أصدر مجلس محافظة حماة الحرّة، التابع لوزارة الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية، قبل يومين، بياناً، أعلن فيه مدن وبلدات ريف حماة الشمالي، منكوبةً بشكل كامل، بعد تهدّم البنى التحتيه من تلك المدن بنسبة 90% جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام والطيران الروسي، خلال المعارك الدائرة بريف حماة الشمالي.
ويشير البيان إلى أن "قصف النظام والطيران الروسي، تركّز على مدن حلفايا وطيبة الإمام واللطامنة، وكفرزيتا، وصوران، شمالي حماة، كما عمد الطيران الروسي في هجماته الأخيرة على ريف حماة الشمالي، إلى تدمير المنشآت الحيوية من مشافي ومدارس وأفران وملاجئ ومراكز الدفاع المدني والمساجد".
وقال مدير المكتب الإعلامي لمجلس محافظة حماة الحرّة، عبد المجيد سلطان، لـ "العربي الجديد" إن "حملات القصف الممنهجة من قبل النظام على ريف حماة الشمالي بدأت منذ قرابة الشهرين، تم خلال الشهر الأول استهداف ريف حماة الشمالي بـ 3100 غارة جوية، منها 1900 غارة بالطيران الروسي، قصف خلالها 300 قنبلة فسفورية ونابالم حارق، أما في الشهر الثاني من الحملة فقد قصف النظام ريف حماة بـ1500 غارة، منها 720 غارة روسية علاوةً على 410 براميل متفجرة".
وأضاف أن "عمليات القصف تركزت بشكل خاص على المنشآت الحيوية في المدن الكبيرة شمالي حماة كحلفايا واللطامنة وصوران ومعردس وكفرزيتا وطيبة الإمام، ما أدى لخروجها عن الخدمة تماماً، وليبقى ريف حماة خالياً من المشافي الميدانية، بعد تدمير المشافي الثلاثة في ريف حماة والست المحيطة بها والمتواجدة بريف إدلب".
وبحسب عبد المجيد، فقد أصبح ريف حماة خاليا من أماكن التعليم والمدارس، كذلك أفران الخبز البسيطة، وتم تدمير الملاجئ ومراكز الدفاع المدني والتي كان آخرها مركز 107 بريف حماة، هذا ما أدى بشكل مباشر إلى انعدام الحياة بريف حماة عقب نزوح أهل تلك المدن هرباً من القصف بالإضافة إلى نزوح أصحاب المحال التجارية، وأصحاب المؤن الغذائية.
كما ناشد المجتمع الدولي لوضع حد للقصف الهمجي الذي يتعرض له ريف حماة بشكل يومي، والذي لم تشهد له البشرية مثيلا له، مؤكداً أنّ مسؤولية المدنيين يحملها المجتمع الدولي بشكل كامل، خاصة أنهم يعيشون في مناطق بعيدة عن الاشتباكات والمواجهات المسلحة مع قوات النظام وحلفائه، ورغم ذلك يستهدفها بشكل دائم.
وبحسب إحصائيات قام بها ناشطون ميدانيون، فإن قرابة المئتي عائلة كانت في طيبة الإمام، وأكثر من ألف عائلة في حلفايا، وسبعمئة عائلة في مدينة اللطامنة، هجرّوا نتيجة القصف المكثف من قبل النظام على بعض المناطق وسيطرته على مناطق أخرى، رغم ذلك ما زالت بعض العائلات الفقيرة متمسكة ببلداتها وقراها، بسبب الفقر وانعدام إمكانات النزوح المالية.
في السياق ذاته، أفاد الناشط الميداني بريف حماة فادي أبو عزيز لـ "العربي الجديد" بأن "الطيران الروسي وخلال شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان، استهدف ستة مشافٍ ميدانية ونقاط طبية، جميعها أخرج عن الخدمة، علاوةً عن معاودة الطيران الروسي والسوري لقصف تلك المنشآت والنقاط لعدّة مرات رغم عدم عودتها للخدمة".
وأضاف أن "مدن وبلدات الريف الشمالي لحماة، لم تعد مؤهلة لعودة الأهالي إليها إطلاقاً، فمعظم منازل ومنشآت تلك القرى قام النظام وحلفاؤه بتسويتها مع الأرض تماماً، وأبنية سكنية تلاشت من تلك المدن تماماً عقب مئات الصواريخ والقذائف والقنابل الحارقة التي قصفتها قوات النظام على تلك المدن باتّباعها سياسة الأرض المحروقة، التي يقوم بها النظام في كل معركة من معاركه في ريف حماة بشكل خاص ليجبر قوات المعارضة على التوقف عن التقدم وينهك قواتها العسكرية".
ويقول أبو ياسين، وهو من أحد أهالي مدينة حلفايا بريف حماة إنه "لم يستطع وعائلته العودة إلى مدينته عقب تسوية منزله أرضاً، بالإضافة إلى سرقة وسلب ما تبقى من أثاث بسيط من منزله من قبل عناصر ومليشيات النظام".
وأبدى خوفه من العودة إلى العيش داخل حلفايا، عقب أكثر من ستة نزوحات بسبب العمليات العسكرية الدائمة بريف حماة الشمالي، كذلك خوفا من عمليات الدهم والاعتقال التي تقوم بها قوات النظام.