ولم تتخط نسبة التسجيل للانتخاب 10 في المائة فقط من المغتربين، أي حوالي 90 ألف مُسجّل، فيما لم تتجاوز نسبة التصويت عتبة 50 في المائة كمعدل وسطي، ارتفع قليلا في بعض البلدان، وانخفض كثيراً في دول أخرى.
ورغم إدارة وزارتي الداخلية والخارجية لعملية التصويت التي سبقتها تحضيرات مطوّلة، فإن عدداً لا يُستهان به من المخالفات تم رصدها، لتتحول معركة الحكومة إلى انتقاد أداء جمعيات المراقبة بدل متابعة المخالفات لتجنبها.
وبحسب ما شهده مراقبو "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" (لادي)، فإن "وزارة الداخلية كان يجب أن تصدر تعميماً عاماً موحداً توضح فيه، بشكل مفصل، طريقة وضع المعازل الجديدة، بشكل لا يكشف سرية الاقتراع، وفي نفس الوقت يسمح برؤية حركة اليدين للناخبين في حال حاولوا تصوير قسيمة الاقتراع".
كما شكل استخدام الهاتف خلف المعزل ملاحظة بارزة أخرى سجلتها الجمعية.
وقد انقسم بيان الجمعية حول مراقبة انتخابات المغتربين إلى أبواب، وبشأن "التحضيرات والتجهيزات اللوجستية"، أكدت أن "تجهيز الوزارة جيد"، ولكنها سجلت عدداً من الحالات حيث لم تكن طريقة وضع العازل تضمن سرية الاقتراع، ووضع بعض الكاميرات قرب العوازل، إضافة إلى نقص في المغلفات التابعة لبعض الدوائر، خاصة في أبيدجان.
أما في ما يخص "لوائح الشطب"، فقد وردت للجمعية شكاوى متعددة من الناخبين، لا سيما في الغابون وكندا، بعدم ورود أسمائهم على لوائح الشطب "رغم تسجيلهم وحصولهم على التأكيد الإلكتروني بأن تسجيلهم مكتمل".
وفيما يرتبط بـ"الضغط على الناخبين"، رصدت الجمعية في عدد من البلدان التي راقبتها حالات من الضغط من قبل المندوبين على الناخبين، ومن أبرزها ما قامت به "حركة أمل" في الغابون وبريطانيا وأبيدجان، في حين رصدت الجمعية وجودا كثيفا لماكينة "الحزب الاشتراكي" في ليبيريا.
لبنانيو الولايات المتحدة يقترعون
بعد خروجه من مركز للاقتراع، في إحدى صالات فندق "أومني شورهام"، قرب السفارة اللبنانية في واشنطن، رفع المغترب اللبناني الطرابلسي رامي الحاج يده أمام كاميرا صديقه، مستعرضاً حبر التصويت على إبهامه، وكأنّه يسجل للتاريخ لحظة اقتراعه في الانتخابات النيابية اللبنانية، لأول مرة في حياته، هو الذي دخل في العقد الخامس من العمر.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، اعتبر الناشط جو خيرالله، أنّ "انتخابات اللبنانيين في بلاد الاغتراب، إنجاز تاريخي من إنجازات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل". وبدوره أشاد مندوب حزب "القوات" اللبنانية جوزيف جبيلي، بالعملية الانتخابية، وقال إنّ "الأمور سارت بشكل جيد دون مشاكل مهمة"، متوقعاً أن تكون مشاركة المغتربين في الانتخابات المقبلة "أكبر بكثير".
وغلب المشهد الاحتفالي على الحضور القوي للماكينات الانتخابية، لكل من "التيار الوطني الحر"، و"القوات" اللبنانية، اللذين استأجر كل منهما صالة خاصة في الفندق، للاحتفال بمشاركة المغتربين في الانتخابات.
وبدا لافتاً حضور منظمة "الشباب التقدمي" (الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط) التي ارتدى أعضاؤها جميعاً قمصاناً حمراء، فيما سجل نشاط بدرجة أقل لماكينة تياري "المستقبل"، و"المردة".
وغاب مناصرو "حركة أمل"، عن مركز الاقتراع في واشنطن، لكنّهم حضروا في مركز الاقتراع في مدينة ديربورن حيث توجد جالية لبنانية كبيرة، وإن كانت نسبة مشاركة الناخبين المغتربين قد سجلت معدلات ضئيلة جداً، مقارنة بأعدد الجالية اللبنانية.
وتسجّل في أقلام الاقتراع في واشنطن، نحو 700 لبناني مغترب، من المقيمين في المناطق والولايات المحيطة بواشنطن، بينما بلغ عدد المسجلين في الولايات المتحدة ككل نحو عشرة آلاف لبناني، من أصل أكثر من مليون مهاجر من أصول لبنانية في أميركا.
وقام طارق، وهو مهاجر من شمال لبنان، برحلة على مدى أكثر من 6 ساعات بالقطار، من ولاية نورث كارولينا، إلى واشنطن ليدلي بصوته. طارق الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنّه انتخب لائحة "القرار المستقل" بقيادة مصباح الأحدب، هو أيضاً يمارس حقه الانتخابي لأول مرة في حياته.
وأشار إلى أنّه مع عدد آخر من المغتربين، توقّع أن تكون عملية الاقتراع في مقر السفارة اللبنانية في واشنطن، وليس في أحد الفنادق المجاورة. ولفت إلى أنّه انتظر لساعات أمام باب السفارة المغلق الذي خلا من أي تنبيه أو إشارة إلى عنوان مركز الاقتراع، والذي استاجرته السفارة في فندق "أومني شورهام".