28 يوليو 2017
إرهابي في مطار بيروت
مرهف مينو (سورية)
وأخيراً تنفست.
الرحلة مضنية، وشاقة بكل المقاييس، فمن سجون الأسد إلى تجاهل أبناء العم في بيروت. رحلة لم أكن أحلم بها، وأن أسرج خيلي لها، فمن المدينة التي يحكمها الأسد وشبيحته إلى جبال الهرمل إلى طرابلس، تلك المتلحفة بقشور الحرية والتديّن.
من شوارع باريس التي تشبه كثيراً ما توقعته، أتذكّر كل ما مررت به كي لا تخون الذاكرة وأنسى، فروائح الأسبيرسو، وتناقض المشهد. أتذكر مشهد الأمن اللبناني، وهو يلتقطني من بوابة المطار ليرافقني بكل خطوة حتى باب الطائرة.
سألتني صبية من الأمن اللبناني، وهي ترافقني لقطع التذاكر: "شو بتشتغل؟". أجبتها وأنا أحاول قدر الإمكان أن أبتعد عن أي سؤالٍ، يدخلني عالم التساؤلات والأخذ والرد: صحفي.
ابتسمت، وأشارت إلى مرافقيها من الجيش اللبناني: صحفي معارض أم مؤيد؟.
قلت: فقط صحفي، أما الانتماء تستطيعين معرفته من المرافقة، حاسس إني رئيس جمهورية الله وكيلك.
ابتسمت الصبية، وهي تكمل الإجراءات: "مسيو عملنا لك منع. فيك لو حبيت تزور لبنان تراجع سفارتنا، أعتذر عن التصرف، ولكن، ما فينا نتركك لتصير جوا الطيارة".
وفعلاً رافقتني الصبية مع الـ (بودي غارد) حتى السوق الحرة، والمقهى والحمام وغرفة التدخين .
بيروت، وجوهها ملونة كبوالين العيد، لا يعكرها سوى وجوه "الوطن"، وهمّ الجيش اللبناني المنتمي بمعظمه، ويأتمر بأوامر حسن نصر الله.
قاطعني صوت الصبية: مسيو صار وقت طيارتك.
الكل تحيط بهم الحقائب إلا أنا يحيطني رجال الجيش على مدخل الطائرة التابعة للخطوط اللبنانية. ودّعتني الصبية بهمسات قرب موظفة الشركة: "مسيو، الله يكون معك وترجع، نحنا بنعرف إنو بشارمجرم".
دخلت بدون أن ألتفت لتلك الـ بيروت التي تأتمر بعصا السيد، والتي طحنت ما تبقى مني.
الرحلة مضنية، وشاقة بكل المقاييس، فمن سجون الأسد إلى تجاهل أبناء العم في بيروت. رحلة لم أكن أحلم بها، وأن أسرج خيلي لها، فمن المدينة التي يحكمها الأسد وشبيحته إلى جبال الهرمل إلى طرابلس، تلك المتلحفة بقشور الحرية والتديّن.
من شوارع باريس التي تشبه كثيراً ما توقعته، أتذكّر كل ما مررت به كي لا تخون الذاكرة وأنسى، فروائح الأسبيرسو، وتناقض المشهد. أتذكر مشهد الأمن اللبناني، وهو يلتقطني من بوابة المطار ليرافقني بكل خطوة حتى باب الطائرة.
سألتني صبية من الأمن اللبناني، وهي ترافقني لقطع التذاكر: "شو بتشتغل؟". أجبتها وأنا أحاول قدر الإمكان أن أبتعد عن أي سؤالٍ، يدخلني عالم التساؤلات والأخذ والرد: صحفي.
ابتسمت، وأشارت إلى مرافقيها من الجيش اللبناني: صحفي معارض أم مؤيد؟.
قلت: فقط صحفي، أما الانتماء تستطيعين معرفته من المرافقة، حاسس إني رئيس جمهورية الله وكيلك.
ابتسمت الصبية، وهي تكمل الإجراءات: "مسيو عملنا لك منع. فيك لو حبيت تزور لبنان تراجع سفارتنا، أعتذر عن التصرف، ولكن، ما فينا نتركك لتصير جوا الطيارة".
وفعلاً رافقتني الصبية مع الـ (بودي غارد) حتى السوق الحرة، والمقهى والحمام وغرفة التدخين .
بيروت، وجوهها ملونة كبوالين العيد، لا يعكرها سوى وجوه "الوطن"، وهمّ الجيش اللبناني المنتمي بمعظمه، ويأتمر بأوامر حسن نصر الله.
قاطعني صوت الصبية: مسيو صار وقت طيارتك.
الكل تحيط بهم الحقائب إلا أنا يحيطني رجال الجيش على مدخل الطائرة التابعة للخطوط اللبنانية. ودّعتني الصبية بهمسات قرب موظفة الشركة: "مسيو، الله يكون معك وترجع، نحنا بنعرف إنو بشارمجرم".
دخلت بدون أن ألتفت لتلك الـ بيروت التي تأتمر بعصا السيد، والتي طحنت ما تبقى مني.