إلى حوار اجتماعي جامع في موريتانيا
لا شك أن لكلا الخطابين ما يبرره عند سدنته، وهو ما يجعل كل حزب بما لديهم فرحين، غير أن ما لا يمكن لنا، كمتابعين، إلا أن نعترف به هو أن الوقت حان ليجلس جميع فرقاء الطيف الاجتماعي، بكل ألوانه وفئاته وشرائحه، إلى طاولة حوار اجتماعي جامع، من أجل تجاوز مرحلة كل الخطابات الفئوية، والخروج بخلاصات، من أجل أن يؤسس الجميع لدولة العدالة الاجتماعية الحقة التي لا ظلم لأحد فيها ولا فضل فيها لأحد على أحد إلا بما يقدمه للوطن مما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
هنا، لا بد من القول إنه لا يمكن لمخرجات أي حوار اجتماعي أن تجسد على أرض الواقع ما لم يكن هناك قضاء مستقل، يبتعد كل البعد عن الجنوح لنزوات الحاكم، وينأى بنفسه عن الاستغلال من أي كان.
المطلوب، الآن، هو الإفراج عن كل سجناء الرأي، والكف عن مضايقة الحقوقيين والإسراع بالجلوس إلى طاولة الحوار الجامع والشامل، صوناً لمكتسبات الحاضر، وتفادياً للأسوأ، فالوضع أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانفجار الذي لا شك أن تداعياته ستصيب الدولة في الصميم، وبعض الحناجر تحولت إلى خناجر، وذلك ما ينذر بشر مستطير.