هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفلسفة والأنثربولوجيا والمناخ وتاريخ الأدب.
■ ■ ■
صدر مؤخراً عن منشورات "الجمل" كتاب "عن السياسة وعداً" للمفكّرة الألمانية حنة آرنت (1906-1975) بترجمة أنجزها الباحث التونسي معز المديوني. تدرس المؤلفة في هذا الكتاب وضعية اختصار المجالات المتعدّدة للسياسة في السياسة الخارجية لا غير، أي تحوّل مجابهة الخطر الخارجي إلى أولوية على حساب بقية مسؤوليات السياسة تجاه الشعوب، وهو ما تعبّر عنه بأنه قلبٌ للعبارة الشهيرة لـ كلاوسفيتس: "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل مختلفة" إلى "السياسة هي استمرار للحرب بوسائل مختلفة"، ما ينتج وضعية سِلم كل شيء فيها معدّ لكي يجعل حرباً قادمة ممكنة الحدوث.
صدر الجزء الأول من الأعمال الفلسفية لموفق الدين عبد اللطيف البغدادي (1161 -1231)، عن "منشورات ضفاف" في بيروت، بتحقيق وفهرسة نظيرة فدواش، ويونس أجعون، وفؤاد بن أحمد. يضمّ الكتاب نصوص العالِم الذي جمع معارف عديدة في الكيمياء والطب والتاريخ وعلم النفس والجغرافيا. يشتمل الكتاب على آراء البغدادي ومواقفه بوصفه فيلسوفاً خارج التيار المهيمن في عصره ممثلاً بابن سينا و"السينوية"، ويلقي الضوء على الإشكال الذي شهده العالم الإسلامي عقب تنظيرات أبي حامد الغزالي وانتقاداته للتفلسف والمتفلسفين، كما يرصد التطوّر الذي شهده عصره في العلوم والصنائع.
يطرح كتاب "الإدارة والقضاء في المحاكم الإسلامية الأولى" الصادر عن "سلسلة هارفرد للقانون الإسلامي" تساؤلات أساسية حول ارتباط الناس والمحاكم في العمل على تأسيس المجتمع ما بين 632–1250م، وكيف نظر القضاة إلى العدالة ودورهم في تحقيقها، ومتى وكيف اهتموا بتشريع السياسات والإجراءات القانونية، من خلال عشر مقالات وضعها أساتذة في الشريعة والفقه، حيث يضيء كلّ مؤلف على السجلات التاريخية وأدبيات القانون وتفسير الأحكام في سياق دراسة التاريخ الاجتماعي لتلك الحقبة. قام بتحرير الكتاب انتصار أ. راب وأبيغيل كريزنر بلبيل.
"أزمنة مثيرة: وقائع من سجلات القنصلية البريطانية في بيت المقدس (1956-1853)" عنوان الكتاب الذي ألّفه القنصل البريطاني في القدس جيمس فِن في الفترة (1845-1863)، وصدر مؤخراً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" بترجمة جمال أبوغيدا. مذكّرات فِن تعود إلى حقبة شهدت تنافس الدول الأوروبية الكبرى للهيمنة على المدينة، في وقت كانت الدولة العثمانية تخوض حرب القرم ضد الإمبراطورية الروسية، راصداً النسيج السكاني للقدس وأحوالها الاقتصادية والسياسية، والنشاط الاستيطاني اليهودي في فلسطين، وكيف مهدّت بريطانيا لاستعمار المنطقة.
عن "منشورات جامعة مانشستر" البريطانية، صدر كتاب "باومان وعلم الاجتماع المعاصر: تحليل نقدي" للباحث السوسيولوجي الإنكليزي الهندي علي راتنزي الذي يقارب أهمّ كتابات الفيلسوف البولندي زيغمونت باومان في مسائل ما بعد الحداثة، والنزعة الاستهلاكية، والعولمة، وتحوّلات الإنسان المعاصر في نهايات القرن العشرين، في ضوء افتراقها عن المقولات المؤسّسة للمركزية الأوروبية، التي يرى أنها كانت التحدي الأساسي في تحليله للمجتمعات الغربية وإصراره على أن تتبنّى السوسيولوجيا موقفاً أخلاقياً لصالح فقراء العالم والمضطهدين باعتباره القيمة الأعلى لإرثهم المعرفي.
صدر مؤخراً عن منشورات "أوترومون"، كتاب "أطلس المناخ" لكل من الجغرافييْن
الفرنسييْن فرانسوا ماري بريون وجيل لينو. يعتمد الكتاب بالأساس على تقنية الإنفوغرافيك لعرض قضايا وإشكاليات العلوم المناخية، وتقاطعاتها مع السياسة والجغرافيا والأدب والسينما. يعتبر المؤلفان أن المناخ قد تحوّل في ظرف عقود قليلة إلى قضية مركّبة، فلم يعد هذا العلم من شأن الجغرافيين وحدهم، وبات فهم قضايا المناخ مرتبطاً بالصورة التي يقدّمها الإعلام والسينما والأدب أكثر مما تقدّمه الخرائط والبحوث، إضافة إلى الدور الذي بات يلعبه الإيكولوجيون في صناعة فهم قضايا المناخ.
بترجمة الباحث المغربي عبد المجيد نوسي، صدر مؤخراً عن "المركز الثقافي العربي" كتاب "سيميائيات السرد" للمنظّر الأدبي الفرنسي-الليتواني ألجيرداس جوليان غريماس (1917-1992). العمل يعدّ نقطة التقاء أهم تيارين في دراسة الأدب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ السيميائية التي تفرّعت عن لسانيات فرديناند دي سوسير، وعلم السرد Narratology، حيث تتحوّل العناصر السردية مثل الشخصيات وبناء الزمن والحبكة إلى عناصر منتجة في حدّ ذاتها للمعنى أي أنها ذات حمولة سيميولوجية تتضاعف بتفاعل هذه العناصر داخل العمل السردي. صدر الكتاب أوّل مرة في 1966.
"غرفة فوق التل" عنوان المجموعة القصصية التي ترجمها عن الصينية محسن فرجاني للكاتبة تسان شيوي (1957)، وصدرت مؤخراً ضمن سلسلة "آفاق عالمية" لـ"الهيئة العامة لقصور الثقافة". اسم المؤلفة هو اسم مستعار اختارته في بداية مسيرتها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث إنها تنتمي إلى أسرة معارضة، وقد جرى الاعتقاد أنه اسم كاتب، قبل أن تظهر المؤلفة الأصلية في الصورة، وهي مرحلة أساسية في مسيرتها، ذلك أن جزءاً من نقاد الأدب في الصين ظلوا مصرّين على الفصل بينها وبين كتاباتها، قبل أن يجري الاعتراف بأصالة أسلوبها الذي يعتمد على الغموض.