إسرائيل تعترف بمنع 72 تركياً من دخول الأراضي المحتلة

30 يوليو 2018
يتهم الاحتلال أنقرة بممارسة نشاط للهيمنة في القدس(Getty)
+ الخط -


أقرّت "سلطة إدارة السكان" التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، اليوم الاثنين، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت أمس 72 مواطنا تركياً كانوا وصلوا إلى مطار بن غوريون في اللد لزيارة القدس، من الدخول، مدعيةً أن تأشيرة الدخول للمجموعة "مزورة وغير صحيحة"، بحسب ما أورد موقع "هآرتس" اليوم. 

وادعت مديرية السكان والهجرة، التابعة لـ"داخلية" الاحتلال، أن التأشيرة الجماعية للمجموعة المذكورة قد زيّفت في إسرائيل، فيما ذكر مندوب شركة السياحة التركية "سيلا تر" أن شركته تلقت رسائل رسمية من القنصلية الإسرائيلية في أنقرة تشكل تأشيرة جماعية رسمية. 

ونقل موقع "هآرتس" أن عدداً من الزائرين الأتراك الذين منعوا من الدخول بحجة أن التأشيرة مزيفة، تحدثوا إلى وسائل إعلام تركية بإسهاب عن "تعالٍ فظ وروح عدائية" من قبل السلطات الإسرائيلية في مطار بن غوريون. 

وبحسب شهادات بعض هؤلاء المواطنين الأتراك، فقد تمّ في بعض الأحيان عند التحقيق معهم من قبل الشرطة الإسرايلية، رفض إبقاء أبناء الأسرة الواحدة في غرفة تحقيق واحدة، ومحاولة تفريق أفراد الأسرة الواحدة، عدا عن التعامل الفظ.

ويشير المنع الإسرائيلي بالحجج المذكورة، إلى احتمال اتجاه حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى محاولات فعلية، ولو عبر الترويج لتعامل فظ وقاس، لثني مواطنين أتراك عن القدوم إلى القدس المحتلة لزيارة المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه، خاصة أن حكومة الاحتلال تدفع مؤخراً وتدعم حملات تحريض في الصحف الإسرائيلية، عبر الاختباء وراء "مصادر رسمية" ورفيعة المستوى، تتحدث عن سياسات تركية واضحة لتعزيز زيارات الأتراك للقدس المحتلة، وللمسجد الأقصى تحديداً، والانخراط في نشاطات الاحتجاج ضد عمليات الاقتحامات المستمرة من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى. 

واتهمت الصحف الإسرائيلية، وعلى رأسها صحيفة "يسرائيل هيوم"، الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، والحكومة التركية، بدعم الهيئات الفلسطينية الناشطة في القدس المحتلة ضد محاولات التهويد، وضمن ذلك نشاط جمعيات تركية في ترميم بيوت فلسطينية في القدس المحتلة، خصوصاً في جوار المسجد الأقصى، بهدف "تعزيز النفوذ العثماني" في القدس المحتلة، بحسب التعبير في الصحافة الإسرائيلية. 

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم"، شنّت مؤخراً حملة ضد النشاط التركي في القدس المحتلة، وقالت ضمن تقارير لها إن جهات أردنية وفلسطينية، على حدٍّ سواء، أعربت عن تذمرها من تعاظم النفوذ التركي في القدس المحتلة، وفي ترميم بيوت داخل أسوار البلدة القديمة من القدس، في جوار المسجد الأقصى.
 


وسبق لموقع "معاريف" أن كشف في الرابع من يونيو/ حزيران الماضي أن مستشارين لرئيس بلدية الاحتلال حذرا من نشاط تركي للهيمنة في القدس.

وكتب المستشاران، دافيد كورين وبن أبراهامي، في دراسة لهما في مجلة "هشيلواح"، أن "مكانة الأردن قد تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل تدريجي، إلى حد أنها باتت تقتصر على المحافظة على 144 دونماً هي مساحة المسجد الأقصى". وأضافا أنه في الواقع "حتى داخل الحرم القدسي تقلص النفوذ الأردني، وهو في تراجع، بينما تدخل تركيا لتعبئة الفراغ الحاصل، سواءٌ في الحرم القدسي أم في أنحاء القدس".

ويدعي المستشاران الإسرائيليان أن "التدخل المتصاعد لنظام أردوغان، الذي يشكل اليوم الراعي الرئيسي لحركة الإخوان المسلمين في العالم، يدل على أن ما يحدث في القدس هو جزء من تحرك عام وأوسع، يهدف إلى تكريس هيمنة تركية إقليمية على حساب لاعبين آخرين". 

 

المساهمون