لم تنته حكاية فيروس كورونا بعد، ويبدو أن العالم سيواجه الوباء طويلاً كي يتمكن من محاصرته. هكذا هي الصورة اليوم، لا نشاطات اجتماعية ولا حتى فنية تؤكد أن العالم يستعد مجدداً لخوض مغامرات لا تحمد نتائجها. الكل يفكر في اللقاح للحد من سرعة انتشار الوباء. السينما والمهرجانات طوت صفحتها حتى إشعار آخر، وكذلك سوق الحفلات. يؤكد أحد المتعهدين اللبنانيين أن لا حفلات قبل حلول السنة المقبلة، مضيفاً: "الناس خائفون جداً وكل الإجراءات الوقائية لا يمكن أن تضمن عدم الإصابة من خلال التجمعات، حتى ولو كانت في الفضاء، وليس ضمن مسارح مغلقة".
لم تكن المهرجانات الفنية قبل أزمة كورونا بخير. العالم العربي عموماً يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية ضاغطة. تسع سنوات على الأزمة السورية التي امتدت تداعياتها إلى الدول المجاورة، وحرب الخليج في اليمن. كل ذلك لم يكن صحياً بالنسبة للحفلات والمهرجانات، التي دخلت نفق المزايدات بين المتعهدين أنفسهم وبين بعض النافذين.
خلال عامين، وبعد الانفتاح الفني على الفعاليات والحفلات الذي أعلنته السعودية، حوصر المغنون العرب ضمن القائمة التي تفرض عليهم القدوم إلى المملكة والغناء هناك، وتعظيم ولي العهد. استراتيجية انفضحت من اليوم الأول لخروجها إلى العلن. الفنانون والمغنون يدخلون بيت الطاعة السعودي، ومن يرفض يحرم من "المخصصات" التي لا تعني بالضرورة سوق الحفلات السعودي، بل تصل إلى إعلان حظر ظهوره على الفضائيات والإعلام السعودي أو الإعلام المدعوم من قبل المملكة، فضلاً عن محاربته في معظم المهرجانات العربية الأخرى التي تحتاج إلى دعم أو "تمن" سعودي.
لكن هل كسبت السعودية الجولة الفنية؟ الإجابة: بالطبع لا. لم تأت طواعية الفنانين لما حاول المستثمر السعودي توظيفه لتشي بتقدم يزيد في مسيرة الفنان أو المغني، لكن لا بأس بالنسبة لهذا المستثمر طالما أن "التطبيل" في وسائل الإعلام يدعم الفكرة التي تحاول المملكة الاستفادة منها عن طريق الترويج الفني المفروض أن يلتزم به المغني منذ وصوله إلى المهرجان وحتى مغادرته إيّاه.
في دبي، أيضاً، خيمت أجواء التسويق التجاري على معظم الأنشطة والحفلات التي كانت تقام قبيل انتشار فيروس كورونا، في ظل غياب التجدد أو الإبداع. مجرد "فورما" مثلاً في قرية تراثية لصالح الدعاية والإعلان للقرية عن طريق إحياء سهرة غنائية لمطرب صف أول.
أما في لبنان، فالواضح أن الأزمة كانت مستحكمة منذ سنوات، لا بل تعود إلى أكثر من عقد من الزمن. والسبب، بطبيعة الحال، هو الوضع الاقتصادي وغياب وزارة الثقافة عن أي نشاط داعم للمهرجانات الكبيرة التي تنظمها مجموعة من المتعهدين، عانوا هم أيضاً من الضرائب التي فرضت عليهم.
اقــرأ أيضاً
لم تكن المهرجانات الفنية قبل أزمة كورونا بخير. العالم العربي عموماً يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية ضاغطة. تسع سنوات على الأزمة السورية التي امتدت تداعياتها إلى الدول المجاورة، وحرب الخليج في اليمن. كل ذلك لم يكن صحياً بالنسبة للحفلات والمهرجانات، التي دخلت نفق المزايدات بين المتعهدين أنفسهم وبين بعض النافذين.
خلال عامين، وبعد الانفتاح الفني على الفعاليات والحفلات الذي أعلنته السعودية، حوصر المغنون العرب ضمن القائمة التي تفرض عليهم القدوم إلى المملكة والغناء هناك، وتعظيم ولي العهد. استراتيجية انفضحت من اليوم الأول لخروجها إلى العلن. الفنانون والمغنون يدخلون بيت الطاعة السعودي، ومن يرفض يحرم من "المخصصات" التي لا تعني بالضرورة سوق الحفلات السعودي، بل تصل إلى إعلان حظر ظهوره على الفضائيات والإعلام السعودي أو الإعلام المدعوم من قبل المملكة، فضلاً عن محاربته في معظم المهرجانات العربية الأخرى التي تحتاج إلى دعم أو "تمن" سعودي.
لكن هل كسبت السعودية الجولة الفنية؟ الإجابة: بالطبع لا. لم تأت طواعية الفنانين لما حاول المستثمر السعودي توظيفه لتشي بتقدم يزيد في مسيرة الفنان أو المغني، لكن لا بأس بالنسبة لهذا المستثمر طالما أن "التطبيل" في وسائل الإعلام يدعم الفكرة التي تحاول المملكة الاستفادة منها عن طريق الترويج الفني المفروض أن يلتزم به المغني منذ وصوله إلى المهرجان وحتى مغادرته إيّاه.
في دبي، أيضاً، خيمت أجواء التسويق التجاري على معظم الأنشطة والحفلات التي كانت تقام قبيل انتشار فيروس كورونا، في ظل غياب التجدد أو الإبداع. مجرد "فورما" مثلاً في قرية تراثية لصالح الدعاية والإعلان للقرية عن طريق إحياء سهرة غنائية لمطرب صف أول.
أما في لبنان، فالواضح أن الأزمة كانت مستحكمة منذ سنوات، لا بل تعود إلى أكثر من عقد من الزمن. والسبب، بطبيعة الحال، هو الوضع الاقتصادي وغياب وزارة الثقافة عن أي نشاط داعم للمهرجانات الكبيرة التي تنظمها مجموعة من المتعهدين، عانوا هم أيضاً من الضرائب التي فرضت عليهم.
في ظل غياب موازين، وقرطاج، وجرش، هذه السنة، الواضح أن لا مهرجانات جماهيرية حتى بداية السنة المقبلة على الأقل، وفق كل المعطيات التي تقفل، خلال هذا الموسم الصيفي، الباب على الموسيقى والغناء إلى موعد لم يحدد، وربّما لا يزال في المجهول.