13 نوفمبر 2024
إسرائيل عدو الثورة السورية
ليست إسرائيل دولة لسكانها، هي دولة الصهاينة أولاً، ومن يتفق مع هؤلاء يمكن أن يظل في إسرائيل من عرب ويهود وآخرين. ولكن، لن يكون له الحقوق نفسها. ثانياً، إسرائيل دولة استعمارية، وقلعة متقدّمة للإمبرياليات في مراقبة المنطقة بأكملها. إسرائيل هذه محتلة أراضي سورية ثالثاً، وهي عدو للسوريين. دولة بكل هذه المواصفات لا يمكن أن تكون داعمةً للثورات الشعبية، هي داعمة للأنظمة الرافضة تلك الثورات. ومن هنا، رفضها الثورة المصرية وتخوفها من الثورات العربية المعادية لها.
تخوّفت إسرائيل من الثورة السورية كثيراً، لكنها، في الوقت نفسه، تريد أن ترى انفكاكاً في العلاقة بين النظام السوري وإيران وحزب الله، وإضعافاً مستمراً لها. من جهةٍ، اعلن النظام، بوضوح شديد، أنه هو حامي حدودها من جهة الجولان المحتل. وبالتالي، عليها أن تدعمه، وتساهم في تخفيف الضغوط الدولية عليه. وذهب رامي مخلوف إلى أكثر من ذلك بأن النظام السوري هو من أمن الاستقرار الدائم، وقتل كل من حاول الاقتراب من حدودها وقمعه. بهذا، يستجدي النظام موقفاً منها مناهضاً للثورة، وداعماً له.
ذهب إلى إسرائيل، قبل عصام زيتون الذي يدّعي تمثيل الجيش الحر، المعارض كمال اللبواني، وربما آخرون لم يعلن عن زياراتهم، هم يعتبرون أنهم، بذلك، يسعون إلى إيصال صوت الثورة إلى العالم، وتأمين الدعم لإسقاط النظام. ولكن، كما كانت نتائج كمال صفراً في الهواء، ستكون نتائج زيارة عصام ومن يشبهه؛ فإسرائيل عدوٌ للسوريين، ولا يمكن أن يساعد العدو في إنجاح ثورةٍ ستطرح حالما تنتصر قضية استرجاع الأراضي المحتلة لها. وهناك من أعلنوا موقفاً منها مُسبقاً قائلين: من أجل تحرير فلسطين، يجب إسقاط النظام السوري. إذاً هناك غباء سياسي كبير تعاني منه شخصياتٌ معارضة. وبدلاً من أن تواجه مشكلاتها، تغرق في مشكلاتٍ إضافية.
المعارضة المكرسة، ولا سيما المجلس الوطني وائتلاف قوى المعارضة، ولغايات براغماتية وانتهازية، رفضت إعلان موقف صارم من إسرائيل، حيث توهمت أن إسرائيل دولة كما كل دول المنطقة. وبالتالي، يجب ألا يُتخَذ موقفٌ مناهضٌ لها، بل الاتفاق معها بخصوص الجولان وسواها من القضايا. وبالتالي، تُرك الباب مفتوحاً أمام بعض المعارضين، ليتخذوا الموقف الذي يرونه مناسباً. براغماتية المعارضة أغبى من أن تحقق هدفاً ما؛ ففي موضوع إسرائيل، أو الموقف من الدول الإقليمية، أو الإمبريالية، كان يجب تحديدها بدقة، فإسرائيل دولة محتلة، والموقف منها متعلق باسترجاع الجولان، وبإنهاء ملف المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية. وبما يخص دول العالم أيضاً، لم تتشكل مؤسسات معارضة منضبطة للتعامل معه، وتخضع لمراقبةٍ قانونيةٍ من رجالات القضاء المنتمين للثورة. وبالتالي، تعدّدت العلاقات وخضعت، بأغلبيتها، للتبعية للخارج، والأخير تحكّم فيها تحكماً كلياً، ومارس سياسة التقريب والاستبعاد، وفقاً لحساباته السياسية وبما يخدم مصالحه في سورية وفي العالم. تبنت المعارضة رؤيةً تبسيطيةً هزيلة للثورة، وأنها ستنتصر سريعاً، وأن الأمر مرتبط بالدعم الخارجي؛ وحتى حينما تعقّد الأمر، بقيت الرؤية نفسها.
