عام كامل مرّ على حبس الباحث والصحافي الاستقصائي إسماعيل الإسكندراني، منذ أن تم القبض عليه في مطار الغردقة أثناء عودته إلى مصر.
كانت محكمة جنايات شمال القاهرة قد قررت، يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إخلاء سبيل الإسكندراني، إلا أن نيابة أمن الدولة العليا طعنت على هذا القرار وقبلت المحكمة الطعن، وبذلك يستمر الإسكندراني قيد الحبس لمدة 45 يومًا أخرى، ليكمل بذلك عامًا من الحبس الاحتياطي الذي تصفه منظمات حقوقية بأنه "تحول في حد ذاته إلى عقوبة للآلاف حتى لو ثبتت براءتهم في ما بعد".
وطالب عدد من المنظمات الحقوقية المصرية، في بيان مشترك، بـ"الإفراج الفوري عن إسماعيل الإسكندراني، والمئات من المحبوسين احتياطيا بالمخالفة للقانون، وفتح المجال العام لممارسة التعبير عن الرأي".
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد وجّهت ثلاثة اتهامات إلى الإسكندراني، وهي: "الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، والترويج لأغراض الجماعة موضوع الاتهام السابق مع علمه بما تدعو إليه، وإذاعة أخبار وبيانات وشائعات كاذبة عمدًا من شأنها تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة".
ويرى فريق الدفاع عن الإسكندراني أنه لا توجد أي جدوى للحبس الاحتياطي في قضايا النشر، ﻷنه يتصادم ويتعارض مع مبدأ "الأصل في المتهم البراءة". فالحبس الاحتياطي مقرر للحفاظ على أدلة الدعوى، وهو في هذه الحالة، مثل حالات أخرى لمئات المحبوسين احتياطيا، لا تأثير له في الأدلة، كما أن خروجه لا يؤثر في سير التحقيقات.
والمنظمات الموقعة على البيان هي: المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، ومؤسسة قضايا المرأة المصرية، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومركز هشام مبارك للقانون، ونظرة للدراسات النسوية.
والإسكندراني باحث وكاتب ينشر مقالاته ودراساته وتحقيقاته في عدد من المواقع والصحف العالمية والإقليمية، وتخصص بشكل مميز في الشأن السيناوي ووضع سكانه، علاوة على أبحاثه العديدة عن الحركات الإسلامية في المنطقة.
وقد عمل الإسكندراني متطوعًا مع المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. كما أنه صحافي في زمالة برنامج الشرق الأوسط بمركز وودرو ويلسون، وفاز بجائزة هاني درويش للمقال الصحافي الاستثنائي. كما حصل على المركز الأول عالميًّا في مسابقة مقال الشباب العالمية عن الديمقراطية عام 2009 قبل أن يتم اختياره عضوًا تحكيميًّا في المسابقة نفسها.