وانتشرت الشرطة المسلحة والجنود في الشطر الهندي بإقليم كشمير، اليوم الإثنين، وقامت بتسيير دوريات في الشوارع، تحسباً لاحتجاجات مناهضة للهند.
وفرضت السلطات حظر تجول في الأجزاء القديمة من مدنية سريناغار الرئيسية في كشمير، وهي المركز الحضري للاحتجاجات والاشتباكات ضد الحكم الهندي.
في المقابل، أغلقت متاجر وشركات في مناطق أخرى، حيث لم تكن هناك أي قيود أمنية، تلبية لدعوة زعماء انفصاليين يتحدون سيادة الهند على كشمير، إلى الإضراب اليوم الإثنين، رداً على عمليات القتل.
واندلعت احتجاجات دامية مناهضة للحكم الهندي في عدة أجزاء من كشمير، أمس الأحد، وسط قتال عنيف بين المتمردين والقوات الحكومية، أسفر عن مقتل 20 شخصاً.
وبحسب بيان صادر عن مديرية أمن الهند، فإنّ قوات الأمن الهندية داهمت قريتين في شوبيان وأنانتناغ، مساء أمس، بعد تلقيها أنباء عن اختباء مسلحين داخلهما.
وأشار البيان، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول"، إلى أنّ الاشتباكات أسفرت عن مقتل 20 شخصاً على الأقل، بينهم 4 مدنيين و3 جنود هنود، وجرح نحو 70 آخرين.
وأغلقت السلطات، اليوم الإثنين، مدارس وكليات، وألغت اختبارات جامعية، في محاولة لوقف الاحتجاجات الطلابية، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشييتد برس".
كما أوقفت خدمات القطارات، وقلّصت خدمات الإنترنت عبر الهواتف النقالة، في أكثر المدن اضطراباً، وخفضت سرعة الاتصال في أجزاء أخرى من وادي كشمير، وهي ممارسة حكومية شائعة تهدف لاحتواء التوتر ومنع تنظيم مظاهرات مناهضة للهند.
ووضعت القوات أيضاً، حواجز حديدية وأسلاكاً شائكة على الطرق والتقاطعات، لقطع الأحياء التي يتوقع أن تشهد احتجاجات واسعة النطاق.
وخلال السنوات الماضية، أظهر سكان كشمير، ومعظمهم من الشباب، تضامناً كبيراً مع المتمردين المناهضين للهند، وسعوا إلى حمايتهم عن طريق الدخول في اشتباكات مع الجنود، خلال العمليات العسكرية ضد المسلحين.
واستمرت الاحتجاجات والمواجهات المناهضة للهند، رغم تحذير قائد الجيش الهندي، أخيراً، بأنّه سيتخذ إجراءات صارمة ضد المحتجين الذين يرشقون قوات الأمن بالحجارة، أثناء ملاحقتهم.
ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما إقليم كشمير، ذا الغالبية المسلمة.
وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.
ومنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب جهات حقوقية، مع استمرار أعمال تمرد مسلحة من قبل جماعات إسلامية ووطنية.
(العربي الجديد)