الآن، دخلت إسرائيل في حلف رسمي مع روسيا، وسُمح لها بضرب الهدف الذي تريد، والتصرّف كما تشاء. لروسيا أهدافها في ذلك، وهي دعمها دولياً، ولا سيما من خلال اللوبي الصهيوني في أميركا، ولإسرائيل مصلحةُ في تحقيق مسائل عديدة، تابعها العالم من زيارات نتنياهو المستمرة لروسيا، وهناك مصالح تجارية واسعة ترفض دول أوروبية كثيرة إقامتها. روسيا موجودة في سورية باتفاقيةٍ مذلةٍ مع النظام السوري، وأن يكون التنسيق قوياً مع إسرائيل، فإن هذا يعني أن إسرائيل ليست ضد النظام، لكنها بالتأكيد ضد الثورة. يوضح ذلك ما تفعله الهمجية الروسية تدميراً للمدن، وقتلاً للبشر البسطاء، وليس للفصائل المقاتلة فقط في سورية، وقبالة ذلك صمت إسرائيلي ودولي. إذاً إسرائيل ضد إيران وحزب الله، لكنها تنسق مع روسيا، من أجل إطالة عمر النظام وإضعافه بشكل مستمر. العلاقات القوية بين روسيا وإسرائيل بسبب الدخول الاحتلالي لروسيا في سورية، وباعتبارها أصبحت لاعباً أساسياً في كل المنطقة، وهذا ما يجب قراءته جيداً من المعارضة السورية، فروسيا تحاول أن تملأ فراغاً يُحدثه الانسحاب الأميركي الجزئي، وبالتنسيق مع الأميركان، وبالضد من مصالح الثورة السورية، وكل الثورات العربية أيضاً.
تستغل إسرائيل همجية روسيا والنظام والدول الإمبريالية التي تركت السوريين عراةً، فهناك الحصار الكامل الذي يفرضه النظام، وتدمير المشافي، وعدم وجود الموارد والمال، وضعف الدعم الإقليمي، وكذلك عدم وجود رؤية وتنظيم دقيق لكل نشاطات المعارضة، وتأمين احتياجات السوريين الثائرين، وهذا لم يتغير طوال خمس سنوات. وبالتالي، تستغل إسرائيل تلك الحاجات، فمرّة تستدعي معارضين بائسين للتنسيق معهم، ومرّة تسمح بدخول بعض من اقترب من الموت مشافيها، ومرة تسقط إغاثةً لمناطق الجولان المحاصرة من النظام. تفعل ذلك للعب على مشاعر السوريين، مستغلة حالتهم، لكنها بالتأكيد تنسق مع روسيا في كيفية إدارة الوضع السوري، وبما يضعف النظام والمعارضة والثورة. تريد بلداً مدمراً ومفككاً، وهذا ما يقوم به النظام، وتحوّل بعض شخصيات المعارضة إلى عملاء لها لا يضيرها أبداً.
تراجع مكون الثورة السورية المدني والوطني، وتقدّم المكون السلفي، ووجدت لتخريبها التنظيمات الجهادية، وكان الخيار العسكري والأمني للنظام ضدها سبباً في مآلات الوضع إلى ما وصلت إليه سورية من قواعد عسكرية ممتدة، وحامية للكرد من ناحية وللنظام من ناحية ثانية. إذاً، لا يمكن، مع استمرار الفوضى في الموقف من العالم أن تحقّق الثورة شيئاً؛ تحرز الكثير، حينما توثق صلاتها مع شعوب العالم الحر ونقاباته واتحاد طلبته، والتنظيمات اليسارية والوطنية عالمياً، وحين تتبنّى رؤيةً وبرنامجاً وطنياً، ويستند إلى قيم الثورة الأساسية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ورفض كل رؤيةٍ تقلل من شأن هذه القضايا، ولا سيما الرؤيتين، السلفية والقومية الشوفينية، والانفتاح على إسرائيل أو على العالم، من دون اشتراط القطيعة مع النظام والمساهمة في تحقيق ما ذكرنا من قضايا.
