أحيت فرق الدفاع المدني والإسعاف والإغاثة السورية التي تحولت إلى هدف مباشر للطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وروسيا خلال الأعوام الماضية وحتى اليوم، ذكرى 164 شهيداً من شهداء العمل الإنساني في مناطق إدلب، سقطوا في أخطر بقعة نزاع في العالم.
ونظم تحالف المنظمات السورية غير الحكومية في إدلب أمس الاثنين، وقفة في ذكرى اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي حددته الأمم المتحدة يوم 19 أغسطس/آب من كل عام.
وأورد التحالف عبر صفحته على "فيسبوك" أن هذه الوقفة تأتي إحياء لذكرى العاملين الإنسانيين الذين قدموا أرواحهم في سورية (...) وتضامناً مع أهاليهم ومع العمال الإنسانيين من مصابين ومعتقلين ومغيبين قسرياً وجميع العمال الإنسانيين المعرضين للخطر"، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم تجاه حماية العمال الإنسانيين والمنشآت الإنسانية في شمال غرب سورية.
وحضر الوقفة أكثر من 250 عاملا وعاملة في المجال الإنساني، من 20 منظمة سورية عاملة في شمال غرب سورية، 18 من أعضاء التحالف، بالإضافة إلى منظمات صديقة منها "رابطة أهل حوران" و"الدفاع المدني السوري - الخوذ البيضاء". وحمل المشاركون بالوقفة لوحة ضمت 164 صورة لشهداء من العاملين الإنسانيين السوريين من مسعفين ومسعفات وطواقم الإنقاذ والإغاثة والدفاع المدني.
مدير مديرية إدلب للدفاع المدني، مصطفى الحاج يوسف، علق على استهداف الطواقم الإسعافية وفرق الدفاع المدني والعاملين في مجال الإغاثة قائلاً لـ"العربي الجديد": "نحن نعمل في أشد بقاع العالم خطورة حاليا والمنطقة الآمنة غير موجودة فعليا، والظروف التي تعمل بها فرق الإسعاف وفرق الدفاع المدني أعتقد أننا لم نشهدها منذ الحربين العالميتين، فلم تكن فرق الإسعاف تستهدف حينها بهذا الشكل، ونحن اليوم أصبحنا الهدف رقم واحد للطائرات السورية والروسية على حد سواء".
وتابع الحاج يوسف "النظام وروسيا خرقا ويخرقان المعاهدات الدولية التي تنص على حماية فرق الإسعاف وغيرها، وللأسف الشديد لم يستطع النظام الدولي والدول التي تدعي الإنسانية إدانة روسيا في المحافل الدولية، وثبت بالدليل القاطع والبراهين أن النظام استخدم الأسلحة الكيميائية في عدة مناطق، منها خان شيخون والغوطة الشرقية، ولكن بحماية روسية لم يصدر أي قرار بإدانة استخدام الكيماوي، واكتفت تلك الدول بالإدانة اللفظية فقط، ورد عسكري خجول على أحد مطارات النظام العسكرية في سورية".
وأضاف الحاج يوسف "القضية السورية مدولة وهي في مجلس الأمن والمحافل الدولية، ولكن للأسف الشديد يقف المجتمع الدولي عاجزا عن منع النظام وروسيا من ارتكاب المجازر والتدمير العشوائي للبنى التحتية في سورية".
ونقل المكتب الإعلامي في تحالف المنظمات السورية غير الحكومية لـ"العربي الجديد" إحصائية وثقتها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" عن حجم الاستهداف الذي طاول العاملين في المجال الإغاثي والإنساني جاء فيها: "منذ بداية عام 2019، تم إحصاء ما يزيد عن 38 استهدافاً للمشافي والمراكز الطبية، و10 مخابز، 79 مدرسة و24 مركزاً للدفاع المدني و23 مخيما للنازحين، والعديد من الهجمات على طواقم الإنقاذ بالإضافة لهجمات متكررة على البنية التحتية والمناطق السكنية".
وأضافت الإحصائية "سقط في هذه الهجمات أكثر من 1057 مدنياً بينهم 251 طفلاً و174 امرأة، كما أصيب 2243 مدنياً. ودفعت هذه الهجمات الوحشية ما يزيد عن 350 ألف مدني لترك مدنهم وبلداتهم واللجوء للمناطق ومخيمات اللاجئين القريبة من الحدود التركية، إلا أن هذه المخيمات المنهكة، والتي تعمل أضعاف استطاعتها، تركت ما يزيد عن 200 ألف منهم بدون مأوى.
ومن بين الاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني هي اتفاقيات جنيف 1949، وبروتوكولاتها الإضافية التي تعتبر بمثابة معاهدات دولية تضم أكثر القواعد أهمية للحد من همجية الحروب. وتوفر الاتفاقيات الحماية للأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية (المدنيون، وعمال الصحة، وعمال الإغاثة) والذين توقفوا عن المشاركة في الأعمال العدائية.