يضرب الشباب الفلسطيني المقاوم مُجدداً في قلب الكيان الصهيوني الغاصب، ومرة أخرى تُجدد إرادة الصامدين المرابطين من أبناء الشعب الفلسطيني، التأكيد بالدم، أن لا خيار عن مقاومة "العين" الفلسطينية لـ"المخرز" الإسرائيلي. رسائل عدة وجهها خالد وأحمد مخامرة إلى أكثر من اتجاه.
الرسالة الأهم موجهة إلى وزير الأمن الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، الذي طالما تباهى بقوة إسرائيل وقدراتها الأمنية. أراد خالد وأحمد مخامرة، إهانة "باونسر" إسرائيل الجديد في عقر "داره"، وتعليمه أن لا حواجز، ولا جدران، ولا قبضة حديدية، ولا رصاص مسكوب، ولا تنسيق أمني، قادر على كيّ الوعي الفلسطيني، الذي حمل الشابين من مدينة يطا، جنوب الضفة الغربية المُحتلة، إلى الداخل الفلسطيني، نحو مواجهة مفتوحة على الاستشهاد أو الاعتقال.
أما الرسالة الأخرى التي أرسلها الشابان مخامرة بالدم، فهي موجهة للقيادات الفلسطينية، التي لم تكلّ أو تملّ بعد من وهم "عملية السلام" و"ملهاة" المبادرات الدبلوماسية التي تطلق مرة من هنا ومرة من هناك، دون طعم ولا لون ولا معنى، حتى باتت مثل نكتة سمجة، لا تسلي إلا أصحابها، ولا تمنحهم إلا المزيد من مُتع التجوال بين مدن العالم وفنادقها الفاخرة بحثاً عن "سلام" مفقود حتى في غرف نومهم وحدائق منازلهم. ربع قرن من المفاوضات الماراثونية العبثية، وأطنان من المبادرات والاتفاقيات، ومئات الاجتماعات العلنية والسرية، وسيل من التنازلات، قابلها رئيس حكومة الكيان الغاصب، بنيامين نتنياهو، برفض وتعنت، وعنصرية، توّجها تعيين ليبرمان، "قبضاي" الملاهي الليلية السابق، وزيراً للأمن في حكومة يمينية تمارس الإعدام الميداني بلا خجل أو وجل.
ولا ندري، أخيراً، إن كانت رسائل المخامرة، المُخَضّبة بالدم، ستصل إلى العرب اللاهثين نحو التطبيع مع إسرائيل، في مكافأة على ما ترتكبه من جرائم قتل واستيطان وتهويد وحصار وتجويع وتدنيس للمقدسات. ولعل في إهانة إسرائيل، في شهر رمضان الفضيل، على يد شابين من يطا الفلسطينية، درساً للعرب مفاده أن إسرائيل التي ألقت بالمبادرة العربية للسلام في سلة المهملات، ورفضت المبادرة الفرنسية حتى قبل الاطلاع عليها، لا تسعى إلى سلام عادل، وإنما إلى فرض تطبيع مجاني، يليق بالانهيار العربي.