بدأ النظام المصري سعيه نحو إيجاد وسيلة يستطيع من خلالها تجميل المشهد الانتخابي المقبل، حيث من المنتظر أن تُجرى انتخابات رئاسية العام المقبل.
ومع غياب مرشحين حقيقيين حتى هذه اللحظة، وعدم وجود أي مؤشرات على استعداد "المعارضة" للدفع بأي منافس للرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي؛ يحاول النظام المصري خلق أي مساحة يُظهر من خلالها أن هناك مناخاً سياسياً ومعارضة، حتى لا يظهر السيسي وكأنه ينافس نفسه، لا سيما مع الحديث المتكرر في الغرب عن انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان تحدث في مصر، مع قمْعٍ لأي صوت معارض. وفي هذه الأجواء تسعى أجهزة السيسي إلى تصدير صورة إلى الغرب مختلفة عن ذلك.
"العربي الجديد" علم من مصادر خاصة، أن هناك عدة اجتماعات عُقدت في مكتب اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، من أجل وضع تصور للخريطة الإعلامية التي ستواكب فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة وأثنائها، حضرها كل من خالد صلاح رئيس تحرير موقع وصحيفة "اليوم السابع"، وعلاء الكحكي رئيس قنوات "النهار"، وأحمد أبو هشيمة رئيس قنوات "أون"، بالإضافة إلى اجتماعات أخرى تمت في مقر المخابرات العامة مع رؤساء تحرير ومديري محطات فضائية تابعة للنظام.
وقالت المصادر إن تلك الاجتماعات أسفرت عن الاستعانة ببعض الوجوه التي لها بعض القبول لدى الشارع والتي حُرمت من الظهور الإعلامي منذ فترة، مثل الإعلاميين إبراهيم عيسى ومحمود سعد، من خلال شبكتي "النهار"و"on tv" التابعتين للمخابرات، حيث سيعود محمود سعد إلى "النهار"، ويعود إبراهيم عيسى إلى "on tv" التي تركها قبل أن ينتقل إلى قناة "القاهرة والناس". وأيضاً ستعود المذيعة لبنى عسل إلى المحطة التي تركتها منذ فترة.
وحسب الخطة المتفق عليها فإنه سيتم الاعتماد على وجوه ذات شعبية وتمتلك بعض المصداقية مثل محمود سعد، المعروف بقدرته على الوصول إلى شرائح وطبقات بسيطة من الشعب، وحسب وسائل إعلام محسوبة على النظام سيعود سعد إلى برنامج "آخر النهار" ليقدم موضوعات "إنسانية واجتماعية شيّقة" من خلال برنامج بعنوان "باب الخلق" وهو الاسم الذي اختاره سعد والقائمون على الشبكة لمناقشة قضايا اجتماعية، وأيضاً تقديم وجوه وقصص إنسانية للنجاحات التي يحققها البسطاء.
وقال "اليوم السابع" إن برنامج سعد سيكون "إضافة إلى الجرعة السياسية التي يقدمها الإعلامي خالد صلاح، وهو ما يعطي شكلاً تكاملياً لما تعرضه وتناقشه الشبكة، ليكون ذلك خير رد على الشائعات، كما سيعطي رسالة واضحة وأكيدة بأن محمود سعد هو أحد ركائز الإعلام المصري، الذى لا نستطيع الاستغناء عنه، والذي يعود إلى جمهوره من خلال بساطته وكاريزميته المعهودة وقدرته على الوصول إلى أبسط الطبقات بعيداً عن أي فذلكة أو تعقيدات".
وأضاف "اليوم السابع" أنه على الجانب الآخر تواصل شبكة on هي الأخرى، الاستعانة بالخبرات والوجوه الإعلامية الكبيرة، بداية من وجود عمرو أديب صاحب برنامج "كل يوم"، بالإضافة إلى عودة إبراهيم عيسى، إلى الشبكة، ليناقش كافة القضايا.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر مقربة من عيسى أن برنامجه المقرر عرضه على قناة "أون" سيكون اجتماعيًا ترفيهيًا فنيًا، وسيبتعد تمامًا عن القضايا السياسية.
وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في مصر يسعى مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي لحشد الدعم للجنرال السابق من أجل خوض الانتخابات في ظل أزمات اقتصادية طاحنة ومشكلات أمنية رهيبة وحملة ضد المعارضين نالت من شعبيته.
ويراهن المؤيدون على فوز السيسي مثلما فاز قبل أربعة أعوام، بعد أن قاد الجيش لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، متعهداً بتحقيق الاستقرار في البلاد.
ولم يعلن السيسي حتى الآن قراره بشأن الترشح على الرغم من عدم وجود أي معارضة تذكر.
وأطلق، رجال أعمال وأساتذة جامعيون ونواب مستقلون مؤيدون للسيسي، حملة "علشان تبنيها" لجمع توقيعات لتأييد ترشُّح الرئيس لولاية ثانية تهدف إلى إظهار أنه لا يزال يتمتع بشرعية التفويض الشعبي.
ويقول بعض المعارضين للسيسي إن حجم الحملة يُظهر افتقار المصريين لمرشحين منافسين من المعارضة يمكن الاختيار من بينهم في الانتخابات التي يتعين أن تُجرى قبل نهاية ولايته بشهرين والتي ستنتهي في يونيو/ حزيران القادم.
وفي الأسبوع الماضي قال محمد أنور عصمت السادات، وهو ابن شقيق الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي كان من قبل داعماً للسيسي لكنه يفكر الآن في الترشح ضده "كل هذا سوف يؤثر سلباً على المناخ السياسي في مصر، وسوف يزيد حالة العزوف والإحجام عن الترشح لمنافسة الرئيس السيسي في الانتخابات أكثر مما نحن عليه الآن. وسوف يؤدي أيضاً إلى عزوف الناخبين عن النزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة".
ولم يعلن حتى الآن إلا شخصان، وهما السادات والمحامي خالد علي الذي عارض أمام المحاكم قرار نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، عزمهما الترشح للرئاسة أمام السيسي على الرغم من أنهما يرجحان أيضاً فوزه.
وفي الانتخابات الماضية فاز السيسي بالرئاسة بنحو 97 بالمائة من الأصوات فيما كانت نسبة الإقبال على التصويت متدنية جدًا بحسب تقديرات مراقبين، ما دفع النظام وقتها إلى مدّ الاقتراع ليوم إضافي.
اقــرأ أيضاً
ومع غياب مرشحين حقيقيين حتى هذه اللحظة، وعدم وجود أي مؤشرات على استعداد "المعارضة" للدفع بأي منافس للرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي؛ يحاول النظام المصري خلق أي مساحة يُظهر من خلالها أن هناك مناخاً سياسياً ومعارضة، حتى لا يظهر السيسي وكأنه ينافس نفسه، لا سيما مع الحديث المتكرر في الغرب عن انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان تحدث في مصر، مع قمْعٍ لأي صوت معارض. وفي هذه الأجواء تسعى أجهزة السيسي إلى تصدير صورة إلى الغرب مختلفة عن ذلك.
"العربي الجديد" علم من مصادر خاصة، أن هناك عدة اجتماعات عُقدت في مكتب اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، من أجل وضع تصور للخريطة الإعلامية التي ستواكب فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة وأثنائها، حضرها كل من خالد صلاح رئيس تحرير موقع وصحيفة "اليوم السابع"، وعلاء الكحكي رئيس قنوات "النهار"، وأحمد أبو هشيمة رئيس قنوات "أون"، بالإضافة إلى اجتماعات أخرى تمت في مقر المخابرات العامة مع رؤساء تحرير ومديري محطات فضائية تابعة للنظام.
وقالت المصادر إن تلك الاجتماعات أسفرت عن الاستعانة ببعض الوجوه التي لها بعض القبول لدى الشارع والتي حُرمت من الظهور الإعلامي منذ فترة، مثل الإعلاميين إبراهيم عيسى ومحمود سعد، من خلال شبكتي "النهار"و"on tv" التابعتين للمخابرات، حيث سيعود محمود سعد إلى "النهار"، ويعود إبراهيم عيسى إلى "on tv" التي تركها قبل أن ينتقل إلى قناة "القاهرة والناس". وأيضاً ستعود المذيعة لبنى عسل إلى المحطة التي تركتها منذ فترة.
