صادفت الفنانة الفلسطينية إسراء عسقول (29 عامًا)، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، فن "التطريز البرازيلي" خلال تنقلها بين الصفحات الفنية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها إلى تعلم ذلك الفن وإتقان الرسم بأدوات جديدة.
وأثارت تفاصيل فن الرسم بالخيطان، وما ينتجه من لوحات فنية مميزة، فضول الفنانة العشرينية، والتي بدأت بالمتابعة والتعلم عن طريق الإنترنت، وذلك لعدم وجود مدربين في المجال الجديد، بخلاف بعض فناني وهواة الكتابة والرسم بالخيطان الملونة.
وتسعى عسقول، من خلال الفن الجديد، للتميز عن جيلها، وذلك عبر رسم وتقديم لوحات غير تقليدية، تكسر الروتين الفني المعهود للفنون التشكيلية، آملة أن تنتهي أزمة كورونا لتنظيم معرضها الأول والمشاركة في المعارض المحلية، والتي تأثر تنظيمها بفعل الجائحة.
وتقول إسراء عسقول، الحاصلة على بكالوريوس محاسبة، وهي أم لطفلين، لـ"العربي الجديد"، إنها اتجهت إلى استغلال موهبتها في الرسم بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة، وزيادة نسب البطالة في قطاع غزة، وانعدام فرص العمل، ما أفقدها الأمل في العمل بمجال تخصصها، وفق تعبيرها.
وتتابع: "صادفت عن طريق الإنترنت اللوحات الفنية المرسومة بالخيطان الملونة، وبحثت إلى أن عرفت أنها تتبع لفن يسمى "التطريز البرازيلي". وقد بدأت بالسعي لتطوير هوايتها مطلع يناير 2020، والعمل على إنجاز أول أعمالها فيه.
وحظيت عسقول مع أول عمل فني صنعته لتزيين منزلها بتشجيع من أسرتها، ما دفعها إلى الغوص أكثر في تفاصيل ذلك الفن الجديد، بهدف تطوير قدراتها ومعرفة كافة خباياه وتفاصيله الفنية والجَمالية، إلى أن احترفت العمل فيه.
وقد انجذبت الفنانة الشابة نحو ذلك الفن على وجه التحديد لشعورها بأن فيه لمسة عصرية، يمكن إضافتها إلى التطريز الفلاحي التقليدي، ليصبح متناسبًا مع مختلف المناسبات، وبكافة أنواعها، من زواج، ومولود جديد، وصداقة، علاوة على الجانب الوطني، والأعمال الفنية المزينة بخريطة فلسطين، والكوفية السمراء، وألوان العلم الفلسطيني الأربعة.
وتحاول عسقول في لوحاتها تجسيد الشخصيات عبر رسم - البورتريهات - الكاملة، وتجسيد العائلة برسوم كارتونية يتم من خلالها تحويل الشخصيات الحقيقية باستخدام الخيوط والألوان إلى رسوم، وتزيين لوحاتها بالعبارات والمعاني السامية، مثل الحب والصداقة، والروابط الاجتماعية والوطنية، فيما لا تغفل في لوحاتها عن الطبيعة، ورسم الورود والأشجار.
وعند البدء بتنفيذ طقوس الرسم، تقوم عسقول بتجهيز فكرة الرسم، و الأدوات المكونة من قماش مخصص، وطارة خشبية – قطعة خشب يتم قصها وفق الحجم المطلوب - وخيوط حرير"، ومن ثم المُباشرة في رسم الفكرة المطلوبة على القماش، تمهيدًا للبدء بالتطريز.
ويشكل غلاء أسعار المواد الخام عقبة أساسية في عمل عسقول، إلى جانب صعوبة الحصول عليها بسبب الإغلاق المتواصل للمعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وعدم دخول البضائع بفعل الحصار الإسرائيلي، وفيروس كورونا، علاوة على الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
إلا أن الفنانة عسقول ترى أن من أهم المشاكل التي تواجهها في فن الرسم بالخيطان ذي التكلفة العالية، والذي يستنفذ الوقت والجهد، هي عدم انتشار ثقافة ذلك الفن الجديد، وتتمنى انتشار فكرته، لما تحمله من قيمة فنية وجمالية عالية.