دخل الإضراب العام في السودان، اليوم الأربعاء، يومه الثاني على وقع إغلاق كامل لمنافذ وإدارات البنك المركزي وفروعه، احتجاجاً على اقتحام عسكري للبنك، أمس الثلاثاء، وضرب موظفين فيه.
واجتمع المئات من الموظفين في مقر رئاسة البنك بالمقرن، اليوم، في أجواء غاضبة، حاول محافظ البنك تخفيفها بعدما نقل لهم اعتذاراً من المجلس العسكري عما حدث بالأمس وتعهد بتنفيذ كل المطالب التي ينادي بها الموظفون بما في ذلك استقلالية البنك.
وبعد الاجتماع، خرج مئات العاملين ببنك السودان لشارع الغابة القريب من مقر الرئاسة ونظموا وقفة احتجاجية شاركهم فيها موظفون من بنوك أخرى، ومن شركة "زين" للاتصالات، وعاملون بوزارة الزراعة، وردد المحتجون هتافات تندد برئيس المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، وطالبوهما بتسليم السلطة لحكومة مدنية.
يقول عبد الله عبد الرحمن، الموظف بالبنك المركزي، إن الوقفة جاءت نتيجة دخول بعض أفراد القوات النظامية لصرف مرتباتهم بقوة السلاح، مشيراً إلى أن لجنة تسيير نقابة العاملين رأت تنظيم الوقفة لرد الاعتبار لكينونة البنك المركزي، مؤكدا أن كل أفرع البنك مغلقة وليس هناك أي عمل.
من جهته، يقول الموظف هاشم محمد إن موظفي بنك السودان أعلنوها صراحة "لا للحكم العسكري، نعم للحكم المدني"، مشيرا إلى أن ممارسة العسكريين اتضحت، أمس، حينما قرروا استخدام السلاح في اقتحام بنك السودان، مشدداً على إعداد دستور يحكم بالعدل بين الناس مع استقلالية تامة للبنك المركزي دون تدخل من أي جهة.
كما نفذ العاملون بهيئة مياه ولاية الخرطوم إضراباً عن العمل وخرجوا إلى الشارع في وقفة احتجاجية. وتقول الموظفة منى عبد المنعم سليمان إنهم خرجوا إلى الشارع للضغط لقيام دولة مدنية تقود حربها على الفساد الذي لم تسلم منه أي هيئة من الهيئات الحكومية، مؤكدة أنهم لن يتراجعوا ولن يرضوا باستمرار المجلس العسكري.
وحول نيتهم الدخول في إضراب يشمل وقف خدمات المياه، نفت وجود اتجاه في هذا الصدد، لكنها أشارت إلى أن تعنت المجلس العسكري وتراخيه في تسليم السلطة سيدفعهم للتعامل مع كل الخيارات والذهاب في خطوات تصعيدية أكبر.
ونفذ العاملون بالصندوق القومي للإمدادات الطبية وقفة احتجاجية مماثلة تجمعوا خلالها في فناء مقرهم بالخرطوم جنوبا، ورددوا هتافات ثورية تدعو المجلس العسكري الانتقالي إلى تسليم السلطة لحكومة مدنية.
إلى ذلك، انتشرت عشرات السيارات العسكرية، اليوم، وسط الخرطوم وفي مناطق أخرى من ولاية الخرطوم، وتجمعت العشرات من السيارات التابعة لقوات الدعم السريع والشرطة والأمن في منطقة أبوجنزير لأول مرة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 إبريل/ نيسان الماضي، ولم يتم التأكد من غرض إعادة الانتشار.