إنكلترا هي إنكلترا، المنتخب الذي يضمُ أسماء كبيرة ونجوما مُميزة قادرة على صناعة الانتصارات في بطولات كأس العالم على مر التاريخ. هي بطلة عام 1966 ولديها أرقام جيدة في النسخات الـ 20 السابقة، وستدخل مونديال روسيا 2018 من أجل تعويض كل خيبات الآمل التي عرفتها سابقاً وخصوصاً في مونديال البرازيل 2014، حين خرجت من دور المجموعات، ومحو أثار الخروج القاسي في يورو 2016 أمام المنتخب الأيسلندي.
التاريخ في المونديال
تحتل إنكلترا المركز الـ 13 في التصنيف العالمي الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وتتواجد في بطولة كأس العالم للمرة الـ 14 من أصل 21 نسخة. بدأ المنتخب الإنكليزي مشواره في بطولة كأس العالم عام 1950 في البرازيل وخرج من دور المجموعات. بعد ذلك شاركت إنكلترا في مونيال 1954 وخرجت من الدور ربع النهائي قبل أن تعود وتخرج من دور المجموعات في 1958.
لكنها في مونديال تشيلي 1962 وصلت إلى الدور ربع النهائي لتُتوج بعد ذلك باللقب الكبير على أرضها وبين جماهيرها في مونديال 1966، وكان هذا اللقب الوحيد لمنتخب "الأسود الثلاثة"، ثم بغلت الدور ربع النهائي في مونديال المكسيك 1970، لكنها عادت وغابت عن مونديالي 1974 و1978. وفي إسبانيا 1982 بلغت الدور الثاني ثم ربع نهائي 1986 وبعد ذلك حققت المركز الرابع في مونديال إيطاليا 1990.
غابت إنكلترا عن كأس العالم 1994 ووصلت إلى دور الـ 16 في مونديال 1998، ومنذ ذلك الحين لم تغب عن بطولات كأس العالم حتى اليوم، وكانت نتائجها على الشكل التالي (ربع نهائي 2002 و2006، دور الـ 16 في 2010 ودور المجموعات في 2014). وفي المجموع خاض المنتخب الإنكليزي 62 مباراة (26 فوزاً و20 تعادلاً و16 خسارة)، في وقت سجل 79 هدفاً وتلقت شباكه 56.
التصفيات ونقاط القوة والضعف
تأهلت إنكلترا إلى مونديال 2018، عبر التصفيات الأوروبية، إذ تصدرت المجموعة السادسة في التصفيات بجمعهعا 26 نقطة من ثمانية انتصارات وتعادلين، في وقت سجل المنتخب الإنكليزي 18 هدفاً وتلقت شباكه ثلاثة أهداف فقط. وتفوقت إنكلترا على منتخبات مثل سلوفاكيا، اسكتلندا، سلوفينيا، ليتوانيا ومالطا.
وتملك إنكلترا عددا من نقاط القوة التي تجعلها أحد المنافسين على اللقب، مثل تواجد لاعبين شباب يملكون مهارة كبيرة على أرض الملعب. وهناك أجنحة سريعة جداً خصوصاً مع تواجد رحيم ستيرلينغ نجم فريق مانشستر سيتي الإنكليزي. وحتى أن خط الوسط يُّعتبر من بين الأفضل في بطولة كأس العالم. يمكن لستيرلينغ وجيمي فاردي وماركوس راشفورد وهاري كين تشتيت أي دفاع في المونديال، هذا بالإضافة إلى القوة الدفاعية التي ظهرت في التصفيات عبر تلقي ثلاثة أهداف فقط في التصفيات الأوروبية.
في المقابل هناك بعض نقاط الضعف لدى المنتخب الإنكليزي وهي عقدة الثقة التي تُلاحق هذا المنتخب منذ سنوات طويلة، إذ إنه منذ حصده للقب 1966 لم ينجح في المنافسة على اللقب أبداً طوال هذه السنوات. كما أن الخروج من ركلات الترجيح المتكرر أصبح لعنة لهذا المنتخب الأوروبي. هناك مشكلة في قلب الدفاع، إذ يتواجد لاعبون بدون ذكر تكتيكي ولا يعرفون كيفية التحكم في المباريات الكبيرة. هذا بالإضافة إلى غياب شخصية المنتخب الكبير الذي يمكنه إرعاب أي خصم يواجهه مثل ألمانيا أو البرازيل.
المجموعة والتشكيلة
تلعب إنكلترا في المجموعة السابعة من المونديال إلى جانب منتخبات بلجيكا، بنما وتونس. تبدأ مشوارها ضد المنتخب التونسي في 18 يونيو/ حزيران على ملعب "فيشت الأولمبي" في مدينة سوتشي، ثم تواجه منتخب بنما في 24 يونيو على ملعب "نيجني نوفغورود"، وتختم مشوارها في مواجهة قوية ضد بلجيكا في 28 يونيو على ملعب "كالينينغراد".
أما تشكيلة المنتخب الإنكليزي فتضمُ في حراسة المرمى جاك باتلاند، جوردان بيكفورد، نيك بوب. وفي خط الدفاع هناك ترانت أليكاسندر أرنولد، غاري كاهيل، فابيان ديلف، فيل جونز، هاري ماغواير، داني روز، جون ستونز، كيران تريبييه، كيال وولكر، أشلي يونغ. وفي خط الوسط هناك ديلي آلي، إريد دايير، جوردان هندرسون، خيسي لينغارد، روبين لوفتوس شيك. أما خط الهجوم فيضم هاري كين، ماركوس راشفورد، رحيم ستيرلينغ، جيمي فاردي و أخيراً داني ويلبيك.
المدرب
يُعتبر غاريث ساوثغايت من المدربين الجيدين في كرة القدم حالياً، ويقود واحدا من أبرز المنتخبات التي قد تُنافس على لقب مونديال روسيا 2018. هو لاعب إنكليزي سابق لعب في مركز المدافع وكذلك في مركز خط الوسط. لا يملك سيرة كبيرة في عالم التدريب، فهو درب فريق ميدلزبروه وشباب إنكلترا (تحت 21 سنة) وحالياً مع منتخب "الأسود الثلاثة".
تُوج بلقب كأس إنكلترا مع فريقي أستون فيلان وميدلزبروه كلاعب بين في موسم 1995-1996 و2003-2004 وكان قائداً للفريقين آنذاك. كما ولعب مع فريق كريستال بالاس في موسم 1993-1994.
كما ووصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي ونهائي كأس الدوري الأوروبي كلاعب وشارك مع المنتخب الإنكليزي في 57 مباراة، وشارك في بطولة كأس العالم 1998 ويورو 1996 و2000. انتهت مسيرته الكروية كلاعب في شهر أيار/مايو 2006 بعمر الـ 35 سنة بعد أن خاض أكثر من 500 مباراة.
عمل مدرباً لفريق ميدلزبروه بين 2006 و2009، ثم درب منتخب إنكلترا للشباب (تحت 21 سنة) بين أعوام 2013 و2016. فهل يصنع التاريخ ويقود المنتخب الإنكليزي إلى منصة التتويج بلقب كأس العالم 2018؟