إشكاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم عديدة. فهذه البطولة تمثل الحدث الأكثر جماهيرية على الإطلاق حول العالم، بالرغم من أنّ منتخبات الدول المشتركة في الدورة الواحدة التي تقام كلّ أربع سنوات لا تتعدى نسبتها 15 في المائة من منتخبات الاتحاد الدولي لكرة القدم- فيفا الـ211 (بعض أعضاء فيفا تابع لمقاطعات غير مستقلة كحال غويانا ومارتينيك الفرنسية، وجزر الفارو التابعة للدنمارك وغيرها) إذ إنّها تتساقط في التصفيات التي تمنع فرقاً كبيرة في كثير من الأحيان من الوصول.
المنتخبات المشتركة في كأس العالم تجد مناصرين لها في بقية الدول، حتى أنّ بعض المنتخبات تجد مناصرين لها من شعوب دول تنافس منتخباتها في المونديال نفسه. هو ما يستدعي طرحاً مباشراً لإشكالية الهوية، فما فعلته جماهير مدينة نابولي الإيطالية عام 1990 في نصف نهائي المونديال الذي أقيم على أرض إيطاليا، في المباراة نصف النهائية بين إيطاليا بالذات والأرجنتين يقع في صلب هذه الإشكالية، إذ اصطف جزء من جماهير تلك المدينة الجنوبية مع لاعب فريقها دييغو مارادونا قائد الأرجنتين تجاه منتخب الوطن، لما كان يمثله مارادونا لأهالي نابولي الذين أهدوا الجنوب الإيطالي بطولة دوري كرة القدم للمرة الأولى على الإطلاق عام 1987، ثم كرروا الفوز عام 1990، بفضل مارادونا بالذات، ولم يفعلها نادٍ جنوبي سابقاً أو لاحقاً.
إشكالية أخرى ترتبط بتسييس المونديال، وغني عن الذكر أنّ بطولات عديدة فازت بها منتخبات الدول المضيفة تركت كثيراً من علامات الاستفهام التي وصلت إلى حدّ تدبير المؤامرات. منها بطولة كأس العالم 1966 التي فازت بها إنكلترا بعد "مؤامرة" تحكيمية على منتخبات أميركا الجنوبية لا سيما البرازيل ونجمها بيليه والأوروغواي والأرجنتين، و1978 التي فازت بها الأرجنتين بعد "مؤامرة" اشترك فيها النظام العسكري الحاكم مهدت الطريق أمام منتخب البلاد للوصول إلى النهائي، بالإضافة إلى "المؤامرات" الكثيرة على المنتخب السوفياتي في كلّ مونديال شارك فيه.
اقــرأ أيضاً
إشكالية ثالثة ترتبط بكرة القدم العالمية ككلّ، وكأس العالم خصوصاً، كسوق إعلاني واستهلاكي، ومدى تأثير ذلك على اللعبة وتطورها من بطولة إلى أخرى باتجاه التشييء الرأسمالي، أي تحويل الأشخاص الفاعلين إلى مجرد أشياء بلا أرواح، بحسب منهجية عالم الاجتماع المجري جورج لوكاش. لاعبون أشياء، ومدربون أشياء، وحكام أشياء، ينتجون هذه الرياضة، ويلقون تعاوناً من منظمين أشياء، وصحافيين أشياء، قبل أن تصيب حمّى التشييء الجمهور نفسه فيصبح مبرمجاً على نموذج محدد من اللعب (أو نماذج قليلة محددة) فلا يجد خارجه معنى للعبة؛ نموذج يخدم دورة الاستهلاك العالمي، ويصبّ مباشرة في صالح شركات لا تعتبر كرة القدم رياضة، بل سوقاً كبيراً لجني أكبر قدر من الربح.
المنتخبات المشتركة في كأس العالم تجد مناصرين لها في بقية الدول، حتى أنّ بعض المنتخبات تجد مناصرين لها من شعوب دول تنافس منتخباتها في المونديال نفسه. هو ما يستدعي طرحاً مباشراً لإشكالية الهوية، فما فعلته جماهير مدينة نابولي الإيطالية عام 1990 في نصف نهائي المونديال الذي أقيم على أرض إيطاليا، في المباراة نصف النهائية بين إيطاليا بالذات والأرجنتين يقع في صلب هذه الإشكالية، إذ اصطف جزء من جماهير تلك المدينة الجنوبية مع لاعب فريقها دييغو مارادونا قائد الأرجنتين تجاه منتخب الوطن، لما كان يمثله مارادونا لأهالي نابولي الذين أهدوا الجنوب الإيطالي بطولة دوري كرة القدم للمرة الأولى على الإطلاق عام 1987، ثم كرروا الفوز عام 1990، بفضل مارادونا بالذات، ولم يفعلها نادٍ جنوبي سابقاً أو لاحقاً.
إشكالية أخرى ترتبط بتسييس المونديال، وغني عن الذكر أنّ بطولات عديدة فازت بها منتخبات الدول المضيفة تركت كثيراً من علامات الاستفهام التي وصلت إلى حدّ تدبير المؤامرات. منها بطولة كأس العالم 1966 التي فازت بها إنكلترا بعد "مؤامرة" تحكيمية على منتخبات أميركا الجنوبية لا سيما البرازيل ونجمها بيليه والأوروغواي والأرجنتين، و1978 التي فازت بها الأرجنتين بعد "مؤامرة" اشترك فيها النظام العسكري الحاكم مهدت الطريق أمام منتخب البلاد للوصول إلى النهائي، بالإضافة إلى "المؤامرات" الكثيرة على المنتخب السوفياتي في كلّ مونديال شارك فيه.
إشكالية ثالثة ترتبط بكرة القدم العالمية ككلّ، وكأس العالم خصوصاً، كسوق إعلاني واستهلاكي، ومدى تأثير ذلك على اللعبة وتطورها من بطولة إلى أخرى باتجاه التشييء الرأسمالي، أي تحويل الأشخاص الفاعلين إلى مجرد أشياء بلا أرواح، بحسب منهجية عالم الاجتماع المجري جورج لوكاش. لاعبون أشياء، ومدربون أشياء، وحكام أشياء، ينتجون هذه الرياضة، ويلقون تعاوناً من منظمين أشياء، وصحافيين أشياء، قبل أن تصيب حمّى التشييء الجمهور نفسه فيصبح مبرمجاً على نموذج محدد من اللعب (أو نماذج قليلة محددة) فلا يجد خارجه معنى للعبة؛ نموذج يخدم دورة الاستهلاك العالمي، ويصبّ مباشرة في صالح شركات لا تعتبر كرة القدم رياضة، بل سوقاً كبيراً لجني أكبر قدر من الربح.