دانت أحزاب وشخصيات جزائرية الظروف المأساوية التي توفي فيها القيادي في "جماعة الإخوان المسلمين" وحزب "العدالة والحرية" عصام العريان في السجون المصرية.
ونشرت "حركة مجتمع السلم"، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، بياناً نعت فيه من وصفته بـ"رجل الفكر والسياسة والدعوة عضو البرلمان العربي السابق، ونائب رئيس حزب العدالة والحرية، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان"، وذكرت أنه "ارتقى شهيداً في محبسه داخل سجون الظلم والاستبداد والطغيان، صابرا محتسبا ثابتا على مبادئ دينه ودعوته، وفيا لأمته ووطنه، مدافعا عن قيم الحرية والعدل".
وعبرت "جبهة العدالة والتنمية" (إسلامية) عن بالغ الحزن لفقدان العريان، وأكدت أن "هذا المناضل الذي سطَّر محطات تاريخية في خلال مسار نضالي سلمي متميز في حياته وعمله من أجل دينه وأبناء أمته، وفي الدفاع عن قيم الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وأحد صناع المدافعين عن الشرعية، ونحن على مرمى حجر من الذكرى السابعة للمذبحة التي تأسس على أشلائها عهد جديد من الطغيان والظلم والإذلال تحت حكم العسكر، الذي لم يكن فيه خير مطلقا مهما اختلفت الأزمنة والأماكن".
وذكر بيان للجبهة أنّ "العهد الذي تعيشه مصر سجن فيه جمع عظيم من خيرة أبناء مصر، ومنهم الفقيد الذي قضى سبع سنوات في سجن العقرب في ظروف غير إنسانية انتهت بوفاته من جراء الإهمال الصحي المتعمد الذي عاناه من سجانيه، وهو ما يبين الإرادة المفضوحة للتخلص من معارضي الانقلاب. روح الفقيد قد تحررت من سجون العسكر التي زجت فيها ظلما وعدوانا لتقف في السماء في وجه ظالميها ليحكم الله بينها يوم القيامة، وما أعدل حكم الله، فعنده تعالى تجتمع الخصوم".
وعبر العضو السابق للبرلمان العربي عبد القادر سماري، والذي عمل لفترة مع عصام العريان في المؤتمر القومي العربي الإسلامي، عن حزنه لوفاته، وكتب منشوراً جاء فيه: "عرفت الرجل عن قرب في عدة محافل دولية وإقليمية، رسمية وشعبية، وكنا مع بعض في بداية التسعينات مؤسسين للمؤتمر القومي الإسلامي، وكنا في لجنة المتابعة الأولى للمؤتمر القومي الإسلامي، وكنا أعضاء في المؤتمر القومي العربي"، مضيفاً "اشتغلنا مع بعض في البرلمان العربي، كنت ممثلا للبرلمان الجزائري، وهو ممثلا للبرلمان المصري، كان رحمه الله نائبا لرئيس البرلمان العربي، وكنت رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية للبرلمان العربي".
وأضاف: "اشتغلنا على دراسات وحلول البدائل للوضع العربي، قدمناها للرؤساء والملوك العرب، ولكن لا حياة لمن تنادي، وحاولنا أن نقيم علاقات تكامل بين مؤسسات الدول العربية والإسلامية، ولكن عبيد الغرب وقفوا لنا بالمرصاد، وحالوا دون تحقيق نهضة الأمة وانطلاقتها"، وأضاف "كيف لأمة أن تنهض إذا كان علماؤها ومفكروها يستشهدون في السجون، عزائي فيك يا دكتور عصام أن الأجل جاءك وأنت مظلوم".
وكتب محيي الدين عميمور، المستشار السابق للرئيس الراحل هواري بومدين، تدوينة نعى فيها القيادي في "جماعة الإخوان المسلمين" الراحل، وكتب: "الدكتور عصام العريان يلحق بالدكتور محمد مرسي وبقافلة شهداء رابعة، رحمهم الله ولا قرت أعين الجبناء".
وقال مصدر في أسرة العريان، لـ"العربي الجديد"، أمس الخميس، إنّ وزارة الداخلية المصرية أخبرتهم، عبر أحد المحامين، بالوفاة، نافياً صحة ما يتم تداوله من رواية أمنية عبر وسائل الإعلام الموالية للنظام بأنه توفي إثر أزمة قلبية نتيجة مشادة كلامية مع أحد قيادات الجماعة في السجن، قائلاً "من أبلغنا قال إن الوفاة طبيعية، من دون أن يذكر أي أمور أخرى".
وحول وضع العريان في السجن قبل وفاته، قال المصدر إن أسرته لم تره منذ سبتمبر/أيلول الماضي، أي منذ أكثر من 11 شهراً، وهو موعد آخر جلسة محاكمة ظهر فيها، عندما صدر ضده حكم في القضية المعروفة إعلامياً بـ"التخابر مع حماس".