كشفت وزارة التخطيط العراقية في بغداد، اليوم الثلاثاء، أنّ عدد المعوقين في البلاد ارتفع مؤخراً إلى أكثر من مليون و357 ألف مواطن في 13 محافظة، عدا إقليم كردستان الذي لم تنته به عمليات المسح، ما يعني أن النسبة في العراق مقارنة بعدد السكان تبلغ 5 بالمائة.
وذكر بيان لوزارة التخطيط العراقية، أنّ نسبة المعوقين في العاصمة بغداد هي العليا بين باقي مدن البلاد ضمن المجموع الكلي للمعوقين البالغ مليونا و357 ألف معوق في 13 محافظة باستثناء إقليم كردستان.
وأشار إلى أن "عدد المعوقين من الذكور بلغ 770 ألفاً، بنسبة 57 بالمائة من المجموع الكلي، فيما شكلت نسبة الإعاقة عند الإناث 580 ألفاً بنسبة 43 في المائة من المجموع الكلي".
وبحسب البيان أيضاً فإن "نسبة المعوقين في العاصمة بغداد هي العليا، إذ احتلت 27 في المائة من المجموع الكلي، تلتها البصرة بنسبة 12 في المائة، ثم محافظتا واسط والنجف فميسان والمثنى".
وأضاف أنّ "مسحاً وطنياً للإعاقة أجري في البلاد لكنه لم يشمل محافظتي الموصل والأنبار بسبب الظروف الأمنية، وجرى وفق الخصائص الديمغرافية والعلمية والصحية والتعليمية للأفراد المعوقين، وأظهرت النتائج أن مليوناً و878 ألفاً من الأسر يعاني أحد أفرادها من الإعاقة ".
كما بيّن أن" أغلب الإعاقات شملت الحركة والسمع والبصر والتواصل والعناية الذاتية والإدراك والفهم. وتشكل نسبة 75 في المائة من تلك الأسر في الحضر، و25 بالمائة منها في الريف".
إلى ذلك، لفت المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي في البيان، إلى أنّ" المعوقين بعمر 6 سنوات الذين شكلت نسبتهم 35 في المائة من المجموع الكلي للمعوقين في البلاد التحقوا بنظام تعليمي، فيما التحق 2.5 في المائة منهم بنظام تأهيلي، وكانت نسبة غير الملتحقين بالدراسة من المعوقين 62 في المائة ".
وأظهر المسح الوطني أيضاً أن" نسبة المعوقين بعمر 10 سنوات من العاملين بلغت 9 في المائة، فيما بلغت نسبة المعوقين العاطلين عن العمل ممن كانوا يعملون سابقاً، حدود 1.5 في المائة، ووصلت نسبة المعوقين العاطلين غير الباحثين عن عمل 88 في المائة من المجموع الكلي".
المسح الوطني للإعاقة في البلاد، تم إجراؤه بحسب البيان، عبر التعاون مع وكلاء الحصة التموينية المخصصة لكل فرد عراقي في كافة المحافظات، بعد توزيع استمارات خاصة على الوكلاء، ومنهم إلى الأسر العراقية لتثبيت البيانات اللازمة للمسح.
وفي السياق، ذكر مراقبون أن ارتفاع نسبة الإعاقة في العاصمة بغداد عن باقي المدن العراقية، جاء بسبب كثرة التفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تعصف بالعاصمة بين فينة وأخرى.
ويقول رئيس منظمة يدُ الرحمة للمعوقين عادل الربيعي، إنّ" العاصمة بغداد تعرضت منذ عام 2003 لآلاف التفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، ضربت الأسواق والتجمعات الشعبية والمقاهي والأحياء السكنية، وجراء استهداف تلك الهجمات لتجمعات بشرية كبيرة تكون حصيلة المعوقين كبيرة جداً وخاصة الإعاقات الناجمة عن بتر الأطراف ".
ويوضح الربيعي لـ"العربي الجديد" أن تلك الإعاقات الناجمة عن التفجيرات الإجرامية شملت كافة الفئات العمرية، لكن أغلبها كانت من الفئات المحصورة بين 10 – 45 عاماً، وكذلك شملت كلا الجنسين من الذكور والإناث لكن نسبة الذكور هي العليا".
ونتيجة للتفجيرات التي ضربت المدن العراقية منذ عام 2003 والصراعات والحروب الداخلية وارتفاع نسبة المعوقين، انتشرت بشكل كبير مراكز تركيب الأطراف الصناعية في كافة مدن البلاد تقريباً، فيما ارتفعت أعداد المنظمات الإنسانية المعنية بالمعوقين والتي تزودهم بالكراسي المتحركة لتسهيل حياتهم اليومية خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن".
بدوره، ذكر المتخصص في تركيب الأطراف الصناعية صابر الحسيني، أن" مراكز تركيب الأطراف الصناعية انتشرت في كافة مدن البلاد بشكل واضح، لدرجة لا يمكن الاستغناء عنها، وتتعاون هذه المراكز مع العيادات الطبية والمستشفيات الحكومية والأهلية لتركيب الأطراف للمعوقين بشكل يومي ".
لكن هذه الإحصائية التي نشرتها وزارة التخطيط لا تشمل الموصل والأنبار اللتين جرت فيهما معارك طاحنة منذ مطلع عام 2014 أسفرت عن مقتل وإعاقة آلاف المدنيين.
وبسبب ارتفاع نسبة الإعاقة في البلاد، انضم العراق عام 2012 إلى الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة، وأقر برلمانه عام 2013 قانوناً لرعايتهم.
وفي ذات الصدد كشفت مصادر في وزارة الصحة، أن عدد المعوقين في عموم العراق قد يتجاوز 3 ملايين شخص، لأن عمليات المسح لم تشمل مدن الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى التي شهدت عمليات عسكرية ومعارك ضارية خلال السنوات الأخيرة.