إشبيلية ملك الميركاتو

يثبت نادي إشبيلية الإسباني، موسماً بعد آخر، حنكته وتعامله المميز مع سوق الانتقالات، حيث ينجح دائماً في خطف أسماء شابة والاستفادة منها بمبالغ مالية متوسطة، لتساعده في تحقيق الألقاب، قبل أن يعيد بيعها بعد ذلك بمبالغ أعلى، دون تفريغ النادي من الأسماء القادرة على إرضاء طموحات الجماهير.

تعاقدات جديدة
وصل في البداية المدرب الأرجنتيني، خورخي سامباولي، بدلاً من أوناي إيمري، الذي رحل إلى نادي باريس سان جيرمان، ليبدأ الفريق مرحلة جديدة وحقبة أخرى مختلفة، فمع وصول مدرب تشيلي السابق، التكتيك سيكون مختلفاً وكذلك طريقة اللعب، حيث قامت الإدارة بالتعاقد مع أربعة لاعبين من القارة الأميركية الجنوبية (3 من الأرجنتين وواحد من البرازيل).

وأثبت إشبيلية مرة أخرى أن بإمكانه جذب اللاعبين المميزين ورفع مستواهم بعد فترة، حيث لا يتعاقد النادي الأندلسي غالباً مع لاعبين يفوق عمرهم الـ27 عاماً، إذ ينتظر انفجارهم في سنٍّ مبكرة.

وتعاقد الفريق مؤخراً مع بن يدير، وهو الذي سبق وأثبت قدراته في الدوري الفرنسي في المواسم الأربعة الأخيرة، مقابل 9 ملايين يورو، فيما سيكون فرانكو فاسكيز أحد أهم الأسماء، التي ينظرها الجميع، وهو القادم من نادي باليرمو مقابل 15 مليون يورو، إضافة إلى خواكين كورّيا من سمبدوريا (13 مليون يورو)، وغانزو بـ9.5 ملايين يورو من نادي ساو باولو البرازيلي، إضافة إلى لسارابيا القادم من نادي خيتافي بمليون يورو، وأسماء أخرى على غرار كرانفيتي، مكيوتاكي من هانوفر مقابل 6.5 ملايين يورو.

مونشي "الدماغ الأندلسي"
كما في كل صيف عندما يحصد إشبيلية سلسلة من النجاحات، يأتي اسمه في أحاديث المشجعين، هو  مونشي، المدير الرياضي في إشبيلية، والذي يعتبر واحداً من الأفضل في مركزه، ولم يخف أبداً أساليبه في التعاقد مع اللاعبين: "نحن 16 شخصاً يعملون في هذا المركز، نتابع اللاعبين، نقوم بتحليل التقارير الواردة ومن ثم نقرر".

ويؤكد مونشي أنه عندما يتم استهداف لاعب، يرسل العديد من الفنيين لرؤيته، عشر مرات على الأقل، ثم يتلقى تقريراً مفصلاً بعد المراقبة، فمثلاً النادي الأندلسي يتابع بن يدير لأكثر من عام، وهو جيد تكتيكياً وبدنياً.

فن البيع
في عالم كرة اليوم، يفشل الكثيرون في تسويق اللاعبين ورفع سعرهم، لكن إشبيلية يتقن هذا الأمر، بل لنقل إنه يعرف جيداً "فن البيع"، أكثر من أي شخص آخر، حيث أبرز مهارة كبيرة في استثمار أمواله في صفقات مميزة، فهذا العام حقق النادي الأندلسي عوائد مالية كبيرة، استثمرها في سوق الانتقالات، حيث باع غرزيغورز كريتشوفياك، الذي وصل في عام 2014 مقابل 5.5 ملايين يورو، لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 33.6 مليون يورو.

ولم يقتصر نجاح النادي الأندلسي على هذا الأمر، بل باع المهاجم، كيفن غاميرو، الذي وصل سنة 2013 إلى الفريق مقابل 7.5 ملايين يورو، ليتحوّل إلى نادي أتلتيكو مدريد مطلع الموسم الحالي مقابل 32 مليون يورو، لكنه خسر فقط في صفقة تشيرو إيموبيلي، الذي رحل إلى نادي باليرمو مقابل 8.5 ملايين، بعدما كان النادي قد اشتراه مقابل 11 مليون يورو.

وفي السنوات الماضية على سبيل المثال الموسم الماضي في صيف 2015، باع النادي، الكولومبي كارلوس باكا، مقابل 30 مليون يورو لنادي ميلان، وهو الذي اشتراه مقابل 7 ملايين يورو، وقد ساهم في فوز الفريق بلقب الدوري الأوروبي، كما يعتبر راكيتيتش صفقة مهمة هو الآخر، فالكرواتي وصل للنادي مقابل 2.5 مليون يورو، قبل أن يعيد بيعه لصالح نادي برشلونة مقابل 20 مليون يورو.