تعرض فريق حملة مكافحة شلل الأطفال إلى هجوم مسلح في مدينة "تشمن" بإقليم بلوشستان جنوبي باكستان أمس الخميس، ما أدى إلى مقتل ناشطة وإصابة ناشط، في حين لاذ المهاجمون بالفرار.
ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من نقل مئات التلاميذ إلى المستشفيات في إقليم خيبر بختونخوا شمال غرب البلاد، بعد انتشار شائعة مفادها أن ثلاثة أطفال لقوا حتفهم وأصيب آخرون بالغثيان والقيء بسبب لقاحات شلل الأطفال.
وأثارت الشائعة غضباً في المنطقة، ونظم السكان احتجاجات، ثم داهموا مركزاً صحياً وأضرموا فيه النيران، كما وجهت وسائل إعلام ورواد وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة للسلطات الباكستانية وللقائمين على حملة التطعيم، قبل أن تعلن السلطات اعتقال عشرة أشخاص اتهمتهم بنشر الشائعة التي تسببت في حرق المركز الصحي الذي كان يدير حملة التلقيح.
وأكدت شرطة مدينة بيشاور، مركز الإقليم، أنها اعتقلت المتهمين لتآمرهم ضد حملة مكافحة شلل الأطفال، وذلك بعد أن أبلغت إدارة الصحة المحلية أن جميع التلاميذ الذين تم نقلهم إلى المستشفيات كانوا أصحاء، وأن ذويهم جاؤوا بهم إلى المستشفيات بعد الشائعات.
وأضافت الشرطة في بيان، أن المتهمين بعد نشر الشائعة، قاموا بمداهمة المركز الصحي الوحيد في منطقة ماشوخيل بمديرية بده بيره في إقليم خيبر بختونخوا، ونهبوا محتوياته قبل أن يضرموا فيه النيران.
وأفاد بيان الشرطة أن التحقيقات مستمرة مع المتهمين لمعرفة إن كان الهدف فقط نهب أموال المركز، أم هو التآمر ضد حملة مكافحة شلل الأطفال، والتي ينظر إليها سكان المناطق البشتونية بكثير من الريبة.
وقال المستشفى المركزي في بيشاور، في بيان، إنه استقبل 700 تلميذ، وأنهم جميعاً كانوا أصحاء، وتم صرفهم إلى منازلهم، فيما قال المتخصص بطب الأطفال في المستشفى، زلمي بونيري، لـ"العربي الجديد": "جميعاً كنا في حيرة لما رأينا الأطفال، ولما لم نجد لديهم أي مشكلة صحية فهمنا أن السبب كان الشائعات. الآباء الذين أخذ أبناؤهم التلقيح هرعوا بأولادهم إلى المستشفيات خشية عليهم، ويبدو أن هذا كان هدف الخلية الإجرامية التي تم اعتقالها".
وقال نائب عمدة إسلام أباد، عطاء بابر، إن "الأزمة كانت مؤامرة ضد حملة مكافحة شلل الأطفال، والخلية تحت التحقيق، وستظهر مزيد من التفاصيل خلال الأيام القادمة. الهدف كان الإساءة إلى سمعة باكستان وإلحاق الضرر بالحملة".