إلى عصام زيتون وكمال اللبواني وآخرين: لن ينسى السوريون أنكم خنتم الثورة الشعبية، وستُعاملون كعملاء للاحتلال الصهيوني لفلسطين، ولمناطق كثيرة من الدول العربية؛ أنتم، كما النظام، تبيعون سورية وتضحيات السوريين.
تخوّفت إسرائيل من الثورة السورية كثيراً، لكنها، في الوقت نفسه، تريد أن ترى انفكاكاً في العلاقة بين النظام السوري وإيران وحزب الله، وإضعافاً مستمراً لها. من جهةٍ، اعلن النظام، بوضوح شديد، أنه هو حامي حدودها من جهة الجولان المحتل. وبالتالي، عليها أن تدعمه، وتساهم في تخفيف الضغوط الدولية عليه. وذهب رامي مخلوف إلى أكثر من ذلك بأن النظام السوري هو من أمن الاستقرار الدائم، وقتل كل من حاول الاقتراب من حدودها وقمعه. بهذا، يستجدي النظام موقفاً منها مناهضاً للثورة، وداعماً له.
ذهب إلى إسرائيل، قبل عصام زيتون الذي يدّعي تمثيل الجيش الحر، المعارض كمال اللبواني، وربما آخرون لم يعلن عن زياراتهم، هم يعتبرون أنهم، بذلك، يسعون إلى إيصال صوت الثورة إلى العالم، وتأمين الدعم لإسقاط النظام. ولكن، كما كانت نتائج كمال صفراً في الهواء، ستكون نتائج زيارة عصام ومن يشبهه؛ فإسرائيل عدوٌ للسوريين، ولا يمكن أن يساعد العدو في إنجاح ثورةٍ ستطرح حالما تنتصر قضية استرجاع الأراضي المحتلة لها. وهناك من أعلنوا موقفاً منها مُسبقاً قائلين: من أجل تحرير فلسطين، يجب إسقاط النظام السوري. إذاً هناك غباء سياسي كبير تعاني منه شخصياتٌ معارضة. وبدلاً من أن تواجه مشكلاتها، تغرق في مشكلاتٍ إضافية.
المعارضة المكرسة، ولا سيما المجلس الوطني وائتلاف قوى المعارضة، ولغايات براغماتية وانتهازية، رفضت إعلان موقف صارم من إسرائيل، حيث توهمت أن إسرائيل دولة كما كل دول المنطقة. وبالتالي، يجب ألا يُتخَذ موقفٌ مناهضٌ لها، بل الاتفاق معها بخصوص الجولان وسواها من القضايا. وبالتالي، تُرك الباب مفتوحاً أمام بعض المعارضين، ليتخذوا الموقف الذي يرونه مناسباً. براغماتية المعارضة أغبى من أن تحقق هدفاً ما؛ ففي موضوع إسرائيل، أو الموقف من الدول الإقليمية، أو الإمبريالية، كان يجب تحديدها بدقة، فإسرائيل دولة محتلة، والموقف منها متعلق باسترجاع الجولان، وبإنهاء ملف المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية. وبما يخص دول العالم أيضاً، لم تتشكل مؤسسات معارضة منضبطة للتعامل معه، وتخضع لمراقبةٍ قانونيةٍ من رجالات القضاء المنتمين للثورة. وبالتالي، تعدّدت العلاقات وخضعت، بأغلبيتها، للتبعية للخارج، والأخير تحكّم فيها تحكماً كلياً، ومارس سياسة التقريب والاستبعاد، وفقاً لحساباته السياسية وبما يخدم مصالحه في سورية وفي العالم. تبنت المعارضة رؤيةً تبسيطيةً هزيلة للثورة، وأنها ستنتصر سريعاً، وأن الأمر مرتبط بالدعم الخارجي؛ وحتى حينما تعقّد الأمر، بقيت الرؤية نفسها.
