم الإثنين، عن قلقها من تعرض قاعدة الوطية الجوية (غرب العاصمة طرابلس)، لقصف إماراتي، في ساعة متأخرة من مساء السبت.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوجاريك حسبما نقلت "الأناضول": "نذكّر جميع الأطراف بقرارات حظر الأسلحة المفروضة على ليبيا (من قبل مجلس الأمن الدولي)"، داعياً إلى "الالتزام بتلك القرارات وبمخرجات مؤتمر برلين".
وأضاف المتحدث الأممي أن "هذه الأعمال تؤدي إلى إذكاء الصراع، وزيادة حدته على المدنيين"، وحث الجميع على "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأوضح دوجاريك، أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، على اتصال بكافة الأطراف الليبية.
وأكدت مصادر مصرية خاصة، الأحد، إن الضربات الجوية التي تعرضت لها قاعدة الوطية في الغرب الليبي في ساعة مبكرة من صباح الأحد، شنتها طائرات "رافال" تابعة للإمارات، لكنها أقلعت من مطار حباطة العسكري المصري المتاخم للحدود الليبية.
وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات التي نفذت الهجوم على القاعدة، لضرب منصات الدفاع الجوي بها، وصلت إلى قاعدة سيدي براني الجوية المصرية قبل أيام، قبل أن تنتقل إلى مطار حباطة العسكري، الذي نفذت الهجوم عن طريقه، مشيرة إلى أن تلك الضربة جاءت بعد تنسيق عسكري واسع بين كل من فرنسا وروسيا ومصر، مؤكدة، في الوقت ذاته أن زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس أركانه يشار غولر إلى ليبيا، في مشهد استعراضي، أثارت استفزاز عدة أطراف في المنطقة.
وبحسب المصادر نفسها، فإن "الضربات التي تركزت ضد منظومات الدفاع الجوي التي نصبتها تركيا، وإن كان الهدف منها إيصال رسائل بشأن اتفاق جرى بين حكومة الوفاق وأنقرة بتخصيص قاعدة الوطية لتركيا، بالإضافة إلى قاعدة مصراتة البحرية، إلا أن الهدف الأساسي الآخر، هو إعاقة استقرار الوضع لتركيا في الوقت الراهن، قبل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار، والتوافق بشأن خارطة طريق تتوافق عليها كافة الأطراف بشأن الأزمة الليبية".
وأكد المصادر ذاتها أن الإمارات والسعودية ما زالتا تضغطان على النظام المصري لخوض الجيش حرباً واسعة في ليبيا ضد تركيا، وهو ما ترفضه القاهرة، نظراً للتبعات التي ستترتب على تلك الخطوة، خصوصاً أن التوقيت نفسه غير مناسب، بسبب أزمة سد النهضة الإثيوبي، التي تمثل معركة وجود بالنسبة إلى مصر. وكشفت المصادر أن القاهرة أبلغت أبوظبي أنها لا تعارض تقديم تسهيلات لوجستية لمن يرغب في شن تلك المعارك.