وحسب الخطة المتفق عليها فإنه سيتم الاعتماد على وجوه ذات شعبية وتمتلك بعض المصداقية مثل محمود سعد، المعروف بقدرته على الوصول إلى شرائح وطبقات بسيطة من الشعب، وحسب وسائل إعلام محسوبة على النظام سيعود سعد إلى برنامج "آخر النهار" ليقدم موضوعات "إنسانية واجتماعية شيّقة" من خلال برنامج بعنوان "باب الخلق" وهو الاسم الذي اختاره سعد والقائمون على الشبكة لمناقشة قضايا اجتماعية، وأيضاً تقديم وجوه وقصص إنسانية للنجاحات التي يحققها البسطاء.
وقال "اليوم السابع" إن برنامج سعد سيكون "إضافة إلى الجرعة السياسية التي يقدمها الإعلامي خالد صلاح، وهو ما يعطي شكلاً تكاملياً لما تعرضه وتناقشه الشبكة، ليكون ذلك خير رد على الشائعات، كما سيعطي رسالة واضحة وأكيدة بأن محمود سعد هو أحد ركائز الإعلام المصري، الذى لا نستطيع الاستغناء عنه، والذي يعود إلى جمهوره من خلال بساطته وكاريزميته المعهودة وقدرته على الوصول إلى أبسط الطبقات بعيداً عن أي فذلكة أو تعقيدات".
وأضاف "اليوم السابع" أنه على الجانب الآخر تواصل شبكة on هي الأخرى، الاستعانة بالخبرات والوجوه الإعلامية الكبيرة، بداية من وجود عمرو أديب صاحب برنامج "كل يوم"، بالإضافة إلى عودة إبراهيم عيسى، إلى الشبكة، ليناقش كافة القضايا.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر مقربة من عيسى أن برنامجه المقرر عرضه على قناة "أون" سيكون اجتماعيًا ترفيهيًا فنيًا، وسيبتعد تمامًا عن القضايا السياسية.
وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في مصر يسعى مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي لحشد الدعم للجنرال السابق من أجل خوض الانتخابات في ظل أزمات اقتصادية طاحنة ومشكلات أمنية رهيبة وحملة ضد المعارضين نالت من شعبيته.
ويراهن المؤيدون على فوز السيسي مثلما فاز قبل أربعة أعوام، بعد أن قاد الجيش لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، متعهداً بتحقيق الاستقرار في البلاد.
ولم يعلن السيسي حتى الآن قراره بشأن الترشح على الرغم من عدم وجود أي معارضة تذكر.
وأطلق، رجال أعمال وأساتذة جامعيون ونواب مستقلون مؤيدون للسيسي، حملة "علشان تبنيها" لجمع توقيعات لتأييد ترشُّح الرئيس لولاية ثانية تهدف إلى إظهار أنه لا يزال يتمتع بشرعية التفويض الشعبي.
ويقول بعض المعارضين للسيسي إن حجم الحملة يُظهر افتقار المصريين لمرشحين منافسين من المعارضة يمكن الاختيار من بينهم في الانتخابات التي يتعين أن تُجرى قبل نهاية ولايته بشهرين والتي ستنتهي في يونيو/ حزيران القادم.
وفي الأسبوع الماضي قال محمد أنور عصمت السادات، وهو ابن شقيق الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي كان من قبل داعماً للسيسي لكنه يفكر الآن في الترشح ضده "كل هذا سوف يؤثر سلباً على المناخ السياسي في مصر، وسوف يزيد حالة العزوف والإحجام عن الترشح لمنافسة الرئيس السيسي في الانتخابات أكثر مما نحن عليه الآن. وسوف يؤدي أيضاً إلى عزوف الناخبين عن النزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة".
ولم يعلن حتى الآن إلا شخصان، وهما السادات والمحامي خالد علي الذي عارض أمام المحاكم قرار نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، عزمهما الترشح للرئاسة أمام السيسي على الرغم من أنهما يرجحان أيضاً فوزه.
وفي الانتخابات الماضية فاز السيسي بالرئاسة بنحو 97 بالمائة من الأصوات فيما كانت نسبة الإقبال على التصويت متدنية جدًا بحسب تقديرات مراقبين، ما دفع النظام وقتها إلى مدّ الاقتراع ليوم إضافي.