إسرائيل تحتلّ رمضان

07 يوليو 2015
يمنع الاحتلال المصلين ويروّج لنفسه كراعٍ للحريات (الأناضول)
+ الخط -
في بداية شهر رمضان، تفاجأ كثيرون بمقطع فيديو مخرج بإتقان للمتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، أفيخاي أدرعي، جمع معه بعض المجندين العرب في جيشه على مائدة إفطار. وفيه تحدث كلّ منهم عن مشاعره وتمنياته للمسلمين "الإسرائيليين" بمناسبة الشهر الكريم، بينما كان أدرعي يهز برأسه لكلّ منهم. ليعلن بعدها عن تبريكاته للمسلمين وتمنياته لهم بـ"صوم مقبول وإفطار شهي وذنب مغفور"، وتحذيراته إليهم "ممن يستخدم اسم الإسلام وآياته من الإرهابيين".

لم يكن أدرعي وحده الذي أقدم على هذه الخطوة، بل رئيس وزراء الاحتلال أيضاً بنيامين نتنياهو تلا رسالة مصورة للمسلمين داخل كيان الاحتلال، وجاهد نفسه لنطق "رمضان كريم.. وكل عام وأنتم بخير" نطقاً عربياً سليماً. وكما أدرعي ذكّر نتنياهو بالنيران التي تلف الشرق الأوسط "بسبب الحرب الدينية بين السنّة والشيعة"، وبأنّ "إسرائيل هي الوحيدة التي تحترم كلّ الأديان.. وأنتم تعلمون هذا".

نتنياهو يؤدي دوراً تمثيلياً بالطبع. ومثله يفعل أدرعي بإتقان أكبر يبدو فيه أقرب إلى الممثل المصري لطفي لبيب في شخصية السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة".

وبالفعل، فقد قابل كثير من العرب مقطعي الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والشتائم لنتنياهو وأدرعي. وتكررت نكتة "بعد ناقص يصلّي فينا تراويح" بأكثر من مكان وأكثر من طريقة.

يتساءل المرء: ألا يعرف المسؤولان الصهيونيان أنّ مثل ما أدليا به سيقابل بهذه السخرية والشتائم؟ أفترض أنّهما يعرفان ذلك، لكنّ الأمر أبعد بكثير لدى من يخوضون حرباً ثقافية ضدنا. وليست تلك التهاني والتبريكات سوى جزء بسيط منها.

حرب ثقافية يعرف الصهاينة لعبة الترويج فيها جيداً. فها هو أحد أبرز المواقع الأميركية في تفاعل القراء من حول العالم معه ينشر موضوعاً مصوراً بعنوان "19 طبقاً إسرائيلياً شهيراً غير الحمّص".

أولاً يفترض الموقع أنّ الحمّص المتبل، أو ما يسمى في لبنان "حمص بطحينة" طبق إسرائيلي. ليفاجأ القارئ (العربي) بعدها بالقائمة المنوعة التي تسرق كلّ ما في مطابخ بلاد الشام وغيرها وتنسبه لإسرائيل. فمن الفلافل والشكشوكة واللبنة والعجة والكبة والبابا غنوج حتى البُريش، وصولاً إلى مأكولات تركية كالشاورما والبرك والطاووق، والطبق المغربي الشهير "الكسكس".

يحدد القول الشائع قواعد اللعبة: "العالم لا يعترف إلاّ بمن يحسن التعريف بنفسه". هي لعبة إعلامية إعلانية ترويجية تتقن إسرائيل كلّ قواعدها وخباياها وأساليب غشها أيضاً منذ أيام الهولوكست وصولاً إلى أيام الحمّص والفلافل.

إقرأ أيضاً: "تكلّم" الجنسيّة الأميركيّة بطلاقة
المساهمون