وقفت الفنانة الفلسطينية هند مرشود بين ثلاث لوحات شاركت بها في معرض فني تشكيلي أقيم في غزة، صَوّرت في الأولى الثوب التراثي لمدينة رام الله بالضفة الغربية، وفي الثانية حكاية اللاجئ الفلسطيني، أما الثالثة فتحدثت فيها عن الدوامة التي تعصف بمدينة القدس المُحتلة.
الألوان التي استخدمتها الفنانة مرشود تباينت بين اللوحات، بعد أن استخدمت الألوان الزاهية، وألوان التضاد الداكنة لإيضاح الأفكار التي حملتها اللوحات التي شاركت بها في معرض "إشراقات فنية الأول"، الذي نظمته مؤسسة أصايل الوطن للإنتاج الفني والثقافي في قطاع غزة.
تقول مرشود لـ"العربي الجديد"، إنها تحاول، من خلال لوحاتها، التطرق إلى مختلف القضايا التي تشغل العقل الفلسطيني، وتخص قضيته، مبينة حرصها على المشاركة في مختلف المعارض المحلية، من أجل التعبير عن رأيها في مختلف الأحداث، وتأمل المشاركة في معارض دولية. كما تشير إلى أن أهمية الفن والمعارض الفنية تنبع من كونها الوسيلة الأمثل لجميع الفنانين في إبراز مواهبهم وقدراتهم على عكس الواقع الصعب الذي يعيشونه، مبينة أن الإغلاق والحصار لم ينجحا في خنق أفكار الشباب، بل وَلّدا طاقة إيجابية من أجل مواجهته وتحديه.
وما يميز المعرض أنه لم يختص بزاوية، ولم يطرح قضية معينة على المشاركين، بل ترك لهم الحرية في المشاركة بالمواضيع واللوحات، ما أكسب زواياه غنى في المواضيع التي طرحت، وتوزعت بين القضايا الوطنية، الاجتماعية، السياسية، الطبيعية، وغيرها.
زوايا المعرض ضمت مجموعة لوحات عن قضايا المرأة التي ترتدي الثوب التراثي الفلسطيني، وأوضاع مدينة القدس والاعتداءات التي تتعرض لها، إلى جانب رسم أسوارها وطرقاتها العتيقة، كذلك رسم الخريطة الفلسطينية على شكل كمنجة تعزف الأنغام على أوتار المُدن.
كما ضم المعرض أيضاً مجموعة لوحات فنية طبيعية، عن صور البحر، الأشجار، المنازل الملونة التي تتوسط الطبيعة، السماء، الأنهُر التي تجري بين الصخور، إلى جانب صور منوعة للطيور والحيوانات والخيول، وصور أخرى للأطفال والفتيات الموشحات بالكوفية الفلسطينية.
يقول الفنان محمد نجم لـ"العربي الجديد" إنه شارك بثلاث لوحات، رسم في الأولى خيولا بألوان زيتية، وفي الثانية أم الشهيد تبكي على ابنها، وفي الثالثة بورتريه لرجل كهل يفكر في الأوضاع الجارية، مبيناً أن المعرض شَكّل بالنسبة له نقلة نوعية، بعد أن كان يرسم على الورق.
ويشير زميله الفنان تامر الديب إلى أنه شارك بثلاث لوحات أخريات، رسمها باستخدام الفحم، وهي لنساء يرتدين الكوفية الفلسطينية والثوب الفلاحي، موضحاً أنه يشعر بالتميز عندما يرى لوحاته المرسومة باستخدام مادة الفحم، وأنه يحاول المشاركة في مختلف المعارض من أجل إثبات وجود فنه.
أما الفنانة ناريمان أبو ريالة، فتوضح أنها شاركت في لوحتين، تحدثت الأولى عن الصمت والألم، بينما تحدثت الثانية عن القدس، وتقول إنها تحاول من خلال أعمالها إيصال رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني يتطلع للحرية والسلام، والانعتاق من الظلم والاحتلال الإسرائيلي.
من ناحيته؛ يوضح منسق المعرض، جابر أبو حشيش، لـ"العربي الجديد"، أن المعرض حاول أن يخرج عن إطار المعارض الفنية، من خلال ترك مساحة من الحرية أمام المشاركين للتعبير عن آرائهم في القضايا التي يروها مناسبة، ودمج مختلف الأجيال العمرية في المعرض.
ويلفت إلى أن المعرض ضم أكثر من 45 لوحة، لـ22 فناناً وفنانة، حاولوا جميعاً إظهار فنهم والتعبير عنه بأساليبهم الخاصة، مبيناً أهمية دعم هذه المواهب التي تحاول عكس الواقع الفلسطيني إلى العالم، عبر لغة الفن التي تفهمها كل شعوب الأرض.
اقرأ أيضاً: "الإسعاف".. فيلم يوثق معاناة مسعفي غزة