ذكرت لجنة اﻻنتخابات الرئاسية المصرية، أنها ستعلن رسمياً فوز وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، برئاسة الجمهورية مساء الثلاثاء المقبل، وذلك بعد إنهائها إجراءات مراجعة حصر وتجميع نتائج جميع اللجان العامة والفرعية.
وجاء ذلك، بعد دقائق من رفض اللجنة جميع الطعون التي تقدم بها المرشح الخاسر، حمدين صباحي، الذي أصرّ على المشاركة في مسرحية الانتخابات، متجاهلاً كل الدعوات التي وجهت إليه لعدم منح الانتخابات أي شرعية، ولا سيما أن نتائجها كانت محسومة سلفاً لقائد الانقلاب.
ورفضت اللجنة الطعون المقدمة على نتائج 580 لجنة فرعية في 16 محافظة، قال صباحي إنها شهدت عمليات تضييق على مندوبيه ومحاباة لمنافسه وسماح القضاة المشرفين بالتأثير على إرادة الناخبين.
ورفضت اللجنة طلب صباحي بإعادة فرز اﻷصوات في هذه اللجان، بعد فشله في إثبات ادعاءاته. كما ردت طلبه إعادة الحصر العددي لأوراق اﻻقتراع الباطلة باعتبار أنه ﻻ يجوز إعادة فرز اﻷوراق الباطلة وحدها، بل يتطلب اﻷمر إعادة فرز جميع اﻷصوات في جميع اللجان وهو طلب غير منطقي.
وكان الرفض أيضاً من نصيب طلب صباحي إلغاء قرارها بتمديد التصويت ليوم ثالث باعتبارها "منازعة سبق الفصل فيها وتأكد عدم مساسها بحق أي من المرشحين".
وقالت مصادر قضائية رفيعة المستوى، لـ"العربي الجديد"، إنه "ﻻ يجوز لصباحي الطعن بعد اﻵن على أي نتيجة جزئية أو نهائية تنفيذاً لقانون اﻻنتخابات الرئاسية الذي يحصن قرارات اللجنة".
في غضون ذلك، وجه الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، دعوات إلى ملوك وأمراء السعودية واﻹمارات والكويت والبحرين، فضلاً عن غيرها من الدول التي ساندت انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013 لحضور مراسم حلف السيسي اليمين الدستورية في المحكمة الدستورية، التي لم يتحدد بعد موعدها النهائي خلال اﻷسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يؤدي السيسي اليمين في القاعة ذاتها التي شهدت أداء الرئيس المنتخب محمد مرسي اليمين في 30 يونيو/ حزيران 2012، وأمام القضاة أنفسهم عدا مَن أحيلوا إلى التقاعد أو خرجوا من عضوية المحكمة، وأبرزهم فاروق سلطان، وماهر البحيري وتهاني الجبالي.
ولن يترأس منصور الجمعية العامة للمحكمة خلال المراسم باعتباره قائماً بأعمال رئيس الجمهورية، وسيرأسها رئيس لجنة اﻻنتخابات الحالي أنور العاصي.
في هذه الأثناء، توقع القيادي في "الجبهة السلفية"، هشام كمال، قيام قوات الأمن المصرية بحملة اعتقالات موسعة بين صفوف الشباب الرافضين للانقلاب، عقب تنصيب السيسي رئيساً لمصر غداة مسرحية الانتخابات الرئاسية.
وقال كمال، لـ"العربي الجديد"، إن "السيسي يريد استلام البلاد بشكل هادئ، لأنه لا يريد معارضة له سواء من تحالف دعم الشرعية أو من القوى الثورية التي بدأت تستفيق أخيراً، وعلمت بحقيقة أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري".
وأوضح أن "السيسي يعلم جيداً أن مهمته لن تكون سهلة مطلقاً، ويسعى لفرض منطق القوة وتكميم الأفواه حتى لا يتعرض لانتقادات شديدة، في ظل وضع مصر المتردي اقتصادياً، وعدم قدرته على الوفاء بأي التزامات تجاه الشعب".
وأكد أن "قيادات التحالف لا ترهبهم القبضة الأمنية الشديدة، فكل يوم تقريباً يوجد قتيل أو مصاب أو معتقل، بفعل هذا النظام الإجرامي".