الآن، دخلت إسرائيل في حلف رسمي مع روسيا، وسُمح لها بضرب الهدف الذي تريد، والتصرّف كما تشاء. لروسيا أهدافها في ذلك، وهي دعمها دولياً، ولا سيما من خلال اللوبي الصهيوني في أميركا، ولإسرائيل مصلحةُ في تحقيق مسائل عديدة، تابعها العالم من زيارات نتنياهو المستمرة لروسيا، وهناك مصالح تجارية واسعة ترفض دول أوروبية كثيرة إقامتها. روسيا موجودة في سورية باتفاقيةٍ مذلةٍ مع النظام السوري، وأن يكون التنسيق قوياً مع إسرائيل، فإن هذا يعني أن إسرائيل ليست ضد النظام، لكنها بالتأكيد ضد الثورة. يوضح ذلك ما تفعله الهمجية الروسية تدميراً للمدن، وقتلاً للبشر البسطاء، وليس للفصائل المقاتلة فقط في سورية، وقبالة ذلك صمت إسرائيلي ودولي. إذاً إسرائيل ضد إيران وحزب الله، لكنها تنسق مع روسيا، من أجل إطالة عمر النظام وإضعافه بشكل مستمر. العلاقات القوية بين روسيا وإسرائيل بسبب الدخول الاحتلالي لروسيا في سورية، وباعتبارها أصبحت لاعباً أساسياً في كل المنطقة، وهذا ما يجب قراءته جيداً من المعارضة السورية، فروسيا تحاول أن تملأ فراغاً يُحدثه الانسحاب الأميركي الجزئي، وبالتنسيق مع الأميركان، وبالضد من مصالح الثورة السورية، وكل الثورات العربية أيضاً.
تستغل إسرائيل همجية روسيا والنظام والدول الإمبريالية التي تركت السوريين عراةً، فهناك الحصار الكامل الذي يفرضه النظام، وتدمير المشافي، وعدم وجود الموارد والمال، وضعف الدعم الإقليمي، وكذلك عدم وجود رؤية وتنظيم دقيق لكل نشاطات المعارضة، وتأمين احتياجات السوريين الثائرين، وهذا لم يتغير طوال خمس سنوات. وبالتالي، تستغل إسرائيل تلك الحاجات، فمرّة تستدعي معارضين بائسين للتنسيق معهم، ومرّة تسمح بدخول بعض من اقترب من الموت مشافيها، ومرة تسقط إغاثةً لمناطق الجولان المحاصرة من النظام. تفعل ذلك للعب على مشاعر السوريين، مستغلة حالتهم، لكنها بالتأكيد تنسق مع روسيا في كيفية إدارة الوضع السوري، وبما يضعف النظام والمعارضة والثورة. تريد بلداً مدمراً ومفككاً، وهذا ما يقوم به النظام، وتحوّل بعض شخصيات المعارضة إلى عملاء لها لا يضيرها أبداً.
تراجع مكون الثورة السورية المدني والوطني، وتقدّم المكون السلفي، ووجدت لتخريبها التنظيمات الجهادية، وكان الخيار العسكري والأمني للنظام ضدها سبباً في مآلات الوضع إلى ما وصلت إليه سورية من قواعد عسكرية ممتدة، وحامية للكرد من ناحية وللنظام من ناحية ثانية. إذاً، لا يمكن، مع استمرار الفوضى في الموقف من العالم أن تحقّق الثورة شيئاً؛ تحرز الكثير، حينما توثق صلاتها مع شعوب العالم الحر ونقاباته واتحاد طلبته، والتنظيمات اليسارية والوطنية عالمياً، وحين تتبنّى رؤيةً وبرنامجاً وطنياً، ويستند إلى قيم الثورة الأساسية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ورفض كل رؤيةٍ تقلل من شأن هذه القضايا، ولا سيما الرؤيتين، السلفية والقومية الشوفينية، والانفتاح على إسرائيل أو على العالم، من دون اشتراط القطيعة مع النظام والمساهمة في تحقيق ما ذكرنا من قضايا.
إلى عصام زيتون وكمال اللبواني وآخرين: لن ينسى السوريون أنكم خنتم الثورة الشعبية، وستُعاملون كعملاء للاحتلال الصهيوني لفلسطين، ولمناطق كثيرة من الدول العربية؛ أنتم، كما النظام، تبيعون سورية وتضحيات السوريين.