في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والسينما والفكر والسياسة والدراسات الثقافية والسيرة الذاتية.
■ ■ ■
في طبعة جديدة، صدرت حديثاً رواية الكاتب الإيطالي أليساندرو باريكو "بلا دماء" عن "منشورات الجمل"، وقد نقلتها إلى العربية المترجمة أماني فوزي الحبشي. عملٌ سردي عن وحشية الحرب وذاكرتها ومحاولات التعافي أو الانتقام ما بعدها، في أجواء تتنقل بين الأساطير والسوريالية وبين الكوميديا السوداء والسخرية، إذ تبدأ القصة بعد نهاية حرب ليست محددة في بلاد ليست معروفة، فيصل أربعة رجال إلى مزرعة نائية للانتقام من طبيب سابق متهم بتعذيب ضحايا العدو. يُقتل الطبيب والابن وتنجو الابنة لتقضي حياتها تعيش على فكرة انتقام أخرى.
صدرت، حديثاً، ترجمة "اعترافات هتشكوك" للكاتب فرانسوا تروفو ضمن سلسلة "آفاق عالمية" عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، وقد نقله إلى العربية محمود علي. في الكتاب، يعرض الناقد السينمائي تروفو خمسين ساعة من المقابلات مع هتشكوك حول مجمل مهنته في الإخراج، انطلاقاً من أفلامه الصامتة في بريطانيا إلى أفلامه الملونة في هوليوود. والنتيجة هي صورة لأحد أكثر المخرجين تأثيراً في تاريخ السينما العالمية. يناقش هتشكوك الإلهام وراء أفلامه وفن خلق الخوف والتشويق، بالإضافة إلى تقديم تقييمات لإنجازاته وإخفاقاته وشكوكه.
صدر حديثاً عن "دار الساقي" كتاب "قراءات في القرآن" للمفكر الجزائري محمد أركون بترجمة هاشم صالح. صدر العمل أول مرة عام 1928، وهو أساسيّ في تاريخ مسار أركون الفكري، إذ يَعتبِره بمنزلة البذرة الأولى التي انبثقت عنها مؤلّفاته اللاحقة، وقد كرّس سنواته الأخيرة في تنقيحه وإغنائه. يوظف في العمل كل إمكانات علوم الألسنيات الحديثة والسيميائيات وتاريخ العقليات والاجتماع، بغية تفكيك الخطاب التقليدي الموروث عن القرآن. كما يتطرّق إلى مكانة الكتاب المقدس، الشريعة والمرأة في المجتمع الإسلامي، والجهاد، والإسلام السياسي.
صدر حديثاً كتاب "ديكتاتور الهويات" للباحث الفرنسي لوران دبروي، عن دار "غاليمار". تتطرق الدراسة إلى سياسات الهوية في العالم اليوم، ويرى المؤلف أنه وفقاً للهوية الجديدة التي تنتشر في كل ثانية من خلال التواصل الهش المتمثل في "الشبكات الاجتماعية"، فإننا نتصرّف ونعيش ونفكر كفئات. ويذهب الكاتب إلى أن سياسة الهوية تعزز ظهور الاستبداد الديمقراطي، إذ لم تعد السلطة الاستبدادية في أيدي طاغية واحد، الحزب أو الدولة، ولكن في متناول الكائنات المصنعة والمترابطة التي تمر عبرها شتى أنواع الرغبات الشمولية.
صدر حديثاً، عن "منتدى العلاقات العربية والدولية"، كتاب: "ثنائية الخراب والخلاص في الرواية العبرية الحديثة" لأميرة عبد الحفيظ عمارة. يتناول الكتاب أربعة أعمال روائية إسرائيلية هي "الحلم الرابع" لـ دافيد ملاميد، و"دلالة الحائرين" لـ جلعاد عتسمون، و"يوم القيامة" لـ عميحاي شابيرا، و"2023" لـ يجئال سرنا، تضع الأعمال تصوراً لإسرائيل منهارة خربة، حيث تسقط الدولة ويتشرد مواطنوها، لاجئين في أنحاء العالم عائدين إلى بلدانهم الأصلية. ولهذا الانهيار أسباب مرتبطة بواقع دولة الاحتلال وبأزمة الهوية القائمة.
