وسلم رئيس الحكومة الجزائرية السابق عبد المجيد تبون رسميا ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية، بعدما جمع أكثر من 120 ألف توقيع واكتتاب من الناخبين، وقال تبون، عقب تسليم ملفه إلى رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، إن الانتخابات الرئاسية "هي أول انتخابات تجري بعيدا عن وزارة الداخلية وتحت إشراف هيئة مستقلة"، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ""هي التطبيق الفعلي لمطالب الحراك الشعبي بتطبيق المادتين السابعة والثامنة من الدستور، اللتين تنصان على السيادة الشعبية".
وحاول تبون التنصل من صورته كمرشح عن بقايا النظام السابق، خاصة أنه كان رئيسا لحكومة بوتفليقة قبل سنتين فقط، عام 2017، ووضع نفسه في صف "التيار الديمقراطي"، وأعلن رفضه مقترح بدء مرحلة انتقالية في البلاد، وقال "أنا من الديمقراطيين وضد المرحلة الانتقالية وتكرار تجربة التسعينات التي امتدت لسنوات"، واعتبر أن 20 يوما في الحملة الانتخابية لشرح البرنامج الانتخابي ليست كافية.
ويعد تبون ثالث مرشح بارز في السباق الرئاسي يسلم ملف ترشحه إلى الهيئة العليا للانتخابات، بعد عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة السابق أمين عام بالنيابة لـ"التجمع الوطني الديمقراطي"، وعبد القادر بن قرينة رئيس حركة "البناء الوطني" (جناح من إخوان الجزائر).
وبحسب الأجندة الزمنية، فإن 23 مرشحا من مجموع 145 شخصا كانوا قد سحبوا استمارات الترشح، بينهم عدد من المرشحين غير جديين، يعتزمون الظهور أمام الكاميرا، من دون أن يكونوا قد جمعوا العدد المطلوب من اكتتابات الناخبين المطلوبة والمقدرة بـ50 ألف توقيع.
وفي أغرب حادثة، قدم علي زغدود، رئيس حزب "فتي"، ملف ترشحه باستمارات فارغة وغير موقعة كما سحبها أول مرة، ويمثل زغدود ظاهرة سياسية في الجزائر، حيث يظهر فقط مع كل موعد انتخابي للرئاسة، حيث يصر على التقدم للترشح من دون أن يجمع التوقيعات، وأخذ موعد لتسليم ملفه برغم ذلك، في سلوك ليس له ما يبرره.
وينتظر أن يودع رئيس الحكومة السابق علي بن فليس اليوم ملف ترشحه، وكذا المرشح المستقل، مقدم البرامج التلفزيونية سليمان بخليلي، الذي يطمح إلى تكرار تجربة الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد.
ويتوقع ألا يتجاوز عدد المرشحين الذين ستقبل ملفاتهم العشرة مرشحين، لكن مجموع المعطيات يشير إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستسير نحو حالة من الاستقطاب الانتخابي بين رئيسي الحكومة الأسبقين، علي بن فليس وعبد المجيد تبون، خاصة وأن بوادر هذا الاستقطاب، كانت بارزة منذ إعلان تبون عن ترشحه، حيث وصفه بن فليس حينها بأنه يحاول استكمال العهدة الخامسة لبوتفليقة.