كما قرّر عدد من محافظات الصعيد وقف حركة الملاحة النهريّة في مجرى نهر النيل، خاصة ما بين محافظتي الأقصر وأسوان، ووقف جميع المراكب الشراعية ومراكب الصيد والعبّارات والمعديات الخاصة، التي تقوم بنقل المواطنين، على شاطئ النيل، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللاّزمة، بالتزامن مع تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من عدم استقرار الأحوال الجوية في البلاد، وانخفاض مستوى الرؤية وانتشار الأتربة.
ويخشى مزارعو قصب السكر في محافظات الصعيد، الذين يقومون حالياً بحصد المحصول، من اشتعال النيران في أراضيهم بالتزامن مع سرعة الرياح، ما قد يؤدّي إلى تدمير عشرات الأفدنة ودمار المحصول، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تراجع الإنتاج، وارتفاع تكلفة حصاده على المزارع، وبالتالي صعوبة نقله إلى شركات السكّر.
وكانت وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، قد طالبت إدارة مستشفيات الصدر، التي يصل عددها إلى 35 مستشفى على مستوى المحافظات، برفع الاستعدادات إلى الدرجة القصوى، مع جاهزية أقسام الاستقبال والطوارئ والعنايات المركزة، والتأكّد من توافر أسطوانات الأوكسجين وموسّعات الشعب الهوائية في المستشفيات، حتى يتسنّى لها استقبال أيّ طارئ. وطالبت الوزيرة مرضى الربو والحساسية بعدم التعرّض للعواصف الترابية، وأن يلتزموا بالعلاج المقرّر لهم والبقاء في المنازل، ووضع قناع أو كمّامة على الأنف والفم في حال الخروج من منازلهم للضرورة، كما التوجه إلى أقرب مستشفى صدر أو عام، لتلقي العلاج اللازم في حال حدوث مضاعفات.
ونصحت وزارة الصحة بتناول اللّقاحات والأدوية المقوية لمناعة الجسم، خاصة لقاح الإنفلونزا للفئات الأكثر عرضة للإصابة به، مثل الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم خمس سنوات، وكبار السنّ، 65 سنة وما فوق، إضافة إلى الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة. كما نصحت بالاهتمام بتناول المشروبات الدافئة والإكثار من تناول المياه، وتجنّب الوجود نهائياً فى الشوارع أثناء العاصفة الترابية لحماية العينين، وعدم إصابتها بالالتهابات، ووضع قطعة قماش مبلّلة أو كمّامة مبلّلة على الأنف، لتصفية الهواء من الغبار لتقليل احتقان الأنف والصدر.
وفى سياق متّصل، طالبت مستشفيات الحميات في المحافظات المصرية المرضى الذين يتردّدون إليها، والذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وضيق في الصدر وآلام في العظام، والخائفين من أن يكونوا مصابين بفيروس كورونا، بالتوجّه إلى الأطباء في العيادات الخاصة للكشف الطبي. كما طالبت مستشفيات الحميات بألاّ يتوجّهوا إليها إلاّ في المرحلة الأخيرة، أيّ في حال شكّ الطبيب في العيادة بأنّ المريض حامل للفيروس.
وأكّد أحد الأطباء أنّه تمّ اتخاذ هذا القرار بعد أن امتلأت هذه المستشفيات بمرضى "كوفيد-19"، وبالتالي أصبح مريض "نزلات البرد" أو"الحمى"، الذي يتردّد على الحميات، يحمل معه فيروس كورونا عقب خروجه، من دون أن يشعر بذلك، ليصيب بعدها جميع المخالطين له بالفيروس. وأضاف الطبيب في تصريحات خاصة قائلاً: "أعلم جيداً ظروف الفقراء وعدم قدرتهم على تحمّل أسعار العيادات الخاصة، لكن الاحتياط واجب بسبب شدّة خطورة الفيروس".