عن "مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي" التابع لـ"مكتبة الإسكندرية"، صدر الجزء الثالث من "موسوعة تاريخ السينما في مصر منذ بداية 1941 وحتى آخر 1945" للمؤرخ أحمد الحضري (1926 – 2017)، والذي اعتمد في توثيقه لهذه الفترة مصادر متعدّدة من الإعلانات والكتب والجرائد والمجلات والوثائق الخاصة بمائة واثني عشر فيلماً روائياً إلى جانب الأفلام التسجيلية والقصيرة. ويحتوي كل فصل في الموسوعة على البيانات والمعلومات الخاصة لكل سنة، وفي آخر الكتاب عدة قوائم تندرج فيها الأفلام بحسب تاريخ العرض والترتيب الهجائي وأسماء المخرجين.
"مصطفى الفيلالي 1921 – 2019" كتاب صدر حديثاً عن "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" (بيت الحكمة)، وفيه تتناول مجموعة مؤلفين سيرة حياة السياسي والنقابي والكاتب التونسي الذي كان أول من شغل وزارة الزراعة في بلاده بعد الاستقلال، كما انتُخب عضواً في مجلس الأمة لدورتين، وساهم في تأسيس "الاتحاد العام التونسي للشغل" ووضع مع رفاق آخرين برنامجه الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب تأليفه عدّة كتب ودراسات منها: "الإسلام والنظام الاقتصادي الدولي الجديد"، و"المغرب العربي الكبير: نداء المستقبل"، و"مجتمع العمل".
أصدرت "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم" كتاب "ما هي نظرية النسبية" للباحثَين الروسييْن ليف لاندوا ويوري رومر باللغتين العربية والإنكليزية. يتوّجه العمل إلى القارئ غير المتخصّص، في محاولة لعرض مبادئ نظرية النسبية الخاصة التي وضعها ألبرت أينشتاين في أسلوب فلسفي مبسّط، والتي يتمّ تفسيرها من خلال تمارين ذهنية في مجاراة قفزات الخيال التي قطعها علماء القرن العشرين في سبيل الإجابة عن أسئلتهم حول طبيعة الكون والعالم، وكيف أن المفاهيم التي تُعتَبر راسخة كالزمن والفراغ والكتلة، هي في الواقع متغيرة الخواص.
صدر حديثاً، عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب "الموارد الطبيعية والنزاعات المسلحة في أفريقيا جنوب الصحراء - مراجعة نقدية" للباحثة الجزائرية فوزية زراولية. يطرح العمل سؤالاً محورياً هو: كيف يمكن تفسير العلاقة السببية بين المورد الطبيعي والنزاعات المسلّحة في أفريقيا جنوب الصحراء وشرحها؟ للإجابة عن هذا السؤال، تسلّط الباحثة الضوء على سلوكٍ واستجابات مختلف الفواعل النزاعية المستفيدة من الموارد الطبيعية، كما تتناول الامتدادات البحثية لمنظور الطمع، والمتمثلة في تحليلات الجغرافيا السياسية.
"العلم والخير: البحث المأساوي عن أسس الأخلاق" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "منشورات جامعة ييل" للباحثيْن الأميركييْن جيمس ديفسون هنتر وبول نيدليسكي. يتساءل العمل: لماذا يُحكم على الجهود الرامية إلى إنشاء أساس علمي للأخلاق بالفشل؟ محاولاً الإجابة عبر استعراض تجارب علماء من حقول مختلفة مثل البيولوجي إدوارد أوسبورن ويلسون، والفيلسوفة باتريسيا تشيرتشلان، وعالم النفس جوشوا غرين، ليصل المؤلفان إلى خلاصة تفيد بأنه لا يمكن للعلم أن يخبرنا كيف يجب أن نعيش ولماذا يجب أن نكون صالحين، ولهذه الخلاصة أسباب فلسفية وعلمية.