أتحدثُ عنه بعاطفةٍ شديدة أحياناً، ولا أقدرُ حتى على تصديقِ الأخطاءِ التي يقعُ بها في الآونة الأخيرة، ليس للأمر علاقةٌ بحبّ إيطاليا أو أيّ أمرٍ آخر، هو بالنسبة لي حالةٌ لا تتكررُ في عالم كرة القدم.
"جيانلويجي بوفون" أو الأسطورة. أيقونةٌ في عالم الساحرة المستديرة، لم ينجح أحدٌ في إزاحته عن العرش الذي تربع عليه، مرّ إلى جانبه الكثير من الحراس، من أوليفر كان إلى إيكر كاسياس وصولاً لمانويل نوير، حاولوا مجاراته، وفشلوا!
اعتزل بعضُهم وهبط مستوى قسمٍ آخر وبقيت أنت. لكن، حان وقت الاعتزال!
بوفون جزءٌ من تاريخ إيطاليا، هو مثلُ لوتشانو بافاروتي وإنريكو كاروسو في الأوبرا، بل هو كلوحات ليوناردو دافينشي في الرسم، هو كمعالم المدن العتيقة هناك، التي مرّ عليها وقتٌ طويلٌ من عصر الرومان ولا زالت شامخة.
ربما لا أستطيعُ فهمَ ذلكَ الشعور الذي يثيرُ حرباً داخلَ قلب وعقل بوفون، من الصعب لاسمٍ مثله أن يتركَ كرة القدم بسهولة، هو أمرٌ شبهُ مستحيلٍ بالنسبة لرجلٍ يتسمُ بالأناقة والأخلاق والثقافة الرياضية، طبعاً إضافة للمستوى والأداء، حيث لا مكان للمقارنة مع أي أحدٍ آخر.
"أخذُ خطوةٍ جديدة ونطقُ كلمة جديدة، هو أكثر شيء يخافه الناس"، هذه العبارة المأخوذة من تراث الأدب العالمي تُلخص لنا حال بوفون، هو كالأسد الذي يرفض ترك عرش غابته التي كان ملكها لسنواتٍ بالرغم من أنه بات قريباً من العجز، لكنّها صفاتُ القائد العظيم.
قد يرى بعضهم تحيزاً في ما أقول.
بطولاتٌ بالجملة مع يوفنتوس حققها بعدما كان قد بدأ مع بارما، ضرب مثلاً في الوفاء حين بقي مع السيدة العجوز على إثر فضيحة "الكالتشيو بولي"، حمل كأس العالم وقاد الأتزوري للقب، بكى في 2018 كالأطفال لخسارة حُلمِ التأهلِ لمونديال 2022، اعتزل ثم قيل إنه قد يعودُ من جديد...
من محبٍ لك يا جيجي، أتمنى اعتزالك على الرغم من أنك آخرُ فصول العصر الكروي الجميل. تاريخك وما حققته يكفيك لتكون الأفضل في كل الحقبات والمستقبل.
هي سُنّة الحياة، سيأتي يومٌ لن تتمكن فيه من مجاراة الشباب. جسدك سيخذلك، ولن تسمح لك ليونتك ورشاقتك في سنّ الـ40 من القفز والطيران كما الماضي، ستتعذب من الداخل وتتحسر كحالنا، لا تعُد للمنتخب..لا تُجدد مع اليوفي أو ترتدي قميصاً آخراً مهما حصل، فقط اعتزل لأن الجميع ينتظر خطأك من دون استثناء.
أنت من أرهقتهم لسنوات، وها هم اليوم يقفون على بابك عند كل هفوةٍ ويهللون لها ويحاولون الإنقاص من قيمتك، اعتزل في القمة فهو الوقت المناسب، اعتزل لأنك كنت وستبقى الأفضل.
"جيانلويجي بوفون" أو الأسطورة. أيقونةٌ في عالم الساحرة المستديرة، لم ينجح أحدٌ في إزاحته عن العرش الذي تربع عليه، مرّ إلى جانبه الكثير من الحراس، من أوليفر كان إلى إيكر كاسياس وصولاً لمانويل نوير، حاولوا مجاراته، وفشلوا!
اعتزل بعضُهم وهبط مستوى قسمٍ آخر وبقيت أنت. لكن، حان وقت الاعتزال!
بوفون جزءٌ من تاريخ إيطاليا، هو مثلُ لوتشانو بافاروتي وإنريكو كاروسو في الأوبرا، بل هو كلوحات ليوناردو دافينشي في الرسم، هو كمعالم المدن العتيقة هناك، التي مرّ عليها وقتٌ طويلٌ من عصر الرومان ولا زالت شامخة.
ربما لا أستطيعُ فهمَ ذلكَ الشعور الذي يثيرُ حرباً داخلَ قلب وعقل بوفون، من الصعب لاسمٍ مثله أن يتركَ كرة القدم بسهولة، هو أمرٌ شبهُ مستحيلٍ بالنسبة لرجلٍ يتسمُ بالأناقة والأخلاق والثقافة الرياضية، طبعاً إضافة للمستوى والأداء، حيث لا مكان للمقارنة مع أي أحدٍ آخر.
"أخذُ خطوةٍ جديدة ونطقُ كلمة جديدة، هو أكثر شيء يخافه الناس"، هذه العبارة المأخوذة من تراث الأدب العالمي تُلخص لنا حال بوفون، هو كالأسد الذي يرفض ترك عرش غابته التي كان ملكها لسنواتٍ بالرغم من أنه بات قريباً من العجز، لكنّها صفاتُ القائد العظيم.
قد يرى بعضهم تحيزاً في ما أقول.
بطولاتٌ بالجملة مع يوفنتوس حققها بعدما كان قد بدأ مع بارما، ضرب مثلاً في الوفاء حين بقي مع السيدة العجوز على إثر فضيحة "الكالتشيو بولي"، حمل كأس العالم وقاد الأتزوري للقب، بكى في 2018 كالأطفال لخسارة حُلمِ التأهلِ لمونديال 2022، اعتزل ثم قيل إنه قد يعودُ من جديد...
من محبٍ لك يا جيجي، أتمنى اعتزالك على الرغم من أنك آخرُ فصول العصر الكروي الجميل. تاريخك وما حققته يكفيك لتكون الأفضل في كل الحقبات والمستقبل.
هي سُنّة الحياة، سيأتي يومٌ لن تتمكن فيه من مجاراة الشباب. جسدك سيخذلك، ولن تسمح لك ليونتك ورشاقتك في سنّ الـ40 من القفز والطيران كما الماضي، ستتعذب من الداخل وتتحسر كحالنا، لا تعُد للمنتخب..لا تُجدد مع اليوفي أو ترتدي قميصاً آخراً مهما حصل، فقط اعتزل لأن الجميع ينتظر خطأك من دون استثناء.
أنت من أرهقتهم لسنوات، وها هم اليوم يقفون على بابك عند كل هفوةٍ ويهللون لها ويحاولون الإنقاص من قيمتك، اعتزل في القمة فهو الوقت المناسب، اعتزل لأنك كنت وستبقى الأفضل.