وحذرت وزارة العمل الأردنية، المؤسسات العاملة في الأردن، من إلزام أي عامل أو موظف بالعمل خلال عطلة عيد الأضحى من دون تعويض، وفق القيمة التي ينص عليها القانون، ردّاً على انتقادات أبو غزالة.
وأضافت الوزارة، في بيان صحافي أمس الأربعاء: "إنّ عطلة العيد التي أعلن عنها في قرار رئيس الوزراء، عمر الرزاز، والتي تبدأ يوم السبت وتنتهي مساء يوم الأربعاء المقبل، يحظر خلالها إلزام أي عامل أو موظف بالعمل من دون دفع أجر العمل الإضافي، بحيث لا تقل نسبة هذا الأجر عن 150 في المائة من قيمة أجره المعتاد، وذلك استنادا لأحكام الفقرة (ب) المادة 59 من قانون العمل الأردني، والتي تنص على أنه "إذا اشتغل العامل في يوم عطلته الأسبوعية أو أيام الأعياد الدينية أو العطل الرسمية، يتقاضى لقاء عمله عن ذلك اليوم أجراً إضافياً بقيمة 150 في المائة من أجره المعتاد".
وناشدت وزارة العمل "أي عامل أو موظف يتم إلزامه بالعمل خلال الفترة المذكورة، أن يتقدم بشكوى خطية إلى أقرب مديرية عمل من دون الحاجة للإفصاح عن اسمه إن رغب في ذلك"، مشيرة إلى أنها ستتعامل مع شكواه بمنتهى الجدية.
ويقول الباحث في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، أحمد عوض، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذا التحذير الصادر عن الوزارة تقليد سنوي، موضحا أن أغلب مؤسسات القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة، لا تلتزم بكامل إجازة العيد ولا تسمح للعمال بالانتفاع بها، فمن يحصلون على إجازة يوم وقفة عرفة قلّة، كما أن عددا كبيرا من العمال يعود إلى العمل ثالث أيام العيد، وتقتصر العطلة على يومين فقط".
ويضيف: "في تقديري، لا توجد حماية في ظل اختلال موازين القوى بين العمال وأصحاب العمل، بسبب عدم وجود نقابات قوية تحميهم. فالخلل الجوهري أن النقابات ضعيفة وأغلبها معزولة عن عمالها، والعاملون الذين يبادرون بالشكوى يخسرون في كثير من الأحيان وظائفهم، فيقبل العامل الانتهاكات للبقاء على رأس عمله".
ويوضح أنّ القوانين التي تحكم الموضوع جيدة جدا، لكن تطبيقها يحتاج إلى آلاف المراقبين من الوزارة ليقوموا بجولات تفتيشية على المؤسسات في أيام العطل، مشيرا إلى أن مثل هذه التعاميم جيدة، لكن لا تلتزم بها جميع المؤسسات.
ويتابع: "لا توجد دولة في العالم ليست لديها عطل رسمية ودينية، والأردن كباقي الدول سواء النامية أو المتقدمة". ويشير إلى أن كثرة ساعات الدوام وإلغاء العطل أو التقليل منها ليست بالضرورة عوامل تزيد الإنتاجية، لأن الأهم هو تحسين الإدارة ومنح الموظفين كامل حقوقهم التي تزيد من انتمائهم للمؤسسات التي يعملون فيها.
من جهته، يقول المتحدث الإعلامي في الوزارة، محمد الخطيب، في تصريح صحافي: "مع كل بيان حكومي بخصوص العطل الرسمية والأعياد الوطنية أو العطل لأسباب طارئة بسبب الظروف الجوية، تكثر التساؤلات الموجهة لوزارة العمل حول الرأي القانوني في هذه البلاغات، ومدى تطبيقها على القطاع الخاص".
ويلفت الخطيب إلى أنّ من واجبات وزارة العمل مراقبة مدى تقيّد المؤسسات بقانون العمل الأردني، فيما يتعلق بالعطل وساعات العمل والأجور، وعليه تمت مخاطبة الجهات ذات العلاقة والطلب منهم بتعميم ذلك على المؤسسات التي تحت مظلتها.
ويتابع: "إنّ عطلة العيد هي حق لجميع العاملين في القطاع الخاص، وإن فرق التفتيش في وزارة العمل ستجري جولات ميدانية مكثفة خلال أيام العيد، للتأكد من مدى التزام المؤسسات والمنشآت بالقانون، وفي حال ثبتت مخالفته من قبل أرباب العمل، فإن الوزارة ستتخذ الإجراءات القانونية بحق الجهة المخالفة".
وانتقد نشطاء أردنيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوة رجل الأعمال طلال أبو غزالة لتقليص عطلة عيد الأضحى من أربعة أيام إلى ثلاثة فقط، بحجة أن تلك الأيام ستؤثر على عمل الدولة والمواطنين، وتسبب انقطاع التواصل مع العالم.
وقالت هيفاء محمد يغمور، في تغريدة على "تويتر": "بس الأهم حتى إذا المدعو أبو غزالة وغيره، أجبروا الموظفين ع الدوام، الموظفين نفسهم ما بقدروا يشتكوا، لأنه أكيد بستغنى عنهم هدول مستعبدين الموظفين منهم لله".
وكان رجل الأعمال طلال أبو غزالة انتقد قرار الحكومة بعطلة رسمية لأربعة أيام بمناسبة عيد الأضحى، معتبرا في رسالة منه إلى رئيس الحكومة عمر الرزاز أن العطلة لمدة ثلاثة أيام كافية جدًّا.
وخالفت مؤسسة طلال أبو غزالة قرار الحكومة بتعطيل المؤسسات والدوائر الرسمية عطلة عيد الأضحى خمسة أيام اعتباراً من صباح السبت 10 أغسطس/آب ولغاية مساء يوم الأربعاء الموافق 14 من الشهر الجاري.
وأصدرت المؤسسة تعميماً إداريا لجميع موظفيها بأن عطلة عيد الأضحى ستكون اعتبارا من صباح يوم الأحد 11 أغسطس/آب وحتى مساء الثلاثاء 13 من الشهر نفسه، أي ثلاثة أيام.
Twitter Post
|
بدوره، تساءل الناشط محمد الكسواني بنبرة ساخرة في تغريدة له: "شو رأيكم نهدي رابع يوم عيد لطلال أبو غزالة؟ اشربوا بصحة طلال أبو غزالة مثلا، أو ممكن نصمم رقصة جديدة على أغنية "آه يا غزالة" وتصير طقس من طقوس العيد، يعني أول يوم نذبح، تاني يوم نصوم، ثالث يوم نزور حبايبنا".
Twitter Post
|
فيما دونت نداء الخطيب: "حبيبتي تقاطعني والود بيننا صار استحالة، كأنني أنا العطلة وكأنها طلال أبو غزالة".
Twitter Post
|
وغرّد جاد في السياق نفسه قائلا: "ما قاله طلال أبو غزالة هو أبسط مثال عن جشع وطمع الرأسماليين وبناء ثرواتهم من دم وعرق الشعوب والموظفين الذين لا يأخذون إلا الفتات من رغيف الخبز الذي يأخذه صاحب المال والأعمال، والعالم كله تحكمه الرأسمالية وزبانيتها الذين لو بيدهم لاشتغل الشعب 24 ساعة باليوم لزيادة ثروتهم".
Twitter Post
|