تثير المشاركة المرتقبة للاتحاد الأوروبي في معرض يقام في ميناء يافا هذه الأيام، تنظمه منظمة "بتسيلم- مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة"، بعنوان "50 عاما على الاحتلال"، استياء كبيراً في أوساط المسؤولين الإسرائيليين، لا سيما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تلاحق منظمة "بتسيلم" ومنظمات أخرى تعمل على فضح انتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
ومن المنتظر أن يشارك ممثلون عن الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم السفير الجديد في إسرائيل، الإيطالي إيمانويلي جوفري، بنشاط "بتسيلم"، بعد غد الخميس، في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، كما من المنتظر أن يشارك فيه دبلوماسيون آخرون في إسرائيل.
ويشمل المعرض، الذي يستضيفه ميناء يافا، 50 لوحة "بورتريه" لفلسطينيين وُلدوا عام 1967.
وفي السياق، هاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عمونئيل نحشون، ممثلي الاتحاد الأوروبي ساخراً، وقال "يعتقدون أن الطريق إلى قلوب الإسرائيليين تكون من خلال البصق في وجوههم"، مشددا على أنهم "يسجّلون مرة أخرى سلوكا من التغطرس والنفاق، يؤدي إلى التباعد بدلاً من التقارب".
كما فتحت أطراف أخرى في الحكومة الإسرائيلية النار على الاتحاد الأوروبي، إذ قالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي حوطوبيلي "من المؤسف أنهم في الاتحاد الأوروبي لا يفحصون وضع التعليم في مناطق السلطة الفلسطينية، والذي يربي الأولاد والبنات على الاستعداد لقتل مواطنين أبرياء"، على حد زعمها، مستدركة "من يريد فحص حقوق الإنسان، فليبدأ بجهاز التعليم الفلسطيني".
وانضم وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى جوقة المحرضين على الاتحاد الأوروبي، "الذي لا يضيع أي فرصة للدغ دولة إسرائيل، ويواصل في تقليده أحادي الجانب"، كما قال.
في المقابل، ردت منظمة "بتسيلم" على هذه التصريحات بالقول إنها تدعو "الوزير بينيت، وتسيبي حوطوبيلي، والمتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للمشاركة بالمعرض، لكي ينظروا في وجوه الأشخاص– جميعهم مواليد 1967- والذين تحرمهم إسرائيل من حقوق الإنسان منذ 50 عاما".
إلى ذلك، من المنتظر أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع المقبل، في زيارة غير عادية إلى بروكسيل، للقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28.
وتلقّى نتنياهو الدعوة للزيارة من ممثلي دولة ليتوانيا، التي تعتبر صديقة لنتنياهو، وهي دعوة شابتها تجاوزات للبروتوكول المتبع وفق ما ذكرته مصادر إسرائيلية، وأثارت غضب مفوضة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، ألغى نتنياهو لقاء كان مخططاً أن يجمعه مع وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، وذلك بعد رفض الأخير طلباً إسرائيلياً بإلغاء لقاءاته مع ممثل منظمتي "بتسيلم" و"كاسرو الصمت" المناهضتين للاحتلال.
حينها، عقب ديوان نتنياهو بأن "سياسة رئيس الوزراء تقضي بعدم لقاء دبلوماسيين يزورون إسرائيل ويلتقون مع منظمات تشوه سمعة الجنود الإسرائيليين".
وفي فبراير/ شباط الماضي، أمر نتنياهو وزارة الخارجية الإسرائيلية بتوبيخ السفير البلجيكي في تل أبيب، أوليفير بيله، لأسباب مشابهة، إذ التقى ممثلين عن المنظمتين المذكورتين، وهو الأمر الذي اعتبره مكتب نتنياهو "خطيرا".
كما في الشهر نفسه، وخلال زيارة قام بها نتنياهو إلى بريطانيا، طالب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بوقف تمويل منظمات مثل "كاسرو الصمت" و"بتسيلم" ومركز "عدالة" الحقوقي.
والمشاركة في معرض يافا هي استمرار لمواقف أخرى أعرب من خلالها الاتحاد الأوروبي عن دعمه لمنظمات تفضح سلوك الاحتلال مع الفلسطينيين.
وسبق أن دعم الاتحاد، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ظهور المدير العام لمنظمة "بتسيلم"، حاجي العاد، بجلسة خاصة في مجلس الأمن حول المستوطنات الإسرائيلية.