أيّاماً قليلة بعد تشميع قناة جزائرية خاصّة بقرار إداري، دُعي صحافيّو الأقسام الثقافية إلى يوم دراسي بعنوان "الإعلام الثقافي"، تحدّثت فيه الحكومة عن ضرورة تدريب الصحافيين من أجل "إيصال المعلومة الثقافية". وفي السياق نفسه، كشفت عن نيّتها إصدار عددٍ من الدوريات المتخصّصة، منها مجلّة ستصدر على هامش معرض الجزائر للكتاب، الذي يُنظّم نهاية الشهر الجاري.
على المستوى النظري، سيبدو كلّ ما قيل في "اليوم الدراسي" جميلاً ومنطقياً. لكن على المستوى العملي، فإنه من الواضح أنّنا أمام مشكلة حقيقية، تتمثّل بالأساس في مقاربات سلطة لا تكفّ عن انتقاد غيرها من دون أن ترى عيوبها، والأسوأ أنها كثيراً ما تفقد صوابها إن نبّهها أحدٌ إليها. إننا نتساءل حيال الجهة التي تريد تدريب صحافيين، عمّا قدّمته لـ "الإعلام الثقافي" طوال سنوات.
في تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، أُطلق موقعان إلكترونيان ومجلّة وصحيفة، لكن لا شيء من كل ذلك يستحقّ الاهتمام. بإمكان أيّ منّا الدخول إلى موقع التظاهرة ليكتشف حجم تعاسته، ولنا أن نتوقّع ألا تكون مجلة المعرض أكثر من منشور يُضاف إلى عشرات المناشير المناسباتية التي لا يقرؤها أحد، والجميع يعلم إلى من تُسند وحجم الأموال التي تُستفاد منها. كلّ ذلك في ظلّ غياب تامّ لأيّة مجلّة ثقافية في البلاد.
الأوْلى هنا، هو إصلاح البيت الداخلي قبل التنظير حول الإعلام الثقافي أو غيره.
اقرأ أيضاً: مجاملات أدبيّة