تتعاطى وسائل إعلام النظام السوري مع الثورات في المنطقة العربية بشكل عام بما يخدم البروباغندا الخاصة به، ووفقاً لمنطلقات بعيدة عن المنطق؛ فتجده يشجع الحريات ويدعم الثورات في دول عربية (دعمت الثورة السورية)، ويعادي الثورات وينبذ الأفكار المتعلقة بالحرية في البلدان التي له مع أنظمتها مصالح مشتركة. ونظراً لخصوصية الوضع السياسي في لبنان، بدا تعاطي الإعلام السوري مع الانتفاضة فكاهياً للغاية، حيث بدا التخبّط واضحاً ما بين الوسائل التابعة للنظام، إذ رسم كل منها سيناريو خاصا به يرويه الحراك اللبناني، رغم أن جميع هذه السيناريوهات المتضاربة تتماشى مع سياسات النظام.
فقد تناقلت بعض الصفحات الرسمية لمنصات إعلامية سورية على وسائل التواصل الاجتماعي، كصفحة "إذاعة أرابيسك"، مقطع فيديو مقتطعا من فيديو نُشر على قناة "الجديد" اللبنانية، لا تتجاوز مدته الثلاثين ثانية، وتضمّن الفيديو حديثا لمواطن لبناني داخل المظاهرة، يقول إنّ السبب الذي دفعه إلى التظاهر "هو رغبته في أن يحكمه شخص كبشار الأسد، ليعطيه حقوقه وحريته"، وأعيد نشر الفيديو من قبل الصفحات الموالية، لتسوق هذه المنصات سبب الانتفاضة اللبنانية.
أما قناة "سما" الفضائية، فقد وصفت المتظاهرين في نشرات أخبارها بـ"المخربين"، ونشرت معلومات عن "المنشآت المخربة نتيجة هجوم المخربين عليها، وعدد الضحايا والإصابات من قوى الأمن نتيجة دفاعهم عن تلك المنشآت"، وهي معلومات عارية عن الصحة. وتعاطت القناة (مقرّها بيروت) مع الأحداث اللبنانية بنفس طريقة تعاطيها مع الثورة السورية، حيث صورت المتظاهرين على أنهم مخربون مدفوعون من قبل قوى خارجية، تهدف إلى زعزعة الأمن وتخريب البلد. وأظهرت أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، كالبطل المنقذ، حيث كثّفت الترويج لتصريحاته الداعية إلى "عدم الانخراط في الفوضى"، وتحدثت القناة مطولاً عن "عمله الحثيث لتحقيق المطالب الشعبية، الناجمة عن أخطاء رؤساء أحزاب آخرين لا دخل لنصر الله بهم".
اقــرأ أيضاً
من جهتها، قامت "الإخبارية السورية" باستضافة محللين سياسيين من لبنان وسورية، من الذين حلّلوا الوضع في لبنان من خلال ربطه بما يجري في شمال سورية والعراق، ليصلوا إلى نتيجة مفادها أنّ "هناك أيدي خفية أميركية وصهيونية، ترغب في إضعاف محور المقاومة من خلال زج المنطقة في حالة من الفوضى، فدفعت تركيا المتآمرة إلى خوض حرب عسكرية في الشمال السوري ونشرت أفكارا فوضوية في العراق ولبنان، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى شعورهم بالضعف بعد انتصار الجيش السوري، الذي صمد في وجه المؤامرة الكونية"، وهو ما حاولت القنوات والصفحات المؤيدة لـ"حزب الله" الترويج لها في الداخل اللبناني.
كما نشرت القنوات السورية بيان وزارة الخارجية الذي دعت فيه الجالية السورية في لبنان إلى "العودة إلى الأراضي السورية خوفاً عليهم من الأحداث الجارية في لبنان". وكانت هذه الرسالة مدخلاً لفقرات عن الترويج مجدداً إلى فكرة عودة اللاجئين لسورية، وهو الأمر الذي أثار سخرية الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما قناة "سما" الفضائية، فقد وصفت المتظاهرين في نشرات أخبارها بـ"المخربين"، ونشرت معلومات عن "المنشآت المخربة نتيجة هجوم المخربين عليها، وعدد الضحايا والإصابات من قوى الأمن نتيجة دفاعهم عن تلك المنشآت"، وهي معلومات عارية عن الصحة. وتعاطت القناة (مقرّها بيروت) مع الأحداث اللبنانية بنفس طريقة تعاطيها مع الثورة السورية، حيث صورت المتظاهرين على أنهم مخربون مدفوعون من قبل قوى خارجية، تهدف إلى زعزعة الأمن وتخريب البلد. وأظهرت أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، كالبطل المنقذ، حيث كثّفت الترويج لتصريحاته الداعية إلى "عدم الانخراط في الفوضى"، وتحدثت القناة مطولاً عن "عمله الحثيث لتحقيق المطالب الشعبية، الناجمة عن أخطاء رؤساء أحزاب آخرين لا دخل لنصر الله بهم".
من جهتها، قامت "الإخبارية السورية" باستضافة محللين سياسيين من لبنان وسورية، من الذين حلّلوا الوضع في لبنان من خلال ربطه بما يجري في شمال سورية والعراق، ليصلوا إلى نتيجة مفادها أنّ "هناك أيدي خفية أميركية وصهيونية، ترغب في إضعاف محور المقاومة من خلال زج المنطقة في حالة من الفوضى، فدفعت تركيا المتآمرة إلى خوض حرب عسكرية في الشمال السوري ونشرت أفكارا فوضوية في العراق ولبنان، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى شعورهم بالضعف بعد انتصار الجيش السوري، الذي صمد في وجه المؤامرة الكونية"، وهو ما حاولت القنوات والصفحات المؤيدة لـ"حزب الله" الترويج لها في الداخل اللبناني.
كما نشرت القنوات السورية بيان وزارة الخارجية الذي دعت فيه الجالية السورية في لبنان إلى "العودة إلى الأراضي السورية خوفاً عليهم من الأحداث الجارية في لبنان". وكانت هذه الرسالة مدخلاً لفقرات عن الترويج مجدداً إلى فكرة عودة اللاجئين لسورية، وهو الأمر الذي أثار سخرية الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.